الذكري تبقي حتى بعد فناء الجسد والإبداع يستمر علي الرغم من الرحيل، والحكايات لا تنتهي لمن يترك بصمته الخاصة في عمله، مضي خمسة عشر عاما علي رحيل المخرج العالمي يوسف شاهين.
ولد من أب إسكندراني وأم من أصول يونانية، كان الأب محامي كاثوليكي ولد في مدينة زحلة بلبنان، وهاجر إلي الإسكندرية مع بداية القرن التاسع عشرة، ولذلك جاءت نشأة شاهين في أسرة منفتحة ثقافيًّا علي العالم كله، من خلال معرفتها بأربع لغات، حيث كانت الأسرة تتحدث باللغة العربية والإنجليزية والفرنسية واليونانية، وداخل هذا الوضع كانت نشأت شاهين الثقافية، وحصل علي مبادئ الثقافة الفرنسية من خلال دراسته في المدرسة الفرنسية بالإسكندرية والمستمرة حتي الآن "سان مارك" بالمرحلتين الابتدائية والإعدادية، ثم نهل من الثقافة الإنجليزية من خلال التحاقه بمدرسة "كلية فيكتوريا" الثانوية والتي تخرج منها عام 1946م.
ومن الثقافة الفرنسية ثم الإنجليزية، انتقل شاهين إلي ثقافة الليبرالية الأمريكية، عندما ذهب إلي ولاية كاليفورنيا لدراسة فن التمثيل بكلية باسادينا، وثم عاد إلي مصر وعمل مساعدًا في التصوير السينمائي مع مدير التصوير الإيطالي "ألفايس أورفانيلّي".
وحب شاهين في بداية حياته النجمة فاتن حمامة، وكان يريد أن يتزوجها بالفعل، ولكنه لم يستطع أن يصارحها بهذا الحب، وبرغبته في الزواج منها، وكان يتراجع خوفًا من رفضها له، لذلك فضل أن يكتم حبه، ويخفيه وهو يشاهد القصة العاطفية القوية بين حبيبته والفنان الشاب عمر الشريف، بل وعمل على تنميتها بالقبلة التي أنهى بها فيلم "صراع في الوادي".
فكان حبها لعمر الشريف يسبب له إحساسًا بالخيانة من صديقه الذي وضعه على أول طريق الفن، خاصةً وأنه كان سبب معرفتهما ببعضهما البعض، لدرجة أن يوسف شاهين حاول الانتحار وفشل بعد انتهاء تصوير الفيلم، وأعلن عن ذلك في لقاءات صحفية بنهاية ثمانينات القرن الماضي.
وبعد محاولته للانتحار ارتبط عاطفيًا ثم تحول الارتباط إلي زواج لنهاية العمر مع الفرنسية "كوليت فافودون" المولودة بالإسكندرية عام ١٩٥٥
وكان هناك موقف لا ينسي مع السيدة ام كلثوم، التي تركت أثرًا في يوسف شاهين والتي غلفتها بعض الغرابة، وبدأت عندما كرّمه الرئيس عبد الناصر، وأرادت كوكب الشرق رؤيته، فتحدث معه الكثيرون وقالوا له الست عاوزة تشوفك، وكانت إجابته الصادمة "ما تعوز".
وراح قابلها وقالت له:" أنا اخترتك تعملى الأغنية الجديدة"، موضحا "وقتها كنت نلت وسام الجمهورية من الرئيس جمال عبد الناصر"، وأخبرتنى أن هذه الأغنية ستعرض فى التليفزيون، فقلت لها أنه شرف عظيم له".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة