اشتهر الطفل محمد شريف منذ الثامنة من عمره بأنه أصغر نحات فى محافظة الوادي الجديد، وذلك لبراعته فى تشكيل مخلفات النخيل ونحتها على أشكال البيوت الواحاتية التى يعيش بينها وتحديدا فى قرية القصر الإسلامية بمنازلها العتيقة التى تعاقبت عليها عدة قرون من الزمن، واستمر فى تنمية موهبته الفطرية حتى بلغ سن الخامسة عشر والتى غرسها فيه والده شريف حميدة الذي قضى أغلب سنوات عمره عاشقا للنحت والتشكيل لكل ما يتعلق بالبيئة الواحاتية ويبتكر أعمالا فنية تمزج بين أصالة الماضي ورونق الهوية البصرية المتناسقة، حيث أبدع فى تنفيذ عدد من السواقى والنافورات التى تزين ميادين القرى وتعمل بطريقة غير تقليدية، كما صمم نماذج لأفران الحطب ومواقد القهوة العربي بصورة لافتة، وذلك دون أن يتلقى أية دروس تعليمية فى فن النحت والتشكيل معتمداً على موهبته الفطرية التى استنسخها منه نجله محمد ونجح كلاهما فى إنشاء متحف للتراث الواحاتى والذي أصبح مقصدا للسياح وزوار المحافظة لما يتضمنه المتحف من عدد من أعمال الفنان الأب والفنان الإبن وخاصة ماكيتات البيوت الواحاتية الرائعة.
وعلى الرغم من انشغال الأب بتلبية متطلبات الأسرة ونفقات المعيشة وهو ما جعله غير متفرغ كليا لأعماله الفنية إلا أن عزيمته ودعم نجله الصغير جعله بنجح فى إنشاء متحف خاص بهما وقام نجله بصناعة الطوب اللبن الذي جرى استخدامه فى تجهيز اركان المتحف الذي تم تصميمه على الطراز الواحاتى الأصيل والذي يجعل كل من يزوره يشعر بالراحة والحنين إلى الماضي والذكريات الجميلة حيث أن كل ركن فى المتحف يعكس جانب من ملامح الحياة فى القرية المصرية بصفة عامة وحياة أهل الواحات بصفة خاصة لاعتماد كل مكوناته على الطوب اللبن وجذوع النخيل وتصميم البيت الواحاتى الصحى
وقال شريف حميدة، فى تصريح خاص لـ اليوم السابع أنه نشأ وتربى فى قرية القصر الإسلامية وعايش سبل الحياة العتيقة التى تعلق بها وعشق كل تفاصيلها ومع تطور نظم الحياة بصفة عامة لم يكن لديه القدرة على تجاوز ذكرياته فى القرية القديمة وكان يشعر بالحزن لاندثار كل ملامح الحياة القديمة فقرر أن يعيد تجسيد تلك الملامح فى أعماله الفنية لكونه ارتبط بعمل النجارة وخاصة المصنوعة من مكونات النخيل واستغل موهبته الفطرية فى تطوير أعمال النحت مستخدماً جذوع النخيل المتهالكة والكرانيف والجريد فى إنتاج أعمال فنية متقنة.
وأضاف حميدة، أنه لاحظ ميول إبنه الصغير تجاه أعمال النحت فقام بتدريبه فى سن مبكرة وظهرت بوادر موهبته الفطرية بصورة كبيرة من خلال تشكيل قطع من جذوع النخيل اللينة على هيئة بيوت الواحة وخلال سنوات قليلة حتى دخوله الصف الاول الاعدادي أصبح متمكنا من استخدام أدوات الحفر والتشكيل اليدوي على جذوع النخيل وانتج عدد كبير من الأعمال الفنية الإحترافية وحقق انتشاراً كبيراً من خلال مشاركته فى الفعاليات والمعارض التى تنظمها المحافظة وحظى بعدة تكريمات من القيادات التنفيذية وعلى رأسهم اللواء دكتور محمد الزملوط محافظ الوادى الجديد.
وأكد أنه قام باستئجار منزل قديم فى قرية القصر الإسلامية من أحد عاشقي التراث الواحاتى وهو عبد الحميد ابو حسن لتجهيزة كمتحف وورشة نحت وتشكيل وساهم صاحب المنزل فى دعمه بصورة كبيرة وقام بتصميمه من الداخل بصورة لافتة تعتمد على الطراز الواحاتى القديم وحقق شهرة كبيرة على مستوى المحافظة ورشحته السياحة على قائمة مزارات التراث الواحاتى بالداخلة واشتهر المتحف بعرض مقتنيات تحمل كل ملامح الحياة التراثية ويستضيف السياح الأجانب ويقدم لهم الشاى الواحاتى المصنوع على موقد الحطب ويمنحهم الهدايا من أعمال نجله الصغير محمد شريف تأكيدا على كرم أهل الواحات الداخلة وترحيبهم بضيوفهم مؤكداً على أن هذا المتحف لم يتم انشائه فى الأصل بهدف الربح المادي ولكن بدافع عشق التراث الواحاتى ونشر ثقافة النحت على جذوع النخيل حيث يترك الفرصة لكل زائر بتجربة حفر وتشكيل قطعة من جذوع النخيل والتقاط الصور التذكارية له أثناء تلك المحاولة.
ومن جانبه قال التلميذ محمد شريف أصغر نحات فى محافظة الوادي الجديد فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، إن والده هو الداعم الأول له فى تلك الهواية التى تحولت إلى عمل احترافى معتمداً على دافع فطرى متمثلاً فى حب التراث القديم الذي لم يعاصره ولكن عايشه فى أعمال والده الفنية ومع تشجيع المحيطين له بدأ فعلياً فى تكريس وقت الفراغ لهذا العمل الفنى مؤكدا على أنه لايستطيع وصف مدى سعادته بأول قطعة فنية أنجزها لينطلق بعد ذلك فى مسار عمله في مجال النحت والتشكيل حيث قام بالمشاركة بمعرض من أعماله فى عدد من الفعاليات بمدرسته وقطاع التعليم.
وأضاف محمد شريف أنه يأمل أن يسير على خطأ والده فى هذا التخصص وان يستغل كل أدوات العمل الحديثة والمتطورة فى تحقيق أقصى قدر من الإحترافية فى أعمال النحت والتشكيل متمنياً أن يشارك بأعماله فى معارض ديانا وتراثنا كاصغر نحات من محافظة الوادي الجديد وخاصة أنه شارك ضمن ملف قرية القصر الإسلامية في مسابقة جائزة التميز الحكومى وحقفت القرية المركز الأول على مستوى الجمهورية بجهود كل القائمين على هذا الملف المتكامل.
احترفا النحت على جذوع النخيل المتهالك (1)
احترفا النحت على جذوع النخيل المتهالك (2)
احترفا النحت على جذوع النخيل المتهالك (3)
احترفا النحت على جذوع النخيل المتهالك (4)
احترفا النحت على جذوع النخيل المتهالك (5)
احترفا النحت على جذوع النخيل المتهالك (6)
احترفا النحت على جذوع النخيل المتهالك (7)
احترفا النحت على جذوع النخيل المتهالك (8)
احترفا النحت على جذوع النخيل المتهالك (9)
احترفا النحت على جذوع النخيل المتهالك (10)
احترفا النحت على جذوع النخيل المتهالك (11)
احترفا النحت على جذوع النخيل المتهالك (12)
احترفا النحت على جذوع النخيل المتهالك (13)
احترفا النحت على جذوع النخيل المتهالك (14)
احترفا النحت على جذوع النخيل المتهالك (15)
احترفا النحت على جذوع النخيل المتهالك (16)
احترفا النحت على جذوع النخيل المتهالك (17)
احترفا النحت على جذوع النخيل المتهالك (18)
احترفا النحت على جذوع النخيل المتهالك (19)
احترفا النحت على جذوع النخيل المتهالك (20)
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة