( مصر التى فى خاطرى وفى فَمى ، أُحبُها من كل روحى ودّمى ) كلمات فى غاية الروعة سَطَرَها الشاعر الكبير أحمد رامى ، كلمات حفظناها _ عن ظَهِر قلب _ ونحن صِغار وفهمناها ونحن شباب ونشعُر بها ونحن فى مُنتصف عُمرنا وسنظل نُردِدُها حتى آخر العُمر ، لأنها كلمات دخلت قلوبنا وملأت عقولنا حُباً فى وطننا الغالى مصر .. لكن أمير الشُعراء أحمد شوقى جاء لنا بكلمات دقيقة عن حُب مصر وبها معانٍ جديدة ووصف عبقرى ودلالة بها إبداع مُتناهى وقال ( وسَلا مِصْرَ هَلْ سَلا القلْبُ عَنْها ، أَوْ أَسَا جرْحَهُ الزَمانُ المُؤَسِي؟ ، كُلَّمَا مرَتِ اللَّيالي عَلَيْه ، رَقَّ والعَهْدُ في اللَّيالي تُقسِي ، مُسْتطارٌ إذا البَواخِر رَنَّتْ ، أوَّلَ اللَّيْلِ أَوْ عَوتْ بَعْدَ جَرْسِ ، رَاهِبٌ في الضُلوعِ للسُفْنِ فَطْنٌ ، كُلَّمَا ثُرْنَ شاعَهُنَّ بنَقْسِ ، وطَني لَو شغِلتُ بِالخلدِ عَنهُ ، نازَعَتني إِلَيهِ في الخلدِ نَفسي )
.. حُب الوطن مُتجَذِر فى داخِلُنا ، دماؤنا تنطِق بحُب الوطن وعِشقه ، لا نقبل أبداً هزيمة وطننا ولا إنكساره ولا تألُمه ، وأيضاً لا نقبل أبداً أى تجريح فى وطننا أو التقليل منه أو التهكُم عليه .. لأننا شعب طيب وعظيم ونُقدِس تراب الوطن .. كان الجَرح الأليم فى نكسة ١٩٦٧ ، وكانت الهزيمة الأشد ألماً فى تاريخنا ، عيشنا ( ٦ ) سنوات من الإنكسار والوجع والهوان ، كُنا نعلَم أن مصيرنا بيدِنا ولابد من الحرب لإستعادة الأرض والكرامة ، كانت ثقتنا فى الله _ عزوجل _ بلا حدود ، وثقتنا فى قيادتنا وجيشنا وضباطنا وجنودنا بلا حدود ، عاهدنا الله على الفداء وإستُشهِد الرجال الأبرار من أجل عودة تراب الوطن .. إنتصرنا وعادت الأرض والكرامة ورفعنا رؤوسنا بكل فخر وسط الدنيا بآسرِها ، جاءت مرحلة السلام لكى نُعيد ترتيب أوراقنا ونأخذ قِسطاً من الراحة ونبدأ فى الإهتمام بالشئون الداخلية
.. ظهر "طيور الظلام" وزرعوا بذور الفتنة والإنشقاق والفُرقَة بين المصريين المُسالمين ، بدأ تشكيكهُم فى كل شيء ، بدأ تجريحهُم فى الوطن وتطاولهم على الدولة ودَفعوا بالشباب فى مُعترَك الصدام مع الدولة ، كانت سنوات الإستقرار معدودة ، حينما تستقر الأوضاع الداخلية يُنَفِذ "طيور الظلام" عملية إرهابية وتسيل الدماء البريئة
.. بعد أحداث ( ٢٥ يناير ٢٠١١ ) زاد "طيور الظلام" من الطعن فى الدولة وتجريح كل شيء فى مصر ولم يسمحوا لأحد أن يقترب منهم ومن أفكارهم وتمادوا فى غَيهم وسلكوا مَسلك الضلال .. وكانت النتيجة أن صعدوا للسلطة وسيطروا على مصر .. لكن الشعب رفضهم وثار عليهم ونجحت الثورة فى (٣٠ يونيو ٢٠١٣ ) ليعود "طيور الظلام" مرة أخرى فى تجريح الوطن وإفساد كل شيء إيجابي وتضليل أنصارهم ومؤيديهم بترويج الشائعات الفجة ، إنكشفوا على حقيقتهم وعَرف الجميع أنهم مأجورون لهدم الوطن وتخلى عنهم مؤيدوهم وأنصارهم بعد أن شاهدوا الإنجازات والمشروعات القومية فى كل حَدِبً وصّوب ، فأصبح "طيور الظلام" بمفردهم يُطلقون الشائعات ولم يجدوا من يُصَدِقهم ، لكن زيادة الشائعات ضد الوطن وصلت لمرحلة التشكيك فى الوطن بإستمرار والتجربح الغير مقبول ، سلوك هؤلاء المُتطرفين وتَهَكُمهم وتَهَجُمهم على الوطن لا يرضى أحد ، ما هذا السلوك الغير أخلاقى العدوانى المُتَعمَذ تجاه مصر ؟ ، آلم يقرؤوا
ما قاله الشاعران العظيمان "أحمد رامى وأحمد شوقى" فى حب وعشق مصر ؟ بالتأكيد قرؤوا وتعلموا لكنهم يُنكرون ذلك ؟وحبهم لجماعتهم حُب أعمى أعماهُم عن حُب الوطن
.. بإختصار أقول : أرفُض رفضاً قاطعاً ما يقوم به المُتطرفون الهاربون بالخارج من إتباع سياسة تجريح الوطن ، أرفض تجاوز هؤلاء المُتطرفين الهاربين بالخارج فى حق بلدى التى يحترمها الأعداء قبل الأصدقاء ولها كل الإحترام والتقدير على الصعيد العربي والإقليمي والدولي ، بالتأكيد سيأتى يوم ينظُر فيه هؤلاء الهاربون بالخارج فى المرآة ليروا ويكتشفوا أنهم "صُمٍ بُكمٍ عُميُِ فهم لا يُبصرون" ، وسيأتى اليوم الذى يقولون لأنفسهم إننا إرتكبنا جرائم شًنعاء فى حق الوطن لكن سيكون الوقت غير الوقت والزمن غير الزمن وسيندمون أشد الندم وقت لا ينفع الندم وسيلقون جزاءهم لأن الشعب المصرى بأكمله يرفض هذا السلوك ويقول فى صوت واحد ( إلا التجريح فى الوطن )
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة