أجرى الكاتب والناقد فؤاد دوارة حوارًا مهمًا مع الكاتب الكبير توفيق الحكيم، نشر في مجلة الكواكب في العدد رقم 1591 في 26 يناير من سنة 1982 بعنوان "توفيق الحكيم يفجر أخطر القضايا".
يقول فؤاد دوارة في مقدمة الحوار عن توفيق الحكيم وعلاقته بالفن والموسيقى، كانت "العالمة حميدة الإسكندرانية" هي عشقه الأول وطريقه إلى العالم الفن حتى أهداها ثاني كتبه سنة 1934 باعتبارها "أول من علمه الفن".
ورد توفيق الحكيم تعليقا على هذه المعلومة:
فعلا أول علاقة لي بالفن وأهل الفن كانت عندما عرفت العالمة حميدة وعشت معها، كانت عوادة وكانت أيضا صاحبة ذوق رفيع في الفن "أعني الموسيقى الشرقية بالذات".
لا أظن أنى سمعت منها شيئا لسيد درويش، فلقد كانت تغني للمطربين الذين سبقوه، وقد عرفت الفن وسط تلك الجوقة الصغيرة من العوالم.. وأرادت حميدة أن تعلمني العزف على العود، وقطعت شوطا في ذلك ، وكان من الممكن أن أتقنه لولا تدخل والدتي ومنعي من مواصلة التعلم خوفا على مستقبلى. فتركت المسألة، ولكن ظلت صلتي قائمة بتلك الفرقة لأنها كانت تتردد على بيتنا، وعن طريقها واصلت تذوقي لهذا الفن الجميل.
أعتقد أن المسألة تجاوزت التذوق إلى حفظ بعض الأدوار.
وقال توفيق الحكيم "فعلا" حفظت من حميدة أدوارا كثيرة وكان صوتي جميلا وكنت أؤدي تلك الأغاني الصعبة دون أن أخرج عن ألحانا.
وكنت تصحبها أيضًا إلى بعض الأفراح؟
لا أظن فقد منت صغير السن.
لقد ذكرت ذلك في روايتك "عودة الروح" صورت ببراعة وصدق انبهارك بها وغيرتك عليها حين رأيتها ترقص شبه عارية وسط الرجال.
ربما حدث ذلك ونسيته فأنت تعرف أني كتبت "عودة الروح" منذ خمسين سنة.
لقد انتهيت من تحليل لعلاقتك بتلك السيدة أنها كانت حبك الأول قبل "سنية" بطلة عودة الروح.
هذا صحيح بالرغم من أنها كانت قبيحة الوجه، ولكن كونها فنانة وأنا منبهر بفنها أضفى عليها نوعا من الجمال لم أكن أشعر أنه يتعلق بالجسد ولا بأي شيء "مادي" الواقع أنني لم أحلل ما الذي أحببته فيها ولكنني أحببتها فعلا، وحينما أتذكر الآن شكلها وسنها أرجح أنه كان حبا فنيا تجسد في شخصها، ومن ثم تركت هذا الأثر العميق في نفسي.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة