تمر اليوم الذكرى الـ 78 على قيام الولايات المتحدة بإلقاء قنبلة ذرية سميت الولد الصغير على مدينة هيروشيما اليابانية أدت إلى مقتل 80.000 نسمة، وهو الاسم المشفر الذي أطلق على أول قنبلة ذرية ألقيت على مدينة هيروشيما اليابانية في 6 أغسطس 1945 من قاذفة القنابل بي-29 «إينولا جاى» والتي كان يقودها الكولينيل بول تيبيتس من السرب 393 من القوات الجوية الأمريكية. وتعتبر هذه القنبلة هي أول سلاح نووي يتم استخدامه، وبعد إلقاءها بثلاثة أيام تم إلقاء القنبلة الثانية «الرجل البدين» (فات مان بالأنجليزية:Fat Man) على مدينة ناجازاكي.
قام الفيزيائي روبرت سيربر بتسمية أول تصميمين للقنبلة الذرية خلال الحرب العالمية الثانية بناءً على أشكالهما: رجل نحيف ورجل سمين. كان "الرجل النحيف" جهاز طويل ورفيع واسمه مشتق من رواية داشييل هاميت البوليسية وسلسلة أفلام "الرجل النحيف" أو (The Thin Man)، بينما كان اسم القنبلة النووية الثانية "الرجل السمين" مستديرًا وبدينًا ، لذا سمي على اسم كاسبر جوتمان، وهو شخصية مستديرة في رواية هاميت عام 1930، الصقر المالطي، التي لعبها سيدني جرينستريت في نسخة فيلم عام 1941. تم تسمية الولد الصغير من قبل الآخرين كإشارة إلى Thin Man لأنه كان يعتمد على تصميمه.
و ظهرت حقيقة التأثر بفيلم "الصقر المالطي" من خلال كتاب صدر تحت عنوان "السلام والحرب: ذكريات الحياة على حدود العلم" وهى مذكرات للعالم "روبرت سيربر" الذى كان أحد أعضاء فريق "مشروع مانهاتن" وعمل جنباً إلى جنب مع "روبرت أوبنهايمر" المسئول الأول عن تطوير القنبلة الذرية، حيث سرد فى كتابه الوقت الذي قضاه في العمل في "تينيان" إحدى جزر "ماريانا الشمالية" ووصف كيف تسبب ذلك الفيلم مع فيلم أخر فى تسمية القنبلتين اللذان جري تطويرهما وصنعهما تحت إشرافه حيث يقول: "في معسكرنا جلسنا فى مختبراتنا بلوس ألاموس حيث كان من المقرر تجميع القنابل وكان أحدهما هى "الولد الصغير" والأخرى "الرجل السمين" كنت فى البداية قد أعطيت لتلك القنابل أسماء حركية نسبة لأشكالها حيث كانت القنبلة الأولي فى البداية تحمل لقب "الرجل النحيف" وكان مقتبس من عنوان رواية بوليسية تحمل نفس الإسم للكاتب "داشيل هاميت" وتم تحويلها مؤخرًا إلى فيلم سينمائي بنفس الاسم أيضا اما القنبلة الثانية فاخترت لها لقب "الرجل السمين" بعد دور "سيدني جرينستريت" في فيلم "الصقر المالطي" وخلال التجارب كانت قنبلة "الرجل النحيف" الأصلية طويلة جدًا لدرجة أنها شغلت حيز كبيرا داخل القاذفة من طراز B-29 كما أنه في اختبارات السقوط واجهت القوات الجوية مشكلة في جعل الخطافين يطلقان في وقت واحد لذلك تم استبدالها بنسخة أقصر بكثير وأطلق عليها أسم "الولد الصغير".
ولعل السبب فى اختيار اسم "الرجل السمين" الذى أقتبس من فيلم الصقر المالطي هو براعة الممثل "سيدني جرينستريت" فى تجسيد تلك الشخصية التى ترشح عنها لجائزة الأوسكار كأفضل ممثل مساعد و الذى بفضل أدائه أعطى لقبا لطيفا لسلاح من شأنه ان يدمر مدن كاملة و يقضى على الألاف من الأرواح أما بالنسبة للقنبلة الأخرى و التى كانت تسمي فى البداية "الرجل النحيف" فإن فيلمها كان عن رواية مبهجة تحمل نفس الاسم صدرت عام 1934 و صدر فيلم يجسدها فى نفس العام أيضا و تدور أحداثها حول محققين متزوجين و مدمنين على الكحول يحققان فى احدى جرائم القتل و يؤمنون بأن الحياة يجب ان تكون من أجل الشرب و المزاح و المزيد من الشرب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة