أكد وزير الشؤون الخارجيّة والهجرة والتونسيين بالخارج نبيل عمّار أن انعقاد القمة الروسية الإفريقية فى هذا الظرف الدولى الدقيق والمليء بالتحديات، يعد انتصارا لروح التعاون والتضامن بين البلدان الإفريقية والفيدرالية الروسية، التى تجمعنا بها علاقات تاريخية وتضامنية وطيدة.
وقال عمار– فى كلمة تونس التى ألقاها بمناسبة انعقاد القمة الثانية الروسية الإفريقية بسان بطرسبورج بحسب بيان للخارجية - إن تونس الفخورة بعمق انتمائها الإفريقى ومساهمتها الفعّالة عبر التاريخ فى رفع التحديات التى تواجهها القارة فى جميع المجالات، تأمل أن تعزز هذه القمة أواصر التضامن والتآزر بين إفريقيا وروسيا، لما فيه خير الشعوب.
وأضاف أن القمة توفر لنا الإطار المناسب ليس فقط للتفكير فى التقدم المحرز منذ القمة الأولى بسوتشى فى أكتوبر 2019، ولكن لتعزيز نموذج شراكتنا الاستراتيجية وتحديد اتجاهات هيكلته للسنوات القادمة بما يتماشى مع أولوياتنا وحاجياتنا.
وأوضح أن التّحدّيات غير المسبوقة التى يطرحها الوضع العالمى الراهن تقتضى منّا آليات جديدة تستخلص كل العبر من نقائص التجارب السابقة خاصة على مستوى النظام الدولى المالى والتجارى والاقتصادي.
وأشار إلى أن خطة العمل المعتمدة خلال هذه القمة تعتبر لبنة جديدة فى إطار تعزيز التعاون والشراكة بين الفدرالية الروسية والقارة الإفريقية، وتنصهر هذه الخطة فى تقديرنا فى صميم الأجندة التنموية الإفريقية لسنة 2063، فهى خارطة طريق عملية وشاملة تهدف إلى تكثيف علاقاتنا.
وقال إن إفريقيا، الغنية بمواردها البشرية و الطبيعية والتى أصبحت منذ عقود محط أنظار كل القوى العالمية والإقليمية فى العالم، تتطلع لبناء شراكات من شأنها المساعدة على دعم مقوّمات التنمية الشاملة فى بلدانها وتحقيق مقدرات العيش الكريم لأبنائها.
وأوضح أن الأولويات تتمثل فى تشجيع بناء القدرات وتكوين الكفاءات والتعليم ونقل التكنولوجيا وتفعيل التعاون فى مجالات الصحة والرعاية الصحية، فضلا عن تأمين الحاجات الغذائية للقارة، خاصة فى ظل الأزمة الروسية الأوكرانية و تداعياتها.
وقال إن استدامة شراكتنا وقدرتها على الصمود بشكل كبير تعتمد على قدرتها على تحديد الاستجابات الملائمة لتحديات مشتركة.
وثمن الوزير مختلف المشاريع والمبادرات الواردة فى خطة العمل الروسية الإفريقية، مقترحا التفكير فى وضع آليات تمويل مناسبة لتجسيمها على أرض الواقع وذلك من خلال مساهمات مختلف الأطراف الراغبة والقادرة على ذلك.
ودعا الجانب الروسى من أجل مزيد إيلاء العناية اللازمة لدفع نسق المبادلات التجارية والاستثمارات الروسية فى إفريقيا فى مجالات الزراعة والصناعة والطاقات المتجددة وغيرها من المجالات، مقترحا النظر فى إيجاد أطر دائمة ومؤسساتية للحوار والتعاون بين المجموعة الإفريقية والتكتلات الإقليمية الأخرى التى تلعب فيها روسيا دورا محوريا مثل المجموعة الأوراسية ومنظمة شنغهاى للتعاون وكذلك مجموعة بريكس.
وأكد مساندة تونس للمبادرة الافريقية لحل الخلاف الروسى الأوكراني، داعيا مجدّدا إلى توخى الحوار والى انتهاج فض النزاعات بالطرق السلمية كمخرج للأزمات.
وأكد أن روسيا وأفريقيا يشكلان لوحدهما قطبين اقتصاديين هامين فى عالمنا اليوم يزخران بإمكانيات وموارد ضخمة لم يتم إلى الآن استغلالها بالطريقة المثلى، معربا عن أمنياته بأن يشكل هذا اللقاء فرصة متجدّدة تمكن من تحقيق شراكة شاملة وفاعلة تضمن لشعوبنا مزيدا من النمو والازدهار.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة