تحل اليوم ذكرى وفاة الملك الصالح نجم الدين أيوب الذى رحل عن عالمنا فى التاسع من أغسطس عام 1173 ، وهو أحد أهم رجال الدولة الأيوبية الذين أوقفوا الحملات الصليبية.
وبحسب كتاب "وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان 1-6 مع الفهارس ج1"، أنه عندما أتى أسد الدين شيركوه إلى مصر لإنقاذها من الصليبين بناء على طلب شاور بن مجير السعدى وزير مصر فى عهد الحروب الصليبية، ووزير الخليفة العاضد، كان لا يزال نجم الدين يعمل فى خدمة نور الدين محمود فى دمشق، ولما تولى صلاح الدين وزارة الديار فى أيام العاضد، استدعى أباه من الشام، فجهزه نور الدين وأرسله إليها، وعند وصول نجم الدين الأيوبى، خرج الخليفة العاضد فى استقباله.
وقد ورد عنه فى كتاب الد المنثور فى طبقات ربات الخدور لزينب فواز: لما مات الملك الصالح نجم الدين أيوب بناحية المنصورة في قتال الفرنج قامت شجرة الدر بالأمر، وكتمت موته، واستدعت ابنه «توران شاه» من حصن «كيفا» وسلَّمت إليه مقاليد الأمور، وتسلطن بقلعة دمشق في رمضان سنة 647 هجرية، وقدم إلى الصالحية وأعلن يومئذٍ بموت الصالح، ولم يكن أحد قبل ذلك يتفوه بموته، بل كانت الأمور على حالها، والخدمة تعمل بالدهليز، والسماط يمد، وشجرة الدر تدبر أمور الدولة، وتُوهِم الكافة أن السلطان مريض ما لأحد إليه وصول.
ثم أساء السلطان «توران شاه» تدبير نفسه، فقتله البحرية بعد سبعين يومًا من ولايته، وبموته انقضت دولة بني أيوب من مصر، ثم اجتمع المماليك البحرية على أن يقيموا بعده في السلطنة محظية أستاذهم شجرة الدر، فأقاموها وحلفوا لها في عاشر صفر، ورتبوا عز الدين أيبك التركماني مقدم العسكر، فسار إلى قلعة الجبل وأنهى ذلك إلى شجرة الدر، فقامت بتدبير المملكة، وعملت على التوقيع بما مثاله: والدة خليل، ونقش على السكة اسمها، ومثاله المستعصمة الصالحية ملكة المسلمين، والدة المنصور خليل خليفة أمير المؤمنين، وخلعت على المماليك البحرية، وأنفقت فيهم الأموال، ولم يوافق أهل الشام على سلطنتها، وطلبوا الملك الناصر صلاح الدين يوسف، صاحب حلب، فسار إلى دمشق وملكها، فانزعج العسكر بالقاهرة، وتزوج الأمير عز الدين أيبك التركماني بشجرة الدر، ونزلت له عن السلطنة، وكانت مدتها ثمانين يومًا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة