تمر، اليوم، الذكرى الـ109 على إعلان المملكة المتحدة الحرب على ألمانيا، والولايات المتحدة تتخذ الحياد فى الحرب العالمية الأولى، وذلك في 4 أغسطس عام 1914، وهى حرب عالمية نشبت بدايةً فى أوروبا من 28 يوليو 1914 وانتهت فى 11 نوفمبر 1918، والتى وصفت وقت حدوثها بـ"الحرب التى ستنهى كل الحروب".
ورغم أن السبب المباشر لنشوب الحرب العالمية الأولى حادثة اغتيال ولى عهد النمسا فرانز فرديناند مع زوجته من قبل طالب صربي يدعى جافريلو برينسيب فى 28 يونيو عام 1914 أثناء زيارتهما لسراييفو، لكن الأسباب غير المباشرة للحرب جاءت نتيجة توتر العلاقات الدولية فى مطلع القرن العشرين بسبب توالي الأزمات، كأزمة منطقة البلقان وتصارع الدول الأوروبية للسيطرة عليها وطرد الخلافة العثمانية منها، سيطرت على إثرها النمسا على البوسنة والهرسك عام 1908، واشتعلت حربا البلقان الأولى والثانية.
وكانت دوافع ألمانيا من الحرب رغبتها في تحقيق مكاسب سياسية واقتصادية، أما بالنسبة لبريطانيا فأرادت القضاء على التمدد الألماني والبروسي، وما لبثت أن أعلنت هي الأخرى في 4 أغسطس الحرب على ألمانيا.
تسبب الغزو الألماني لبلجيكا في إعلان بريطانيا الحرب إلى ألمانيا في 4 أغسطس، كانت معظم الأطراف الرئيسة في حالة حرب في ذلك الوقت، في أكتوبر 1914 انضمت تركيا إلى الحرب إلى جانب ألمانيا، فأصبحت جزءًا من القوى المركزية. كانت إيطاليا -المتحالفة مع ألمانيا والنمسا والمجر قبل الحرب العالمية الأولى- محايدة في عام 1914 قبل تحولها إلى جانب الحلفاء في مايو 1915.
ويرى المؤرخون أن ألمانيا كانت ترغب منذ فترة طويلة في السيطرة على أوروبا سياسيًا واقتصاديًا، واغتنمت الفرصة التي فُتحت أمامها بشكل غير متوقع في يوليو 1914، ما جعلها مذنبة ببدء الحرب. في الطرف الآخر من الطيف الأخلاقي، جادل العديد من المؤرخين بأن الحرب نشبت عن غير قصد، نتيجة سلسلة من الحوادث المعقدة التي أثقلت عبء نظام التحالف القائم منذ أمد طويل مع وجود أنظمة التعبئة التي لا يمكن لأحد السيطرة عليها. النهج الثالث، المهم بشكل خاص في السنوات الأخيرة، هو أن ألمانيا رأت نفسها محاطة بأعداء أقوياء بشكل متزايد -روسيا وفرنسا وبريطانيا- الذين قد يسحقونها في النهاية ما لم تتصرف ألمانيا بشكل دفاعي بضربة وقائية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة