تستمر موجة الجفاف ونقص المياه فى إثارة القلق لدى دول العالم، فنقص مياه الامطار هددت العديد من الدول بأضرار اقتصادية كبيرة بالإضافة إلى التأثير على الطاقة، وارتفاع أسعار السلع الزراعية والصناعية، فضلا عن التأثير سلبا على الحيوانات.
لماذا يهدد الجفاف فى الصين تحول الطاقة العالمي؟
إن ندرة المياه فى الصين، مع أسوأ حالات الجفاف التى تشهدها منذ عقود، توقف التزامها بالطاقة الكهرومائية وتصدير المواد اللازمة لمصادر الطاقة المتجددة. أن البلاد عازمة على تحقيق أهدافها المناخية، لكنها فى الوقت نفسه ملزمة بالعناية بمواردها المائية.
وتقف الصين على منصة الدول التى تستهلك أكبر قدر من المياه وفى نفس الوقت لديها مشاكل معها، وتوقعت مجموعة الموارد المائية التابعة للبنك الدولى أن الطلب عليها فى عام 2030 سيتجاوز العرض بنسبة 25%، أى فجوة تبلغ حوالى 200 ألف مليون متر مكعب.
وأكدت منظمة التعاون الاقتصادى والتنمية والدراسات المستقلة منذ ذلك الحين هذا التحذير. وفى الوقت نفسه، كانت الصين تستثمر فى الطاقة المتجددة لسنوات، وخاصة الطاقة الكهرومائية، حتى أصبحت تمتلك ما يقرب من 30% من القدرة العالمية.
كل هذا الاعتماد على المياه جلب المزيد من المتاعب للعملاق الآسيوي: التلوث، ونقص المياه فى العديد من المقاطعات، والجفاف.
وبسبب موجات الحر ونقص الأمطار، زادت حالات الجفاف فى الصين 30% فى السنوات العشرين الماضية، وكان عامى 2022 و2023 الأسوأ منذ بدء التسجيل. وإذا جفت الصين، فلن تعانى البلاد فحسب، بل إنها سوف تسحب بقية العالم إلى أسفل بسبب اضطرارها إلى التحول إلى الفحم ولأنه مصنع العديد من المواد اللازمة لتحول الطاقة العالمية. والحكومة، التى تدرك هذه المخاوف، تبحث بالفعل عن حلول.
أوروبا
وفى أوروبا، تسبب الجفاف فى أضرار اقتصادية تصل إلى 9 مليار يورو سنويًا، ويمكن أن ترتفع هذه التكلفة إلى 25 مليار يورو سنويًا إذا ارتفعت حرارة الكوكب بمقدار 1.5 درجة مقارنة بمستويات ما قبل الصناعة.
ووفقا لتقرير جديد للصندوق العالمى للطبيعة بعنوان "الماء من أجل الطبيعة، الماء من أجل الحياة". التكيف مع تحدى ندرة المياه فى أوروبا، والذى صدر الخميس، حسبما نقلت صحيفة لابانجورديا الإسبانية.
ويشير التقرير إلى أن الجفاف أثر على نحو 62 ألف كيلومتر مربع من الأراضى الزراعية فى أوروبا بين عامى 2000 و2021، وهو ما يعادل أكثر من ضعف مساحة بلجيكا.
إسبانيا
وفى إسبانيا، بشكل خاص قدمت وزارة التحول البيئى والتحدى الديموجرافى ووزارة الزراعة والصيد البحرى والأغذية فى إسبانيا تقرير حول دارة الجفاف فى عام 2023، وحذرت فيه من أن 14.6٪ من الأراضى الوطنية فى حالة طوارئ بسبب نقص المياه و27.4% فى حالة تأهب، حسبما قالت صحيفة "الموندو" الإسبانية.
ويعتبر المزارعون، الذين يواجهون كل هذه المشاكل إضافة إلى التكاليف الإضافية، أن "التحول التكنولوجى فى مجال الرى ضرورى للتمكن من مواجهة قلة الأمطار"، لأن "الاستثمارات الجارية لا تكفى للتخفيف من نقص المياه"، ومما زاد من "الحاجة إلى الاستفادة منها بشكل أفضل فى مواجهة تغير المناخ".
كما انخفض إنتاج زيتون من مالقة الإسبانية إلى 60٪ من الحملة المعتادة بسبب الجفاف، مما سيؤدى إلى ارتفاع الأسعار، وتشهد البلاد انخفاض فى زيتون المائدة مع نقص حاد مع هطول الامطار القليلة وارتفاع شديد فى درجات الحرارة صيفا، حسبما قالت صحيفة الموندو الإسبانية.
المكسيك
وفى المكسيك، تسبب الجفاف الشديد خلال العام الماضى وارتفاع أسعار الأسمدة فى انخفاض إنتاج السكر بنسبة 15.5%، حتى وصل إلى 5.2 مليون طن فى الحصاد الأخير، حسبما قالت صحيفة "لا خورنادا" المكسيكية.
وقال خوان كارلوس أنايا، رئيس المجموعة الاستشارية للسوق الزراعية (GCMA)، أن العواقب حتى الآن هى زيادة تاريخية بنسبة 45.8 % فى الأسعار فى مراكز التوريد، وصعوبات فى تلبية الطلب المحلى والوفاء بحصة التصدير إلى الولايات المتحدة.
وارتفع سعر علبة السكر 50 كيلوجراما من 869 بيزو عام 2022 إلى 1267 هذا العام،فى مراكز التوريد، وبناء عليه بدأت أسعار الخبز فى الزيادة.
أوروجواى
أما فى اوروجواى، أفادت وزارة الثروة الحيوانية والزراعة ومصايد الأسماك (MGAP) فى أوروجواى أنها ستقترح تمديد حالة الطوارئ الزراعية مع استمرار آثار الجفاف.
وقال وزير MGAP، فرناندو ماتوس، "سنقترح تمديد حالة الطوارئ الزراعية لبضعة أشهر".
بيرو
وفى بيرو، تموت حيوانات الألبكة التى تتميز بها بيرو، وذلك بسبب نقص الغذاء والماء بسبب الجفاف الذى يضرب البلاد منذ العام الماضى، حسبما قالت صحيفة لا ديثينا البيروفية.
وأدان رئيس مقاطعة بونو البيروفية، توماس ميدينا، نفوق عدد من حيوانات الالبكة، وأوضح أن "هناك 5 من كل 100 ألبكة تموت حاليًا.
بوليفيا
حث رئيس بوليفيا لويس آرسى، على مواجهة الجفاف الشديد الذى تعانى منه الدولة الواقعة فى أمريكا اللاتينية، وذلك خلال كلمة ألقاها فى بلدية سان بينيتو بإقليم كوتشابامبا المركزى، مشيرا إلى أنه تم البدء فى تقنين المياه فى 15 سبتمبر.
ووفقاً لنائب وزير الدفاع المدنى، خوان كارلوس كالفيمونتس، أبلغت 260 على الأقل من أصل 337 بلدية بوليفية عن وقوع كوارث طبيعية بسبب الجفاف المرتبط بظاهرة النينيو.
وتواجه بحيرة تيتيكاكا انحسارا للمياه إلى مستويات تنذر بالخطر، وقال الخبراء أن تغير المناخ المتسارع من قبل الإنسان لعب دورًا حاسمًا فى هذه الأزمة، ظهرت ظواهر طبيعية مثل النينيا والنينو فى وقت مبكر بشكل غير عادى واشتدت حدتها، وهو ما سيؤثر سلبا على المنطقة بأكملها، حيث أنها تعتمد على الزراعة والثروة الحيوانية، ونقص المياه سيؤثر على هذه القطاعات مما سيؤدى إلى ازمة اقتصادية كبيرة ومجاعة.
بنما
قررت قناة بنما مواصلة خفض عمليات العبور اليومية مع استمرار موجة الجفاف، وقالت إدارة القناة، إنه تقرر خفض العمليات اليومية إلى الحد الأدنى مع استمرار موجة الجفاف هذا العام، للحفاظ على توازن مياه القناة وتفادى تداعيات بيئية ولوجستية غير مرغوب فيها.
وتنتظر أعداد كبيرة من السفن المرور عبر القناة العابرة للمحيطات، والتى تشغل نحو 5 % من إجمالى العمليات التجارية العالمية، وبدأت القناة الدولية فى الحد من عدد السفن وتصاريح المرور اليومية هذا العام لتوفير المياه، إذ يُسمح حاليا لما يصل إلى 32 سفينة بالعبور يوميا، مقارنة بـ 36 سفينة فى الوضع الطبيعى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة