زكى القاضى

الحوار الوطنى والقضية الوطنية

الأربعاء، 23 أغسطس 2023 09:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
توصيات صادرة عن الحوار الوطنى تجاوزت عشرات المخرجات فى كل لجنة من لجان الحوار، حتى أن لجنة من لجان الحوار تقدمت بأكثر من 70 توصية فى قضية واحدة، قبل أن يتم ترتيبها فى توصيات توافقية تم رفعها للسيد الرئيس السيسى، كما ذكر المستشار الجليل محمود فوزى، رئيس الأمانة الفنية، غير أننى دائما من المشجعين والمحبين للغاية للحديث حول السياسات العامة أو الفسلفة التى يمكن البناء حولها أي سياق، و أسهل السياقات هى التى تحمل عنوانا يمكن السير فيه، وهو ما يدفعني للتفكير حول طبيعة العلاقة بين الحوار الوطنى والقضية الوطنية؟!، فلا ريب أن هناك علاقة متصلة ومستمرة بين المسألتين، كما أنهما يختلفان فى المعنى كليا.
أولا القضية الوطنية المصرية، وهى القضية الوطنية الجامعة لكافة التصورات والقيم والعادات والتقاليد، و فيها يختلف البعض ويتفق حول تلك المفاهيم والسياقات، أو بمعنى أكثر مباشرة وبساطة، فالقضية الوطنية هى العنوان الكبير الذى يمكن الحديث فيه، طالما هناك أرضية دستورية، واعتراف بالسلطات القائمة ومؤسسات الدولة وأجهزتها، والقضية الوطنية أيضا هي قضية نسير فيها دائما، يظهر فيها الناصريون والساداتيون، ومن هم فى حكم الثورة و الملكية، ويختلف حولها الساسة والشخصيات العامة والمواطنين أنفسهم، لكنهم فى النهاية وفقا للقضية الوطنية يلفظون من يستخدم العنف، ومن يعتقد أن " التقية" هى منهج يمكن " التخابث" فيه على المصريين، لذلك فالقضية الوطنية يمكن رصدها فى مصطلحات حالية نشطت فى الصورة الذهنية للمصريين، مثل مصطلح " الكتلة الصلبة" و " احنا واحد" و "مافيش حاجة اسمها دولة وانتم"، وهى المصطلحات التى ذكرت على لسان السيد الرئيس السيسى فى العقد الأخير، و تتوافق كليا مع معنى وهدف القضية الوطنية.
ثانيا: الحوار الوطنى وهو الاجراء المرحلى الحالى للتعبير عن القضية الوطنية، أي أن الدعوة للحوار الوطنى هى دعوة لاجراءات تطبق مفهوم القضية الوطنية، وبالتالى فالحوار هو أداة وطنية مرحلية تعبر عن القضية الوطنية الرئيسية، وتعزز استمراريتها، فهو الاجراء المادى المباشر الذى يتفرع لـ19 لجنة تناقش أكثر من 113 قضية، يمكنها فى النهاية أن تشد من عضد القضية الوطنية الجامعة فى وقت صعب للغاية، يرتبط ارتباطا وثيقا بالأزمة الاقتصادية العالمية، وكذلك بفتور قطاعات من مناخ عام مرتبط بالسياسة والاقتصاد تحديدا، وهنا أشير بكل تأكيد أن الحوار الوطنى ليس هو الأداة الوحيدة لتحفيز القضية الوطنية، لكنه الأداة الأكثر استخداما وظهورا فى السنة ونصف الأخيرة، وعليه فإنه من الداعي القول بأن الحوار الوطنى يحمل كل معنى التطبيق الفعلى للقضية الوطنية، وعلى المشاركين فيه مستقبلا التعامل وفق ذلك المفهوم، فهم بالمشاركة فيه مساهمون بالقضية الوطنية الكلية، ومسئولون عن تطبيقها والتجاوب معها والمساهمة فيها، وعليهم فى التاريخ الوطني المصرى دورا كبيرا يجب ألا يتركوه بدون آثر ونتيجة معلنة ومسجلة، و هم _ ربما دون دراية من البعض_ منتجون لقرارات تؤثر فى وطن بأكلمه فيما بعد.
 
 









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة