عظمة القدماء المصريين.. مدير معابد الكرنك يكشف لأول مرة ترجمة نقوش لوحة الملك سيتى الثانى.. النقوش تسجل تاريخ وتفاصيل إنجازات الملك.. ونقوش بمدخل المعبد توضح تطور رصد منسوب النيل على مدار الأسرات القديمة.. صور

الخميس، 14 سبتمبر 2023 05:00 ص

نقوش بالكرنك تكشف تسجيل ارتفاعات منسوب مياه النيل بالأقصر

الأقصر – أحمد مرعى

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لا تزال نجاحات وإنجازات ملوك الأسر المصرية القديمة تظهر للجمهور حول مصر والعالم أجمع بصورة دائمة، فتوجد داخل معابد الكرنك بوسط مدينة الأقصر والذي يعتبر أحد أقدم وأكبر دور العبادة في التاريخ، سلسلة من اللوحات والنقوش التي لا تزال تخرج للنور ويقوم رجال المعبد بترجمة ما عليها من كتابات لتخرج للجميع رغم مرور آلاف السنوات على تواجدها.

ويرصد "اليوم السابع" تفاصيل اللوحات والنقوش التى تم رصدها من رجال الكرنك مؤخراً:

الكشف لأول مرة عن ترجمة النقوش على لوحة الملك سيتي الثاني أمام واجهة المعبد

وفى هذا الصدد تعتبر أهم اللوحات التى تخرج لأول مرة تفاصيلها، وهى لوحة الملك سيتى الثانى المتواجدة على المرسى أمام الواجهة الرئيسة لمجموعة معابد الكرنك، حيث صرح الطيب غريب مدير بمعابد الكرنك وسط مدينة الأقصر، إن تلك اللوحة عبارة عن لوحة من حجر الكوارتز الأحمر بإرتفاع 2 متر تقريباً وعرض حوالي 1.15 متر وسمك حوالي 45 سم، وهي في حالة جيدة من الحفظ، حيث يظهر فى اللوحة من أعلي تمثيل للملك سيتي الثاني أمام المعبود ٱمون يقدم إنائي النو (اواني تقديم النبيذ الأحمر) علي اليمين، ويقدم الشعلة أو البخور علي اليسار، ثم مجموعة من أسماء وألقاب الملك سيتي الثاني مكررة، ثم بعد ذلك النص التالي: (السطر الأول - عنخ حور كا نخت مري رع نبتي مكي كمت - اللقب الحوري الحياة لحورس الثور القوي محبوب المعبود رع، اللقب النبتي المنتسب للمعبودتين حامي مصر - السطر الثاني - وعف خاسوت، حور نوب عا نخت ام خاسوت نب - الذي يخضع ( قاهر) البلاد الأجنبية ( لقب حورس الذهبي ) حور الذهبي عظيم القوة في كل البلاد - السطر الثالث - نسو بيتي نب تاوي اسم الملك سيتي الثاني ( وسر خبرو رع مري امون ) ، سا رع نب خعو ( سيتي مرنبتاح ) - ( لقب النسو بيتي ) المنتسب لرمزي الشمال والجنوب سيد الارضين ( اسم الملك سيتي) = قوية هي أشكال المعبود رع محبوب المعبود آمون ، ( لقب السا رع ) ابن الشمس سيد كل التيجان ( اسم الملك سيتي) = المنتسب للمعبود ست محبوب المعبود بتاح).

وأوضح الطيب غريب مدير بمعابد الكرنك، إنه تشمل ترجمة اللوحه مايلي: (السطر الرابع - اير منو اف أن ايت اف أمن رع نسوت نترو خنتي ايبت سوت - قام بتشييد مجموعة من الآثار الي ابيه امون رع سيد كل الآلهة الكائن في ايبت سوت ( اسم معبد الكرنك) - السطر الخامس - مي رع أن اف قني إر رسيت نخت إر محيت - مثل رع له ، شجاع ( في ) الجنوب قوي ( في ) الشمال - السطر السادس - نسو بيتي نب تاوي اسم الملك سيتي الثاني ( وسر خبرو رع مري امون ) ، سا رع نب خعو ( سيتي مرنبتاح ) - المنتسب لرمزي الشمال والجنوب سيد الارضين ( اسم الملك سيتي) ، ابن الشمس سيد كل التيجان ( اسم الملك سيتي) - السطر السابع والاخير - دي عنخ جد واس مي رع جت سبي نحح مري أمن رع حر إيب واست - ليعطي الحياة والثبات والازدهار مثل رع الي أبد الابدين محبوب امون رع الموجود / الكائن في وسط مدينة طيبة).

نقوش متطورة تسجل وترصد إرتفاعات منسوب مياه النيل بعهد 17 ملك فرعونى

كما تم التوصل إلى مجموعة من النقوش الهامة التى تسجل ارتفاعات منسوب مياه النيل على مدار الأسرات المصرية القديمة، والتى شارك فى عملها حوالى 17 من ملوك الأسرات المختلفة، وذلك على الواجهة الغربية لمرسي مجموعة معابد الكرنك وأسفل الكوبري الخشبي المؤدي إلى داخل المعبد، وهي تسجيل لإرتفاعات منسوب مياه نهر النيل خلال أسرات متعددة تبدأ من عصر الأسرة الثانية والعشرين، وحتى عصر الأسرة السادسة والعشرين، حيث توجد مجموعة من الملوك قاموا بتسجيل أسمائهم ومستوي ارتفاع مياه نهر النيل خلال عهودهم، وهم كل من: (شاشانق الأول – سركون الأول – تكلوت الأول – سركون الثاني – شاشانق الثانى – تكلوت الثانى – شاشانق الثالث – بيمبو – شاشانق الرابع) من الأسرة 22، وكل من: (بادي باست – سكرون الثالث – تكلوت الثالث – أمنردس) من الأسرة 23، وكل من:- (شاباكا – شاباتاكا – طاهرقة) من الأسرة 25، و(بسماتيك الأول) من الأسرة 26.

وقام رجال معابد الكرنك، بأعمال رصد وتسجيل ارتفاع منسوب مياه النيل فى الأقصر، والذى كان أمر مهم جداً في مصر القديمة، حيث كان المصريون القدماء يقومون بعمل مجموعة من المقاييس لقياس مستوى ارتفاع الفيضان، وكذلك مستوي ارتفاع مياه نهر النيل بسبب تحديد قيمة الضرائب والرسوم المفروضة على الفلاحين بسبب إستخدام المياه للزراعة، بل وكان هناك تنبؤات بمستوى الفيضان كل عام حتى يتم اتخاذ التدابير والاحتياطات اللازمة لمواجهته كل عام، ومنها تعلية السدود والمصدات المائية التي كانت تشيد من الحجر لكسر حدة دخول المياه إلى المعابد.

ومن الجدير بالذكر إنه قد كشفت البعثة المصرية بين الأعوام 2003 - وعام 2010، عن أضخم مصد ورصيف حجري في تاريخ الحضارة المصرية القديمة، حيث تم الكشف عن سد حجري أمام مجموعة معابد الكرنك بطول يتعدى 360 متر وعرضه حوالي 2 متر وعمق حوالي 6 أمتار لصد مياه الفيضان، حيث يظهر جزء من هذا الرصيف الحجري في الصور المتواجدة بالكرنك.

الكرنك أعظم دور للعبادة فى التاريخ بمساحة 247 فدانا بنيت معالمه لمدة 2000 سنة

وتعتبر معابد الكرنك أكبر دور للعبادة في العالم والتاريخ بمساحة 247 فدان، حيث تعد أعظم دور عبادة فرعونية ودينية فى العالم بأكمله، والذي كان اسمها بالمصرية القديمة "آمون رع سيجم نحت"، بمعنى "الإله آمون مستجيب الدعاء وقابل الصلوات"، حيث وبنيت معابد الكرنك على مدار مئات السنين، فهى عبارة عن مجموعة من المعابد والمقاصير وعدد من الأبهاء والمسلات والتماثيل، والتى أهدت إلى ثالوث طيبة المقدس وعلى رأسهم آمون رع رب الإمبراطورية المصرية آنذاك، واستمر تكريس وبناء وتشييد هذه الآثار لمدة 2000 سنة، والمساحة الكلية لمعابد الكرنك 247 فدانًا للمجموعة الأثرية التى تسمى الكرنك، أما معبد أمون فقط بملحقاته عبارة عن 46 فدانًا.

وعن تفاصيل معابد الكرنك التاريخية بالأقصر يقول صلاح الماسخ مدير بمعابد الكرنك، أنه شُيد معبد الكرنك ليكون داراً "لثالوث طيبة المقدس"، وهذا الثالوث مكون من الإله "آمون" وزوجته "موت" وابنهما الإله "خون سو"، وأعمال التشييد التى أجريت داخل معابد الكرنك استمرت لأكثر من 2000 عام، وسمى معبد الكرنك بهذا الاسم بعد الفتح الإسلامى لمصر لكون كلمة "الكرنك" تعنى الحصن أو المكان الحصين، ومدخل المعبد عبارة عن "طريق الكباش" الملىء بتماثيل لحيوان كان رمزاً للقوة لدى الفراعنة.

ويضيف صلاح الماسخ لـ"اليوم السابع"، أن معابد الكرنك يضم معابد بنيت بدايةً من الأسرة الـ11 حوالي فى العام 2134 ق.م، ومعابد الكرنك محاطة بأسوار من الطوب اللبن ترتبط ببعضها بممرات تحرسها تماثيل متراصة على صفين لأبي الهول، ومساحة معبد آمون تبلغ حوالى 140 مترًا مزودة بقاعة ضخمة لها سقف محمول على 122 عموداً، واشترك فى إنشاء وإقامة هذا المعبد كل من "توت عنخ آمون" والملوك "آي"، و"حور محب"، و"سيتى الأول"، كما أجرى الملك "رمسيس الثاني" توسعات فى المعبد، وبدأ الملك "تحتمس الثالث" (1500 ق.م) بتشييد 3 مقاصير لثالوث "طيبة" المقدس على أنقاض ذلك المعبد القديم، وما زالت مقاصير "تحتمس الثالث" موجودة فى فناء الملك "رمسيس الثاني" بالمعبد، وفي عام 1834م سُرِق الكثير من هذا المعبد إلى فرنسا والقطع المسروقة موجودة إلى الآن فى متحف اللوفر فى باريس.

وأكد مدير معابد الكرنك، أنه أمام معبد الكرنك توجد البحيرة المقدسة، وهى بحيرة أنشأها ملوك الفراعنة وكانوا يقيمون حولها الاحتفالات الرسمية، وعمقها 4 أمتار، وتقدم داخل معابد الكرنك عروض برنامج الصوت والضوء الذى يروى قصته باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية والألمانية والإسبانية والإيطالية واليابانية، و"الكرنك" يضم مجموعة معابد تصل لـ11 معبدًا، وأشهرها "معبد آمون وخونسو وأخناتون وموت وبتاح ورمسيس الثالث ورمسيس الثانى".