"أنا زوجة في الثانية والعشرين من العمر، مشكلتي أنني تزوجت بسن صغير بعمر الـ 15 عامًا، ومنذ تزوجت أعاني مع زوجي لأنه لديه بعض الاضطرابات في الشخصية ويعاني من الاكتئاب وانا منذ البداية لاحظت عليه عدم الاستقرار النفسي لكنني وبحكم عمري الصغير لم أكن أعرف هذا جيدا وأنجبت منه طفلين ونحن مع بعضنا منذ 8 سنوات وعلاقتي به تتدهور بشكل كبير لانه بحكم مرضه بالاكتئاب لا يعمل أبدا ولا يفعل شيئاً وحتى احتياجاتي كزوجة لا يلبيها لي. وأنا لم أعد استطيع التحمل اكثر وأريد الطلاق لكن أولادي لا ادري ماذا افعل لهم لا اريدهم أن يعيشوا بدون أب ولا أريدهم أن يحزنوا بسببي لكنني لم أعد اتحمل العيش معه ابداً ولا ادري ماذا أفعل في الوقت الحالي لكنني طلبت الطلاق لانه افضل لي".
*****
القارئة العزيزة، نأسف جدًا لما تمرين به، فهذه تجربة مريرة وهناك الكثير من الجرائم التي ارتكبت بحقك عندما تم تزويجك عند الطفولة، لم توضح رسالتك من كان وراء هذه الجريمة، ولكنه لم يكتفِ بتزويجك وأنتِ بعد طفلة لا يمكن أن تتحملي أعباء علاقة زوجية ومسؤوليات رجل وبيت، ولكنه كذلك لم يراعي اختيار الزوج المناسب لكِ فورطك في مسؤولية حتى البالغين الناضجين ممن لديهم الكثير من الخبرة في الحياة سيكون حملها صعب عليهم، فضلاً عن أنه لم يتم تخييرك إذا ما كنتِ تريدي تحمل مثل هذه المسؤولية أم لا.
نحرص دائمًا على ألا نشجع على الانفصال، ولكن إذا كنتِ محرومة من حقوقك كزوجة، وهو لا يقوم بواجبات الإنفاق عليكِ وعلى أولادك، وبالطبع بما أن العلاقة متدهورة إلى هذه الدرجة يمكننا مد الخط على استقامته وتوقع أنه لا يقوم بواجباته كأب كذلك، لذلك نتفهم جيدًا الخطوة التي أقدمتِ عليها، يجب أن تضعي في اعتبارك أن الأبناء لن يكونوا سعداء في وجود أب إذا كانت الأم مطفأة وتعيسة وإذا كان هذا الأب لا يقوم بدوره.
ولكن لم توضح رسالتك هل حاول الحصول على علاج أم لا؟ حيث تنصحك الدكتورة سمر كشك اخصائية الصحة النفسية بجعل خطوة الطلاق حل اخير فيجب أن تتحدثا بشكل واضح حول ضرورة لجوءه للعلاج فربما إذا تابع مع متخصصين وقام بما يلزم لتمكن من القيام بكافة واجباته تجاهكم وأصبحت حياتكم أفضل. نريد أن نسألك أيضًا هل هناك فرصة للحصول على مساعدة أحد أفراد العائلة سواء من طرفه أو من طرفك للضغط عليه من أجل الحصول على مساعدة نفسية متخصصة؟ إذا كانت الإجابة بنعم فنرجو أن تحاولي أن تجربي هذا الحل قبل قرار الانفصال لأنه لن يكون خطوة سهلة.
وسواء كانت الإجابة بنعم أو بلا، فأنتِ بلا شك في حاجة للحصول على الدعم النفسي اللازم من المختصين في هذا المجال، مثل الاستشاريين النفسيين أو الأخصائيين الاجتماعيين. يمكنهم تزويدك بالمشورة والدعم اللازمين لتجاوز هذه الأزمة والتعامل معها بشكل فعال. فأنتِ لا تحتاجين لمساعدة فقط كي لا تتأثري بتبعات مرضه بالاكتئاب، وإنما تبعات زواجك المبكر كذلك.
ثانيًا، يجب التفكير في الحفاظ على صحة وسلامة الأطفال وضمان توفير الرعاية اللازمة لهم. يمكن البحث عن الخيارات المتاحة للحصول على الدعم المالي والنفسي للأطفال، وتوفير الرعاية اللازمة لهم من خلال الأقارب أو المؤسسات المعنية. ثالثًا عليكِ البحث عن خيارات الأمان المالي لضمان حياة كريمة لكِ ولأولادك، وتتمكني من اتخاذ قرارك على أرض صلبة، سواء الاستمرار معه ودعمه في رحلة العلاج، أو الانفصال ومواصلة حياتك مع أولادك. وفي كل الأحوال، لا ينبغي أبدًا أن تشعري بالذنب تجاه القرار الذي تتخذينه لأنك في الأساس تم ظلمك بتوريطك في هذه الزيجة دون التفكير في مستقبلك وسعادتك، ولا حتى مستقبل وسعادة الأبناء.
وشوشة 7 يوليو
فى إطار حرص "اليوم السابع" على التواصل المباشر مع القراء، وتقديم الخدمات المختلفة والمتنوعة، أطلقت "اليوم السابع" خدمة "وشوشة" لتلقى أى استفسارات أو مشاكل نفسية أو اجتماعية أو تربوية، على أن يتم عرض المشكلات على الخبراء والمختصين الموثوقين ونشر الردود عبر الموقع الإلكتروني والجريدة.
يمكنكم التواصل معنا من خلال رقم واتس آب 01284142493 أو البريد الإلكترونى Washwasha@youm7.com أو الرابط المباشر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة