القصة الكاملة لـ"مزارع شبعا".. نقطة اشتباكات ساخنة بين لبنان والجيش الإسرائيلى تعود لعام 2000.. استهداف نائب لبناني وصحفيين فى "شبعا" يجدد الصراع.. و"اليونيفيل" تطالب الجانبين بضبط النفس

الثلاثاء، 18 يوليو 2023 03:00 م
القصة الكاملة لـ"مزارع شبعا".. نقطة اشتباكات ساخنة بين لبنان والجيش الإسرائيلى تعود لعام 2000.. استهداف نائب لبناني وصحفيين فى "شبعا" يجدد الصراع.. و"اليونيفيل" تطالب الجانبين بضبط النفس مزارع شبعا - لبنان
إيمان حنا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لاتزال "مزارع شبعا" التى تقع على الحدود بين لبنان وهضبة الجولان التى كانت الحدود اللبنانية السورية قبل يونيو 1967 واليوم هى الحدود بين لبنان والجزء من الجولان الخاضع للسيطرة الإسرائيلية، نقطة ساخنة لإثارة الاشتباكات بين الحين والآخر بين لبنان والجيش الإسرائيلى.

تجدد الاشتباك

تجددت تلك الاشتباكات فجر السبت الماضى، حيث استهدف الجيش الإسرائيلى، السبت، بقنابل الغاز المسيل للدموع، مجموعة من الصحفيين اللبنانين كانوا برفقة النائب اللبنانى، عن كتلة التنمية والتحرير، قاسم هاشم، فى منطقة مزرعة بسطرة عند تخوم مزارع شبعا. وفق "لبنان 24".

حيث كان النائب البرلمانى والصحفيين المرافقين له يقومون بجولة فى مزرعة بسطرة الواقعة فى الأراضى اللبنانية المحررة من مزارع شبعا"، واستقدمت القوات الإسرائيلية إلى النقطة المذكورة دبابة ميركافا، فيما وصلت دورية تابعة لقوات اليونيفيل الدولية المنطقة فى محاول لاحتواء الموقف.

وقد سبق أن قام الجيش الإسرائيلي بقصف منطقة بسطرة، بأكثر من 15 قذيفة، مطلع يوليو الجارى، فيما قال أنه "رد على صاروخ أطلق من الأراضى اللبنانية ولم يصب هدفه".

هدوء نسبى

وفى تعليقها على الحادث، أعلنت قوات اليونيفيل أن "عشرات الأفراد عبروا إلى جنوب الخط الأزرق فى منطقة بسطرة، وردا على ذلك أطلق الجيش الإسرائيلى قنابل مسيلة للدموع."، وفق موقع "الجديد" اللبنانى.

وقالت: "إن جنود حفظ السلام التابعون لليونيفيل والجيش اللبنانى والجيش الإسرائيلى جميعهم فى الموقع، والوضع مستمر ولكن هادئ الآن"، مضيفة: "رئيس بعثة اليونيفيل وقائدها العام اللواء ارولد لاثارو يتحدث مع السلطات على جانبى الخط الأزرق".

وتابعت: "أثار عدد من الحوادث فى الأيام الأخيرة التوترات، وبفضل التزام الاطراف على جانبى الخط الأزرق، لم تتصاعد هذه الحوادث أكثر من ذلك. ونحن نشجع الجميع على الاستمرار فى ممارسة نفس المستوى من ضبط النفس فى الساعات والأيام القادمة".

تاريخ الصراع

بدأ الخلاف حول هوية مزارع شبعا مع ترسيم الخط الأزرق فى 24مايو من عام 2000 عندما انسحبت إسرائيل من جنوب لبنان لكن لبنان رأى أن انسحاب إسرائيل غير كامل وأن مزارع شبعا جزء من الأراضى اللبنانية وعلى القوات الإسرائيلية الانسحاب منها كباقى الأراضى بالجنوب، لكن إسرائيل رفضت وبررت عدم انسحابها من المزارع بأنها سورية، فتحفظ لبنان على هذه النقطة وقدم 50 وثيقة جديدة تثبت لبنانيتها.

 وتقول إسرائيل أن المزارع ليست أراضى لبنانية حسب قرارات الأمم المتحدة.

أما أصل الغموض بشأن المزارع فهو سابق للاحتلال الإسرائيلي. ففى الإحصاء السكانى الذى نشرته سوريا فى 1960 ترد قائمة تضم 12 مزرعة منها مع عدد سكانها كأنها بلدات سورية.

رغم أن صكوك الدولة العثمانية تؤكد انتساب المزارع لقضاء حاصبيا التابع للبنان. وفى عام 1920 ذكر قرار الجنرال جورو أن حدود لبنان هى حدود قضاءى حاصبيا ومرجعيون.

وفى عام عام 1946، أعيدت عملية ترسيم الحدود الرسمية وتم تثبيتها بمحاضر، وأرسلت كوثيقة إلى الأمم المتحدة، وعند قيام دولة إسرائيل عام 1948 لم يتم استقطاع أى من الأراضى اللبنانية كما يوضح خط "بولت نيو كومب" الذى رسم فى 7أبريل1923 ووقعت عليه عصبة الأمم، والوثيقة موجودة فى جنيف.

وبعد تشكيل القيادة العربية المتحدة ومعاهدة الدفاع العربية عام 1950. تمركز الجيش السورى فى المزارع وبدأت اعتداءاته على الأراضى هناك بحجة المعاهدة، ووفق كتاب رئيس وزراء لبنان الأسبق الراحل سامى الصلح «لبنان: العبث السياسى والمصير المجهول»، الذى جاء فيه أن تدهور العلاقات اللبنانية - السورية استمر بين عامى 1956 - 1958، نتجت عنه بعض المشاكل الحدودية عندما أقدمت السلطات السورية على إقامة مخفر للدرك، ومخفر آخر فى مزارع شبعا.

وفى عام 1967، رغم الانسحاب الإسرائيلى من الجنوب اللبنانى، لكن إشكالية المزارع لم تنته، فقد بدأت إسرائيل بعد العام 1967 استقطاع الأراضى وطرد الأهالى وأحاطت المزارع باسلاك شائكة. وفى عام 1985 بدأت بناء مستعمراتها فى مناطق مزارع شبعا.

ترسيم الحدود

وقعت عدة أحداث أدت إلى توقف أعمال ترسيم الحدود فى مزارع شبعا وغيرها، منها الحرب العالمية الثانية: بدأت أعمال الترسيم العام 1937 من منطقة الشمال والبقاع، وعند نشوب الحرب العالمية الثانية العام 1939 سارت هذه الأعمال ببطء نظرًا إلى انشغال الجيش الفرنسى بالأعمال الحربية.

والاستقلال، حيث نال لبنان استقلاله فى العام 1943، بيد أن الإدارة فى الدولة الفتية لم تكن جاهزة لمتابعة أعمال رسم الحدود والمساحة التى بدأها الفرنسيون وتوقفت برحيلهم.

و الصراع العربى الإسرائيلى الذى اندلع وباتت منطقة المزارع مسرحًا لأعمال عسكرية بسبب دخول جيش الإنقاذ إليها ودخول قوات إسرائيلية إلى عدة قرى لبنانية على الحدود. وأصبحت الأولوية السيطرة على النقاط الاستراتيجية والمعابر الإجبارية، ومن بينها منطقة العرقوب ومزارع شبعا التى دخلت إليها قوى عسكرية سورية لحماية خاصرة الجيش السورى لجهة الجنوب الغربي.

وفى عام 1967 قامت إسرائيل باحتلال مرتفعات الجولان المحاذية للمزارع ودخلتها بعد وقف إطلاق النار اعتبارًا من 12 حزيران 1967 حتى 1989.

وفى حرب 1973 لم يتغير وضع هذه المزارع، وإنما انتشرت قوات المراقبة الدولية فى منطقة الجولان المحتلة التى بقيت تحت الاحتلال الإسرائيلي.

وفى 1978 اجتاحت إسرائيل الأراضى اللبنانية حتى نهر الليطانى، وقد نتج عن ذلك صدور القرارين الدوليين 425 و426 اللذين يدعوان إلى الانسحاب الفورى للقوات الإسرائيلية حتى الحدود المعترف بها دوليًا، وانتشار قوات الطوارئ الدولية فى المناطق المحتلة لمساعدة الدولة اللبنانية فى بسط سلطتها على جميع أراضيها. إلا أن إسرائيل نفذت القرار جزئيًا ولم تنسحب إلا إلى منطقة دعيت عند الشريط الحدودى وسلمتها إلى ميليشيات جيش لبنان الجنوبي.

الاجتياح الكبير

وعام 1982 عادت إسرائيل واجتاحت لبنان ووصلت إلى العاصمة بيروت، ومن ثم انسحبت إلى الشريط الحدودى مضيفة إليه منطقة جزين، وبقيت المزارع تحت الاحتلال الإسرائيلي.

الموقف الأممى

قام فريق من الأمم المتحدة برسم خط الانسحاب الذى يسمى بالخط الأزرق. وقام فريق لبنانى إسرائيلى بمراقبة الانسحاب الإسرائيلى إلى ما وراء الخط. لكن الفريق اللبنانى تحفظ على الخط الأزرق خصوصًا فى ما يتعلق بمزارع شبعا، ولكن الأمم المتحدة لم تأخذ بوجهة النظر اللبنانية وبالخريطة المقدمة من قبل الحكومة، وأعلنت أن إسرائيل قد انسحبت وطبقت القرار 425 كاملًا، وإن مزارع شبعا ليست لبنانية بل سورية وتابعة لمسؤولية الـ «اندوف» (UNDOF) وليس لقوات الـ «يونيفيل» (UNIFIL).









الموضوعات المتعلقة


مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة