قال السفير محمد العرابى، رئيس المجلس المصرى للشئون الخارجية إن الأزمة الأوكرانية أظهرت أن العالم مستقطب بين اتجاهين، كما أدت إلى تداخل الجوانب السياسية والاقتصادية للتحديات العالمية الحالية.
جاء ذلك خلال مشاركة السفير محمد العرابي على رأس وفد من المجلس المصري للشئون الخارجية في الندوة المقامة بالعاصمة الصربية بلجراد بمناسبة الذكرى الـ 115 للعلاقات الدبلوماسية بين مصر وصربيا، بحضور وزير خارجية صربيا "إيفيتسا داتشيتش"، وبمشاركة وزير الخارجية سامح شكري بكلمة عبر وسائل الاتصال.
ولفت رئيس المجلس المصري للشئون الخارجية إلى تشابه مصر وصربيا في سياستهما الخارجية تجاه الأزمة الأوكرانية، حيث أكد كلا البلدين أهمية وحدة أراضي أوكرانيا، وعملا على إلى إيجاد حلول سلمية للنزاع.
وأضاف أن مصر دعت إلى حل سلمي ودبلوماسي للأزمة ، ورفضت تطبيق عقوبات اقتصادية خارج منظومة الأمم المتحدة في ضوء التجارب السابقة في العالم والتي أظهرت عواقب اقتصادية وإنسانية كبيرة على الناس.
ورأى أن الأزمة في أوكرانيا خلقت حاجة لتعزيز مصر وصربيا العلاقات والتعاون بينهما من أجل التغلب على تداعيات الأزمة وخاصة على المستوى الاقتصادي.
وأشار العربي إلى أن السياسة الخارجية لجمهورية مصر العربية تدعو إلى الحفاظ على وحدة أراضي جميع الدول، والمرجع الرئيسي في هذا الصدد هو القانون الدولي والاتفاقيات الدولية للمنظمات الدولية وخاصة الأمم المتحدة، كما تلتزم مصر بالحفاظ على سيادة جميع دول العالم.
ونوه بأنه خلال 115 عامًا من العلاقات الدبلوماسية ، حافظت مصر وصربيا على علاقات متميزة في التاريخ الحديث ، متجذرة في وجهات نظر وأهداف مميزة ومتطابقة تجاه مستقبل بلديهما وشعبيهما.
وأضاف انه ومنذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين مصر وصربيا عام 1908 ، تشترك البلدان في تاريخ طويل ترعاه العديد من العوامل ، وذلك بسبب الإرادة السياسية لقادة البلدين لتكثيف علاقاتهما الثنائية في المجالات السياسية والاقتصادية والفنية والدولية.
وذكر بأن جهود قيادتي مصر وصربيا لعبتا على الصعيد الدولي دورًا رئيسيًا في تأسيس حركة عدم الانحياز، لافتا الى أن الذكرى الـ 115 للعلاقات الدبلوماسية بين مصر وصربيا تمثل فرصة هذا العام لمراجعة العلاقات الحالية بين البلدين بهدف تقييم إمكانات التعاون المستقبلي والعمل على سبل وطريقة الاستفادة الفعالة من هذه الفرص. لمنفعة البلدين وشعوبهما.
وأكد أن العلاقات الثنائية بين مصر وصربيا تقوم على أساس التفاهم والاحترام المتبادلين لسيادة كل دولة ووحدة أراضيها ، بالإضافة إلى عدم التدخل في الشؤون الداخلية، كما تهدف العلاقات إلى تحقيق أقصى فائدة لشعبي البلدين.
وشدد العرابي على أن الزيارة الأخيرة التي قام بها الرئيس عبد الفتاح السيسي ، رئيس الجمهورية، إلى صربيا التي في الفترة من 19 إلى 22 يوليو 2022 ، كانت بلا شك أهم حدث في العلاقات بين البلدين ليس فقط خلال العام الماضي ، ولكن أيضًا في العقود القليلة الماضية.
وأوضح ان تلك الزيارة التاريخية الاولى لرئيس جمهورية مصر العربية إلى صربيا منذ أكثر من ثلاثة عقود ، عكست الرغبة الواضحة والقوية من كلا الجانبين لتعزيز علاقاتنا الودية وحرص كل من مصر وصربيا على إعطاء دفعة قوية للعلاقات الثنائية في جميع المجالات، كما أرست الزيارة قاعدة صلبة للتعاون بين العديد من المؤسسات من كلا الجانبين لبناء ودعم شراكة استراتيجية ناجحة.
وتابع العرابي انه و منذ تلك الزيارة ، والتي شهدت توقيع 12 مذكرة تفاهم تغطي العديد من المجالات، انخرط الجانبان في التفاوض على طرق تنفيذ مذكرات التفاهم الموقعة ، و بدأت الدولتان مفاوضات حول منطقة التجارة الحرة التي ستسمح بزيادة التبادل التجاري بين البلدين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة