نظم مهرجان دواير الثقافة أمس ندوة عن كتاب «أم كلثوم وسنوات المجهود الحربي» لكريم جمال، الحائز على جائزة الدولة التشجيعية في مجال العلوم الاجتماعية، بمقر المهرجان بسينما راديو بوسط البلد، وأدارها الكاتب الصحفي محمد جاب.
واستهلت الندوة بعرض صورة للسيدة أم كلثوم وتسجيل لأغنية «مصر تتحدث عن نفسها» التي غنتها عام 1951 على مسرح سينما راديو حيث إقامة المهرجان، والتي تفاعل معها الحضور بشكل كبير.
وعن فكرة الكتاب، قال كريم جمال: "الكتاب كان له فكرة أولية وهو حلمي برصد علاقة أم كلثوم بالجهات الحاكمة في مصر على مدار نصف قرن، لكني وجدت أن كل ما كتب كان أقاويل، ولأنه يوجد عهدين مختلفين فالنزاع كان حادًا والاختلافات بين الأقاويل كان كبيرًا، كما أنني انجذبت أكثر للدور المؤسسي الذي قامت به بعد النكسة لتاثيره فنيًا وسياسيًا واجتماعيًا".
كريم جمال فى مهرجان دواير الثقافى
وأضاف: «بدأت الكتاب منذ 2018، ولم أتوقع أن تتحمس دار نشر له، إذ أنه ليس من الكتب المتوقع لها رواج كبير، وقبيل انتهائي من الكتابة تواصلت مع دار تنمية للنشر التي تحمست للفكرة، وخرج الكتاب بأفضل صورة ممكنة إذ لم يحذف أي مقطع منه، وخرج فنيًا بصورة رائعة، فأنا محظوظ بذلك».
وأشار جمال إلى أنه اعتمد على أرشيف الصحف بشكل كامل، وأصعب ما واجهه هو جمع هذا الأرشيف وإيجاد أكثر من مصدر لنفس الحدث، لافتًا إلى أن اخبار أم كلثوم كانت متواجدة بشكل يومي في الصحف بتفاصيل دقيقة عن كافة تحركاتها.
وتطرق الحديث إلى أبرز حفلات أم كلثوم والأحداث التي واجهتها مثل حفلة باريس، وبعض الوقائع الهامة الوارد ذكرها في الكتاب.
وأشاد الكاتب الصحفي محمد جاب بالجهد البحثي للكتاب، وإبرازه الدور والوطني لأم كلثوم وتأثيرها سياسيًا واجتماعيًا وفنيًا. واعتبر الكتاب اعادة اعتبار لأن كلثوم من بعض الأقلام التي حاولت النيل منها لافتًا إلى أنه لا يوجد مطربة في العالم مثلها.
ويتناول الكتاب وجهًا آخر لأم كلثوم، الذي فُقِدَ معظم ملامحه بعد وفاتها في منتصف السبعينيات. ينقب الكتاب عن الجوانب الوطنية لها وتأثيرها في الوعي الشعبي، حيث لعبت أم كلثوم أدوارًا عدة في تاريخ مصر الحديث، وتنوعت صور حضورها بما يتلاءم مع المرحلة ومع ذلك، بعد عام 1967 وبعد أن ذرفت أم كلثوم دموع النكسة، غيَّرت روحها المليئة بالأمل والقدرة على تحمُّل المحن، وزاد حضورها السياسي والوطني، لتصبح أهم صوت نسائي في تاريخ العروبة.
مهرجان دواير الثقافى
ويمثل المهرجان الذي تستمر فعالياته يوميًا حتى يوم 15 يوليو الجاري فرصة فريدة للحوار حول قضايا الفكر والإبداع، كما يعد أول مهرجان من نوعه يعزز القيمة الإبداعية لوسط القاهرة الخديوية بما تمثله من عراقة وحضور في ذاكرة الجميع. ويشهد أكثر من 25 فعالية ثقافية، منها 4 ورش عن الكتابة الإبداعية والسينمائية، وأكثر من 18 ندوة تتنوع بين مناقشات الكتب واللقاءات المفتوحة والندوات المتخصصة، بمشاركة عدد كبير من المثقفين المصريين والعرب، كما يتضمن معرضًا لأحدث الكتب التي صدرت عن دور نشر مصرية وعربية، بالإضافة إلى معرض خاص للكتاب المستعمل يضم ما يزيد عن 3000 كتاب في مختلف المجالات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة