مصر وليبيا علاقات ممتدة عبر التاريخ، علاقات تربط الشعبين بأواصر من المحبة والوفاء والتضامن، وهذا ظهر جليا فى تعاطى الموقف المصرى تجاه الأزمة الليبية منذ 2011، وحرص مصر على احتفاظ الدولة الليبية بكيانها الموحد كدولة وطنية، رغم الانقسام والاختلاف بين الأطراف الداخلية، وتدخل قوى فاعلة أجنبية فى تحديد مصير ليبيا، بل حرصت مصر على حماية ثروات ليبيا من الإهدار والتوظيف السلبي كوقود للصراع الدائر ، وبالفعل نجحت في التنسيق مع البعثة الأممية والمؤسسات الليبية في صياغة مسار تسوية اقتصادي بعيدا عن الصراعات السياسية والأمنية لتنقذ ليبيا من سيناريو كان معدا له لنهب ثرواتها ومقدراتها.
وازداد موقف مصر صلابة عندما كثفت كل مجهوداتها في حل الأزمة الليبية على أن تكون مساعي الحل نابعة من الأطراف والمؤسسات الليبية، فاستضافت مصر وفودًا ممثلة للقوى الاجتماعية والوطنية، كالقبائل والمجالس الاجتماعية الليبية، ومؤسسات كالبرلمان الليبي والجيش الوطني، فضلًا عن مساعيها الدائمة والمتواصلة لحشد التأييد الدولي نحو موقف إيجابي للحل، وأن يكون حلا عبر حوار ليبى ليبى.
وها هو موقف مصر تجاه الأشقاء فى ليبيا فى الأزمة الحالية بعد إعصار دانيال فى مدينة درنة، يعكس تضامنا كبيرا، فكانت- مسافة السكة - أفعالا وليست أقوالا، بدأت أولا بإعلان تضامن المصريين بإعلان الحداد ثلاثة أيام فى موقف يعكس أواصر المحبة والوفاء بين مصر وليبيا على صعيد الشعبين والبعد الإنسانى، ثم إصدار الرئيس عبد الفتاح السيسى توجيهاته للقوات المسلحة بتقديم الدعم الفورى والإغاثة الإنسانية جوا وبحرا وبرا للأشقاء، من أطقم إغاثة ومعدات وفرق إنقاذ ومعسكرات إيواء للمتضررين، بل تحريك حاملة الطائرات الميسترال للعمل على مستشفى ميداني فى موقف أخلاقى وتضامن كامل مع الأشقاء.
نهاية.. موقف مصر الدائم والداعم لليبيا لم يتغير لحظة نظرا لموقفها الأخلاقى والإنسانى والتعامل بشرف مع الأشقاء في ليبيا، وهو ما أشاد به قائد الجيش الوطنى ورئيس المجلس الرئاسى الليبي، وكافة المؤسسات الليبية .. حفظ الله مصرنا الغالية..
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة