تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بعيد الصليب اليوم الأربعاء الموافق 27 سبتمبر 2023، حيث يعتبر أحد الأعياد السيدية الصغرى، ويستمر لمدة 3 أيام، ويأتى تذكار واقعة عودة الصليب المقدس على يد القديسة هيلانة، والدة الإمبراطور قسطنطين الكبير، والتى رفعته على جبل الجلجلة وبنت فوقه كنيسة القيامة حسب الاعتقاد المسيحى.
الاحتفال لمدة ثلاث أيام
ويقول القمص ميخائيل جرجس، وكيل مطرانية حلوان والمعصرة و15 مايو والتبين، في تصريحات خاصة لليوم السابع، إن عيد الصليب يمثل علامة فخر وشرف ورمزية للمسيحية لدى الأقباط، حيث يستمر الاحتفال به لمدة 3 أيام خلال أيام 27 و28 و29 من الشهر الجارى فى جميع الكنائس، كما يتم إقامة صلوات القداسات الإلهية يسودها "طقس فرايحى".
وتعود طقوس الاحتفال بـ عيد الصليب، وفقًا للتاريخ الكنسي، إلى أنه عند صلب السيد المسيح، أخذوا الصلبان الثلاثة التي صلب عليها ورموها في مقلب قمامة، كما تعود قصة الاحتفال بـ عيد الصليب في المرة الأولى إلى عام 326 ميلادية، على يد الملكة القديسة هيلانة، والدة الإمبراطور قسطنطين الكبير، عند زيارتها لأورشليم مدينة القدس، وسألت عن مكان الصليب ولكن لم يُعلمها به أحد، فأخذت شيخًا من اليهود، وضيقت عليه بالجوع والعطش، حتى اضطر إلى الإرشاد عن المكان الذي يُحتمل وجود الصليب فيه بكيمان الجلجلة جبل الجلجلة.
لقاء "اليوم السابع" مع مهندس دق الصلبان
والتقى اليوم السابع مع المهندس جرجس جبريال بدير سمعان الخراز بالمقطم الذى أكد أن بداية دق الصلبان على الأيادى كانت أيام الاضطهاد الرومانى لأن الأب والأم كانا يستشهدان ويتركان الأطفال للوثنية فحب الآباء والأمهات أن يتركوا علامة للطفل تذكره بأن أصله مسيحى فكانت فكرة دق الصليب وكانت تتم بطريقة بدائية وأولية في البداية، وكان يستخدم مجموعة من الأبر وخيط ولم يكن هناك أحبار وكانوا يستخدمون كحل العين وأحيانا ملوخية خضراء أو أى زرع آخر أخضر، ولكن الآن توجد أدوات طبية حديثة.
الزميل محمد الأحمدى مع المهندس جرجس جبريال
الغرض من الصليب
وقال المهندس جرجس جبريال إن فكرة دق الصليب يتم الحفظ عليها كتراث قبطى وليست شيئا للتباهى، ولكن هي مصدر افتخار بالمسيحية وهى مجرد تذكرة بعصر الشهداء، بأن الإيمان وصل لى بجهاد وتعب واستشهاد، ولا بد من المحافظة عليها بالعمل الصالح إسناد لقول الكتاب المقدس عن رؤية صورة المسيح في الشخص نفسه وتصرفاته.
وتابع أن دق الصليب في البداية كان الآباء يأتون بشوكة النخل وكانت مدببة وكانوا يجمعون مجموعة مع بعضهم البعض ويدقون بها الصليب عبر دخولها تحت الجلد ويكون فوقها طبقة أخرى، وفى الصعيد كان الآباء والأجداد يعصرون ليمون على اليد عقب دق الصليب حتى يقتل الميكروبات، وكان دق الصليب تاريخ وتوثيق لمكان الزيارة نفسها، فكان أحدهم يدق الصليب في دير معين وفي مناسبة معينة ويرفض بعض المسيحيين أحيانا دق الصليب من جديد لأنه مرتبط معه بذكرى جيدة في مكان وحدث معين.
وذكر أنه بدأ دق الصليب مع القمص سمعان المسئول على دير سمعان الخراز بالمقطم، فكانت فكرة دق الصليب فى الاحتفالات فقط وفى مولد العذراء مريم فى دير درنكة، وجاءت لى فكرة أنها تكون موجودة طول العالم وبدأت تنفيذها مع القمص سمعان في الدير بالمقطم.
شرح لعملية دق الصلبان
الأدوات المستخدمة
قال المهندس جرجس جبريال إن الأدوات التي يتم استخدامها فى دق الصليب كان يفكر فيها أولا كيف تتم بطريقة طبية تماماً أمنة فقرر أن تكون الإبرة جديدة وكان بداية موضوع تغيير الإبرة ووجود القطن والكحول حتى لا يكون هناك عدوى، وذكر أنه يستخدم البنج في موضع دق الصليب ونسبة الألم تكون خفيفة تماما وبعد ذلك يقوم بتعقيم المكان ثم وضع القطن فوقه فهو لا يستخدم سوى الطبقة الخارجية فقط من الجلد كما يوجد معه أيضا مخدر موضعى، وذكر أول ما شجعه على الفكرة هو الأب أنطونيوس بكنيسة العذراء مريم فلم يكن سهلا فى البداية، فقررت أن يتم دق الصلبان بغلاف بلاستيك فوق الإبرة والجزء التي تتحرك فيه الإبرة جزء صغير جدا بداية الغطاء البلاستيك ثم استخدام الكحول والقطن، ويمكن لأى شخص حاليا إزالة الصليب بالليزر، قائلا إنه يفضل أن يكون دق الصليب بشكل مختصر وبسيط.
الأدوات المستخدمة فى دق الصلبان
مواعيد دق الصلبان وأفضل الأماكن
وذكر المهندس جرجس جبريال أنه دق صلبان لكثير من الأساقفة والقساوسة والراهبات في الأديرة أيضا فكان قديما المواطنين يدقون الصليب في الموالد فقط وفى يوم الجمعة العظيمة في أسبوع الآلام والتي تأتى بعد خميس العهد وفى يوم صلب السيد المسيح، وتكون لها روحانيات عالية جدا، وذكر أن أفضل مكان لدق الصليب معصم اليد اليمين وهو مكان دق المسمار في يد السيد المسيح.
اختلاف شكل الصليب
وذكر المهندس جرجس أن المواطنين يختارون شكل معين من أشكال الصلبان فهى كثيرة جدا ومرتبطة بالعصور القبطية فكان لكل عصر شكل معين للصليب وهناك مواطنين يختارون أشكال قديسيين ليضعوها مكان الصليب منها البابا كيرلس والبابا شنودة الثالث والعذراء مريم واالسيد المسيح وشكل للصليب عليه كف طلب صلاة، وأصبح متاح اليوم رسم صورة أى قديس يطلبها المواطن، موضحا أن دق الصلبان يتم العمل فيه بشكل موسمى ولكنه متواجد في دير سمعان الخراز بشكل كبير لأنه يؤدى رسالة فقط.
شكل للصليب
طلب إنسانى
ووجه المهندس جرجس رسالة للمجتمع قال إنها يمكن أن تساهم فى قلة حالات الاختطاف، وهو مجرد طلب إنسانى يتمثل فى رسم وشم للطفل المعاق عليه اسمه ورقم تليفون يكون مفعل ويتواجد الوشم فى مكان معين فى ظهره أو ذراعه، وفى هذه الحالة فى حالة ضياع الطفل يكون من السهل الوصول إلى أهله أو أقاربه، وهذا الأمر لكل المواطنين مسلمين ومسيحيين.
شكل قديس
مواعيد الاحتفال بالعيد
وتحتفل الكنيسة مرتين فى العام بعيد الصليب، حيث تعود قصة الاحتفال بالصليب فى المرة الأولى عام 326 م، على يد الملكة القديسة هيلانة، والدة الإمبراطور قسطنطين الكبير، عند زيارتها لأورشليم وسألت عن مكان الصليب ولكن لم يُعلمها به أحد، فأخذت شيخًا من اليهود، وضيقت عليه بالجوع والعطش، حتى اضطر إلى الإرشاد عن المكان الذى يُحتمل وجود الصليب فيه بكيمان الجلجثة.
وأشارت بتنظيف الجلجلة، فعثرت على 3 صلبان، ولما لم يعرفوا الصليب الذى صلب عليه السيد المسيح أحضروا ميتًا ووضعوا عليه أحد الصلبان فلم يقم، وكذا عملوا في الآخر، ولكنهم عندما وضعوا على الميت الصليب الثالث قام لوقته، وأرسلت جزءًا منه إلى ابنها قسطنطين مع المسامير، وأسرعت في تشييد الكنائس المذكورة في اليوم السابع عشر.
استعمال الصليب
ويقول الأب دوماديوس كاهن كنيسة مارمرقس بأسوان إن الكنيسة تستخدم الصليب فى جميع الصلوات وترشم الصليب أثناء عمل المطانيات الجماعية (كما فى أسبوع الآلام في المطانيات الخاصة الفردية وبالإجمال في جميع صلوات الكنيسة وطقوسها وفى شكل الكنيسة حيث بنيت بعض الكنائس القبطية على شكل صليب كالنظام البيزنطي وأهم الكنائس التي بنيت على هذا الطراز كنيسة الدير الأحمر بسوهاج، وكنيسة أجيا صوفيا بالقسطنطينية (التي تحولت إلى جامع! ثم متحف)، وكنيسة القديس بطرس بروما، كما سميت بعض الأديرة بإسمها كذلك أيضًا الكاتدرائية المرقسية الكبرى الجديدة بالأنبا رويس على شكل صليب.
ويرسم الصليب داخل الكنيسة على الحجاب والأبواب والمنجليات وآنية المذبح والستور وملابس الكهنوت، ويستخدمه رجال الكهنوت في مباركة الشعب وفي الصلوات الطقسية.
وذكر أنه فى عام 326م أى عام 42 ش تم الكشف على الصليب المقدس بمعرفة الملكة هيلانة أم الإمبراطور قسطنطين الكبير، التى شجعها ابنها على ذلك فأرسل معها حوالى 3 آلاف جندى، وتفرّقوا فى كل الأنحاء واتفقوا أن من يجد الصليب أولاً يشعل نارًا كبيرة فى أعلى التلة وهكذا ولدت عادة إضاءة "أبّولة" الصليب فى عيده.
وتابع خلال تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" أن القديسة هيلانة اجتمعت بالقديس مكاريوس أسقف أورشليم وأبدت له رغبتها فى ذلك، وبعد جهد كبير أرشدها إليه أحد اليهود الذى كان طاعنا فى السن.. فعثرت على 3 صلبان واللوحة التذكارية المكتوب عليها يسوع الناصرى ملك اليهود واستطاعت أن تميز صليب المسيح بعد أن وضعت شخص قد مات وكان أهله فى طريقهما ليدفنوه فوضعته على الصليب الأول والثانى فلم يقم، وأخيرا وضعته على الصليب الثالث فقام لوقته. فأخذت الصليب المقدس ولفته فى حرير كثير الثمن ووضعته فى خزانة من الفضة فى أورشليم بترتيل وتسابيح كثيرة.. وأقامت كنيسة القيامة على مغارة الصليب وأودعته فيها، ولا تزال مغارة الصليب .
وبقى عود الصليب فى كنيسة القيامة حتى عام 614 حيث أخذه الفرس بعد احتلالهم أورشليم (القدس) وهدمهم كنيسة القيامة، وفى سنة 629 انتصر الإمبراطور هرقليوس على كسرى ملك فارس وأعاد الصليب إلى أورشليم، وفى القرن السابع نقل جزء من الصليب إلى روما وقد أمر بعرضه فى كنيسة المخلص ليكون موضع إكرام للمؤمنين، البابا الشرقى سرجيوس الأول (687 - 701).
تهوية المكان بالمراوح
مكان دق الصليب
وفد سياحى بعد دق الصليب
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة