تعيش إسبانيا وضعا مأساويا مع موجة الجفاف التي تمر بالبلاد والتى أجبرتها على استيراد 20 مليون طن من الحبوب لتلبية الطلب بعد تلف المحاصيل بسبب نقص المياه، وتظهر البيانات أن 14.6% من البلاد في حالة طوارئ بسبب نقص المياه و27.4% في حالة تأهب لأن المتوسط العالمي لهطول الأمطار انخفض بنسبة 17.1% عن القيمة العادية لنفس الأشهر من الفترة بين عامي 1991 و2020.
وأشارت صحيفة لاراثون الإسبانية إلى أن وزارة التحول البيئي والتحدي الديموجرافي (MITECO) ووزارة الزراعة والصيد البحري والأغذية (MAPA) أمام مجلس الوزراء، أصدرت تقريرا أكد أن احتياطي المياه انخفض في الخزانات بشكل كبير في السنوات العشر الأخيرة ، ويبلغ حاليا 37%من السعة ، مع تراكم 20.734 هكتارا مكعبا ، بحيث تبلغ أحواض الوادى الكبير 19.1% .
على الرغم من أن منخفض دانا (المنخفض المعزول عند المستويات المرتفعة) الذي خلف أمطارًا غزيرة قبل أيام قليلة - بالإضافة إلى التسبب في دمار لا يحصى في أجزاء مختلفة من البلاد - قد ساعد في استعادة حجم معين من المخزون، إلا أنه "لا يكفي لحل المشكلة"، و"المشاكل" التي تعاني منها البلاد نتيجة لجفاف طويل الأمد، حسبما أشارت الوزارتان في التقرير.
ويشير التقرير إلى أن حقيقة أن إسبانيا في وضع أكثر ضعفًا مقارنة بالدول الأخرى في الاتحاد الأوروبي، "تتطلب استجابة فعالة من السلطات التي يشكل الاستثمار العام جزءًا أساسيًا فيها"، وبالتالي فإن السلطة التنفيذية، يضيف: وتتوقع "استثمار 11.839 مليون دولار لتشجيع تحلية المياه وإعادة استعمال المياه"، في إطار المخططات الهيدرولوجية 2022-2027.
التأثير على القطاع الزراعي
ويؤثر الجفاف بشكل خاص على الزراعة والثروة الحيوانية والمحاصيل والمراعي الواسعة، بحيث تشير التقديرات إلى أن إنتاج الحبوب في الخريف والشتاء سينخفض بنسبة تقارب 40% مقارنة بحملة 2022. ويشير التقرير أيضًا إلى انخفاض إنتاج الشعير بنسبة 39% وإنتاج القمح اللين بنسبة 36%، بينما انخفضت مساحة الذرة بنسبة 20% بسبب قلة المياه المتوفرة للري.
ومن المتوقع أيضًا انخفاض إنتاج البذور الزيتية مثل عباد الشمس وبذور اللفت بنسبة 30%، فضلاً عن انخفاض إنتاج الحبوب البقولية، ولا سيما العدس.
وبالتالي، تقدر الحكومة أن إسبانيا سوف تضطر إلى استيراد حوالي 20 مليون طن من الحبوب لتلبية الطلب، سواء للاستهلاك أو لتصنيع الأعلاف، "وهو ما سيتطلب جهدا لوجستيا كبيرا".
كما أثر الجفاف بشكل مباشر على إنتاج الأشجار والفاكهة، حيث تم حصاد منتجات ذات عيار أصغر، وكذلك المحاصيل البستانية، على وجه التحديد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة