قالت السفيرة د. نميرة نجم مديرة المرصد الأفريقي للهجرة إن الابحاث تشير إلى عدم إدراك ووعي شعوب العالم بتأثير التغيرات المناخية عليهم، فالبعض مازال لا يعترف ويرى أن هذه التأثيرات المناخية بعيدة عنهم وهم في منأي عنها، بما في ذلك سكان المناطق الأكثر تأثرا بتداعيات التغيرات المناخية، ومع ذلك فهم يرون انها إضرارها ستؤثر على الأجيال القادمة ولن تؤثر عليهم.
جاء ذلك خلال كلمتها فى قمة المناخ التى ينظمها المركز العالمى للحركة المناخية التابع للأمم المتحدة علي هامش الأسبوع الرفيع المستوى للجمعية العامة 78 للأمم المتحدة، لمعالجة التهديدات الوجودية التي يفرضها ارتفاع مستوى سطح البحر.
وأضافت أن رفع وعى وإدراك المواطنين حول العالم بأن ما يحدث لهم سببه التغيرات المناخية أصبح ضرورة ملحة.
وأشارت نجم أن البيانات لها أهمية في التخطيط المسبق للهجرة المناخية، وموائمة واعداد المواطنين في المناطق المنكوبة للتنقل من بيوتهم لمناطق اخرى للحفاظ على الحياة، وأن نقص الأنظمة التحذير المبكر للتنبؤ بالمناخ والبيانات فيما يتعلق بما هو فعال وما هو غير قابل للتنفيذ في الوثائق القانونية يتطلب التعامل معه.
وأوضحت السفيرة أن هذا يتطلب منا العمل بشكل جدى لدعم خطط جمع وتحليل البيانات على أسس علمية لتساهم في التخطيط لحماية الأرواح والممتلكات وتحسين حياة البشر.
وحذرت نجم من تفاقم أزمة نقص الأمن الغذائي والتى أصبحت وشيكة، علاوة علي ان وفقا للدراسات الأولية المنشورة حديثا فأن اغلب الهجرة تأتى من الريف للحضر، بسبب عدم قدرة أهل الريف على مواكبة التغيرات المناخية على أراضيهم من جانب، وعدم وجود فرص عمل كافية لهم تمنحهم حياة مقبولة، فتصبح النتيجة الطبيعية إضطرارهم للنزوح غالبا داخل بلدانهم للمدن التى يمكن ان توفر فرص عمل أفضل .
وأكدت مديرة المرصد الأفريقي للهجرة ان هذا يتطلب منا وقفة حقيقية لمراجعة البيانات الخاصة بالهجرة المناخية وتأثيرها على الاراضي الزراعية حتى يمكن لنا معالجة الأمر بشكل افضل وتخفيف من أثاره.
من جانبه قال كمال امكران مدير المركز العالمى للحركة المناخية التابع للأمم المتحدة ومستشار رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة للهجرة المناخية، إن القمة تهدف للارتقاء بأولوياتنا المشتركة وجذب الاهتمام الدولي قبل انعقاد مؤتمر (COP28)، بالإضافة إلى المؤتمر الرابع للدول الجزرية الصغيرة النامية وقمة المستقبل العام المقبل.
وأضاف مكران أن مع تفاقم أزمة المناخ، أصبحت مساحات كبيرة من البلدان المنخفضة أصبحت غير صالحة للسكن، ويواجه بعضها احتمال الغمر الكامل بسبب ارتفاع مستوى سطح البحر، ومع تخلف المجتمع الدولي عن الوفاء بالتزاماته بخفض انبعاثات الكربون، وصل ارتفاع مستوى سطح البحر إلى مستويات مثيرة للقلق، مما أدى إلى الإضرار بسبل العيش، وزيادة انعدام الأمن الغذائي.
وأكد على الرغم من الجهود الحثيثة، لإعطاء الأولوية لهذه القضايا في جدول الأعمال الدولي، لم يتم إحراز تقدم يذكر في تأمين الالتزام السياسي والموارد والإجراءات الملموسة المطلوبة بشدة لمعالجة هذه الآثار.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة