سعيد الشحات يكتب.. ذات يوم 27 يوليو 1956.. العلم المصرى يرتفع لأول مرة على شركة قناة السويس ورئيس الوزراء البريطانى: «ناصر خطف القناة من يدنا»

الخميس، 27 يوليو 2023 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب.. ذات يوم 27 يوليو 1956.. العلم المصرى يرتفع لأول مرة على شركة قناة السويس ورئيس الوزراء البريطانى: «ناصر خطف القناة من يدنا»

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
انتهى فريق تأميم قناة السويس بقيادة المهندس محمود يونس من السيطرة على جميع مكاتب الشركة فى الإسماعيلية وبورسعيد والسويس بعد ساعتين من بدء العملية فور استماعهم إلى كلمة السر «ديليسيبس» فى خطاب جمال عبدالناصر بميدان المنشية فى الإسكندرية مساء 26 يوليو 1956، ولم يكن يعلم أحد بكلمة السر غير عبدالناصر ومحمود يونس الذى كشف عنها وهو يبلغ فريق التأميم بالعملية كلها قبل تنفيذها بقليل.
 
كان المهندس عبدالحميد أبوبكر هو الرجل الثانى فى قيادة الفريق الذى نفذ عملية التأميم، ويتذكر فى مذكراته «قناة السويس والأيام التى هزت الدنيا»: «نفذنا فور سماع كلمة ديليسيبس أول مرة، بالرغم من أن عبدالناصر كررها 17 مرة خوفا من أن تفوتنا».. يضيف: «تم جرد المكاتب والخزائن، وتمكن ضباط وجنود القوات المسلحة من سلاح الإشارة من السيطرة على محطات الإشارة الإحدى عشرة التى تنتشر على طول القناة».
 
يذكر «أبوبكر»: «أنزلنا علم القناة عن أبنية الشركة، وخفق محله العلم المصرى يضئ الطريق للجميع فى قناة السويس، وحوالى الساعة الثانية صباح 27 يوليو، مثل هذا اليوم،1956، كان كل شىء هدأ، وكان الجو شديد الحرارة ولا توجد أى مرطبات، وبدأنا نشعر بالجوع ولم نجد أى شىء نأكله أونشربه سوى ماء ساخن، وافترش محمود يونس الأرض واستراح بملابسه الداخلية فى حجرة «مينيسييه» مدير إدارة الشركة فى بورسعيد، وفعلنا نفس الشى أنا وعادل عزت فى الغرف المجاورة».
 
يؤكد أبوبكر: «فى صباح 27 يوليو طلبنا من البنوك أن تضع جميع أموال شركة القناة المؤممة التى لديها فى البنك الأهلى باسم «هيئة قناة السويس»، وفى الساعة الثانية عشرة ظهرا كان البنك تسلم 9 ملايين جنيه من البنوك فى مدن القناة الثلاث والقاهرة والإسكندرية».   
 
وفيما كان الحماس الوطنى فى قمة التوهج فى مصر تأييدا لقرار التأميم، كان الغضب فى ذروته بالعاصمة البريطانية لندن، ويذكر الصحفى الأمريكى «دونالد نيف» فى كتابه «عاصفة على السويس 1956» ترجمة وتعليق وتقديم «عبدالرؤف أحمد عمرو»: «كان رئيس الوزراء البريطانى «أنتونى ايدن» على مائدة العشاء التى أقامها على شرف ملك العراق فيصل الثانى ورئيس وزرائه نورى السعيد فى مقر الحكومة، وقت إعلان عبدالناصر قرار التأميم».
 
كان «نيف» معاصرا للأزمة شابا، واعتمد فى كتابه «عاصفة على السويس» على الوثائق السرية للأزمة فى أمريكا، ولقاءات مع  شخصيات عاصرت هذه الأزمة، وزار القاهرة وعمان ودمشق والرياض، وعواصم الدول التى صنعت الأزمة، وأصدر كتابه عام 1981، وانتهى إلى رأى يقول فيه: «العاصفة على السويس 1956 عاصفة هوجاء هبت على قناة السويس، وظن بطل هذه الأحداث، انتونى إيدن- معتمدا على إرثه التاريخى- أن النصر بيمينه، ولم يخطر بباله، أن تكون النتيجة مخيبة لآماله وأحلامه، ومخططاته، وخرج مهزوما مخذولا، بالتالى أهمله التاريخ، وأصبح نسيا منسيا، فى حين بقى ناصر، منتصرا، مرفوع الرأس شامخا».
 
يرصد «نيف» رد فعل «إيدن» فور علمه بقرار عبدالناصر: «حين سمع النبأ المزعج، ظل يترنح، يجئ ويذهب، وكأن تاج الامبراطورية البريطانية يكاد يطير فى الهواء من فوق رأسه، قال نورى السعيد له: لا بد من ضرب ناصر بكل قوة والآن، فهو عدو لدود لدى الغرب، وانتقل الملك فيصل ورئيس وزرائه إلى مكتب «بنيامين درزائيلى» رئيس الوزراء الذى كان مسئولا عن شراء نصيب مصر فى أسهم شركة قناة السويس 1875، وهو يهودى عجوز، وكان سببا فى كل المشاكل، واندهش نورى، ولكنه لم يتلق إجابة من ايدن، إذ لم يكن فى حالة مزاجية تمكنه من التجاوب معه فى الحديث».
 
يضيف «نيف»: «استدعى إيدن مجلس الوزراء للاجتماع، وقائد عام القوات الإنجليزية، والسفراء الممثلين لفرنسا وأمريكا، وفى نحو منتصف الليل كان جميع المسؤولين فى مقر مجلس الوزراء، وكان مكتب إيدن لا ينقطع عنه رنين التليفون، والكل يدلى برأيه فى أذنه بما يراه حل لهذا الموقف، فى وقت كان المصريون قد قبضوا على رقبة البريطانيين، قال إيدن للمجتمعين بكل أسى: هذه هى النهاية، وليس فى إمكاننا أن نفعل أى شىء، ومعنى هذا أن ناصر يبتزنا الآن، إنه استولى على القناة، وخطفها من يدنا، وسوف يسىء إدارتها، وهذا أمر يحد من نشاطنا التجارى عبر العالم، وهذا الوضع من المستحيل قبوله، إن وضعنا الآن يجبرنا أن نتخذ خطوة قوية.. أريد أن أقبض على القناة وأتولى مسؤوليتها مرة ثانية..سوف لن أتركه يفوز بما فعل».
 









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة