هل ستفلح جماعة الإخوان، في إعادة هيكلة نظامها المشروخ، أو بتعبير أدق المحطم، هل ستفلح في تشكيله من جديد؟ ببث دماء جديدة، وروح جديدة، على أساس تغيير الثوب الخارجي، أو المظهر الخارجي، وكأن المعضلة، تكمن في تغيير الوجوه القديمة، بإحلال وجوه جديدة، وتظل هي هي، لا تنفذ إلى لباب المشكلة، وتنظر إليها بشكل أعمق من الظاهر، إنها تصر على إثبات سطحيتها، وتعتقد أن تغيير اللون الخارجي، قادر على صنع جماعة قوية، او إعادتها بمبادئها القديمة، واعتقادتها القديمة. إن الجذور عطنة متعفنة، غير قابلة للإنتاج أو هي قابلة لإنتاج قنابل موقوتة، وأن جماعة لا تحترم الأخر، ولا تتقبلهم كما تدعي، وإنها تحمل في طياتها بذور التعصب، إن تاريخهم مكشوف، ونتاج ما يحملون في عقولهم واضح، على مدار السنوات، وإن عودتهم إن كان لهم عودة هي مجازفة كبيرة وخطيرة، إنهم الآن يحلمون بالعودة، بتكوين وطن يضمهم، يبحثون عن قطعة ارض تكون النقطة الأولى لانطلاقهم، لنشأة دولتهم المزعومة، التي جاءوا من اجلها للحكم خمسمائة عام، التي تراود خاطرهم، إنه تاريخ متقارب مع الفارق، إنها تقتل في معتنقيها كل ما هو إنساني، وتدخلهم في صراع المصالح المادية، والمكتسبات التي تحققها، إن الدين أخر ما تسأل عنه الإخوان، وإن تشدقوا به، وأعلوا حناجرهم بترديده، إنها كإغلب معارفهم القشور، التي يتساوى فيها الجميع من العامة، إنهم الآن كالطير المذبوح، الذي يترنح، وإن لم تنتهي في غضون سنوات، سوف تمحى، لأنها مبينية على خطأ جسيم، ضد الفطرة الإنسانية التي خلقه الله عليها الإنسان.
إنها لم تكن أبدا حركة دينية، وإن كانت في بدايتها، فقد تحولت، واتخذت مسار أخر وأهداف أخرى، إنها حركة سياسية فاشلة، تحاول أن تستمد قدسيتها من الدين، أو مكانتها من استغلال عاطفة الدين لدى البسطاء من الناس في تأييدهم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة