مواكب الحجيج المتعجلين تغادر منى وتتوجه لمكة لأداء طواف الإفاضة.. عناق وتبادل عناوين ولحظات وداع بين ضيوف الرحمن.. وبعثة حج القرعة تقدم تيسيرات للحالات الإنسانية أثناء تفويجهم لمكة

الجمعة، 30 يونيو 2023 10:39 ص
مواكب الحجيج المتعجلين تغادر منى وتتوجه لمكة لأداء طواف الإفاضة.. عناق وتبادل عناوين ولحظات وداع بين ضيوف الرحمن.. وبعثة حج القرعة تقدم تيسيرات للحالات الإنسانية أثناء تفويجهم لمكة الحج_أرشيفية
رسالة مكة المكرمة - محمود عبد الراضي

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
محمود-عبد-الراضى
 
ودّعت مواكب الحجيج المتعجلين اليوم الجمعة مشعر "منى" بعد قضاء نسكهم واتمام أدائهم للركن الخامس من أركان الإسلام، وهم يحملون أجمل الذكريات وكلهم رجاء أن يعودوا إلى أوطانهم وقد غُفرت ذنوبهم وخطاياهم وعادوا كيوم ولدتهم أمهاتهم.
 
وشهدت لحظات الوداع بين الحجاج عناق وتبادل عناوين وعبارات توديع ودموع الفراق لصحبة جمعتهم فى هذا المكان، حب وطاعة وقرب من الله، ملامح الفصل الأخير من أيام منى المتكررة مع كل جموع الحجيج على مر الأزمان.
 
وعاشت مخيمات مشعر منى حركة دؤوبة من خلال تجهيز الحجاج للحقائب للمغادرة، ومع خروج البقايا الأخيرة من الحجاج بدأت فرق النظافة التدخل لجمع مخلفات الحجاج فى موسم يعتبر من أروع مواسم الحج.
 
وتبادل ضيوف الرحمن فى ختام النُّسك التهانى بعد إتمام الفريضة وكلهم أمل فى أن يعودوا إلى بلدانهم محمّلين بالذكريات الجميلة والحكايات الروحانية التى يشعر بها الحجاج ، منى البيضاء التى تميّزت بأفضل الممارسات الحضرية على مستوى العالم من حيث توفير المسكن واحتضانها الخدمات الشاملة ورعاية حجاج بيت الله الحرام وأنفقت عليها الدولة المليارات بسخاء دون مِنّة أو رياء جسّدت كل معانى البياض، بياض الوجوه التى تشع نورا وإيماناً وبياض الإحرام وبياض الخيام وبياض القلوب.
 
قصة وداع منى للحجاج تبقى عالقة فى الذاكرة، فكل اللحظات والدقائق والأماكن والبقع في المشاعر المقدسة عاشوا فيها ذكريات وقصص جميلة وملأها الحب والسعادة عمروها بالطاعات والذكر والعبادة لله ، سكبوا فيها الدموع والعبرات رغبة ورهبة بين يدى مولاهم الرحمن ، يحدوهم الأمل والرجاء بقبول النسك ومغفرة الذنوب.
 
ومنظر مغادرة الحافلات والسيارات لمشعر منى منظر مهيب تخلل كل أهل منى شعور بألم الفراق وحرقة الوداع لهذه الأراضى المباركة.
 
وشهدت حركة جموع الحجيج المودعة لمنى موجات بشرية متحركة في ختام نسكهم برمي الجمرات ثم التحرك صوب طرقات المسجد الحرام بانسيابية تنظِّمها سواعد مخلصة من رجال الأمن البواسل التى واصلت ساعات التنظيم تلك تحت لهيب أشعة الشمس، متمركزين في مداخل منى جنوبًا حتى مخارجها بالتقاء مكة المكرمة شمالًا لحماية ضيوف الرحمن التي حاطت بهم الرعاية الأمنية من كل صوب, فالطائرات العمودية والرحلات الاستطلاعية لم تفتأ تواصل المراقبة الجوية من المشاعر إلى رحاب البيت العتيق، فيما ظلت كاميرات الرصد موزعة بين غرف القيادات والمراقبة تحت أنظار البواسل الدقيقة ترصد كل تحركاتهم من المشاعر إلى مكة المكرمة.
 
وخلت مخيمات منى من ساكنيها وقد لفها الحزن فى لحظات الوداع ولم يتبق فيها سوى بقايا ذكرياتهم التى ستُمحى من ذاكرة منى على أمل أن تلتقى ضيوفها العام القادم.
 
وحرصت بعثة حج القرعة بناءً على توجيهات اللواء محمود توفيق وزير الداخلية على توفير خيام مكيفة بمشعر منى للاقامة بها اثناء طوال فترة رمي الجمرات، وتوفير وجبات ساخنة وعصائر ومياه، فضلا عن وجود علماء دين لشرح كيفية الرمي والمواعيد لضيوف الرحمن، ووجود أطقم طبية لمتابعة حالة الحجيج الصحية، فيما يقدم ضباط بعثة القرعة تيسيرات كبيرة للحجاج أثناء تفوجيهم لمكة بعد انتهاء رمي الجمرات.
 
وحرص الحجاج على توثيق لحظات رميهم لإبليس بالحصى بالصور، والحصيات التى يجمعها الحاج لرمى الجمرات ذات مواصفات معينة فى حجمها بحيث تكون مقاربة لحجم حبة الحمص وتكون سبع حصيات لكل جمرة من الجمرات  الثلاث .
 
وسميت بجمرة مستمدة من معنى اجتماع القبيلة الواحدة على من ناوأَها من سائر القبائل، ومن هذا قيل لمواضع الجِمَارِ التى ترمى بِمِنًى  جَمَراتٌ لأَن كلَّ مَجْمَعِ حَصًى منها جَمْرَةٌ فالجَمَراتُ والجِمارُ هى الحَصياتُ التى يرمى بها فى الجمرات، وواحدتها: جَمْرَةٌ، و المُجَمَّرُ: موضع رمى الجمار هنالك  .
 
وسئل أَبو العباس عن الجِمارِ بِمِنًى فقال:" أَصْلُها من جَمَرْتُه ودَهَرْتُه: إِذا نَحَّيْتَهُ، والجَمْرَةُ واحدةُ جَمَراتِ المناسك، وهى ثلاث جَمَرات يُرْمَيْنَ بالجِمارِ، والجَمْرَةُ: الحصاة، و التَّجْمِيرُ رمْى الجِمارِ.
 
وأَما موضعُ الجِمارِ بِمِنًى فسمى جَمْرَةً لأَنها تُرْمى بالجِمارِ، وقيل: لأَنها مَجْمَعُ الحصى التى ترمى بها من الجَمْرَة، وهى اجتماع القبيلة على من ناوأَها، وقيل: سميت به من قولهم أَجْمَرَ إِذا أَسرع، ومنه الحديث: "إِن آدم رمى بمنى فأَجْمرَ إِبليسُ بين يديه".
 
والجمرات الثالث فى منى هى عبارة عن أعمدة حجرية وسط أحواض ثلاث، تشكل علامات للأماكن التى ظهر بها الشيطان، ورماه سيدنا إبراهيم عليه السلام حيث تبعد المسافة بين جمرة العقبة والجمرة الوسطى نحو  247 مترا وبين الجمرة الوسطى والجمرة الصغرى نحو  200  مترا .
 
أما الأحواض التى حول الأعمدة فإنها بنيت لتخفيف الزحام، ولجمع الحصى فى مكان واحد، وتواصلت الدراسات والجهود فى تطوير جسر الجمرات ، حيث تمت توسعته أكثر من مرة ، ويتكون من أربع طوابق بمخارج متعددة يراعى حركة الحجيج ويوفر الخدمات الأمنية والصحية والنقل والنظافة فحقق النجاح بتيسير رمى الجمار لملايين الحجاج.
 
وتحرص وزارة الداخلية على تقديم تسهيلات لحجاج بيت الله الحرام أثناء أدائهم المناسك المختلفة، من خلال توفير حجز بفنادق تطل على الحرم المكي والمدني مباشرة، مما يساهم فى تخفيف العبء عنهم أثناء التحرك، خاصة مع كبار السن وذوى الاحتياجات الخاصة، وذلك بناءً على توجيهات اللواء محمود توفيق وزير الداخلية، بتوفير كافة سُبل الراحة لضيوف الرحمن، وخلق مناخ طيب لهم لأداء المناسك بسهولة ويُسر.
 
وتوفر بعثة الحج عدد كبير من العيادات الطبية داخل الفنادق التى يقيم بها الحجاج المصريين، وذلك لفحص المرضى والأشخاص الذين يتعرضون لوعكات صحية مفاجئة، وصرف الأدوية لهم بالمجان، فضلاً عن توفير فريق طبى من قطاع الخدمات الطبية بوزارة الداخلية مجهز بسيارة إسعاف لمصاحبة البعثة، وتقديم الخدمة الطبية للحجاج كبار السن فى مناطق سكنهم، سواء بمكة المكرمة أو بالمدينة المنورة.
 
ولا تكتفى بعثة الداخلية بذلك، وإنما يتم الاتفاق مع علماء من الأزهر والأوقاف لشرح المناسك للحجاج وتعريفهم بها، والإجابة عن أية استفسارات قد تشغل بال الحاج طوال فترة الرحلة المقدسة، ويتم الاستعانة بالشرطة النسائية لمساعدة السيدات من كبار السن والمرضى فى أداء المناسك بسهولة ويسر، خاصة أثناء التحرك من مكان لأخر.
 
وفى منظومة متناغمة ومتناسقة تسابق وزارة الداخلية الزمن، وتطوع التكنولوجيا لصالح ضيوف الرحمن والتسهيل على الحجاج، ليس تسكينا وتفويجًا فحسب؛ ولكن منظومة كاملة تطبقها وزارة الداخلية لبعثة حجاج القرعة هذا العام ؛ تعتمد على متابعة ورعاية الحجيج صحيا ونفسيا وخلق مناخ طيب لهم لأداء العبادة بسهولة يسر، فبمجرد إعلان فوز الحاج فى حج القرعة، وعقب قيامه بالإبلاغ عن ظروفه الصحية، يقوم قطاع الخدمات الطبية بتسجيل بياناته كاملة والتنسيق مع السلطات السعودية ومتابعته طبيا ونفسيا للتأكد من حصوله على الخدمة الطبية المناسبة لحالته الصحية.
 
وتخصص بعثة الداخلية غرفة عمليات بالأراضي المقدسة لمتابعة أحوال الحجاج على مدار 24 ساعة وتتابع الحجيج منذ مغادرته مطار القاهرة الدولي حتى وصوله إلى الأراضي المقدسة، فى إطار توجيهات اللواء محمود توفيق وزير الداخلية بتسخير كافة الإمكانات لرعاية الحجيج نفسيا ودينيا وصحيا، ويتم ربط غرفة العمليات المركزية بمكة المكرمة مع الإدارة العامة للشئون الإدارية بوزارة الداخلية لمعرفة كافة البيانات عن الحجاج بدءا من مواعيد مغادرتهم من القاهرة وحتى وصولهم إلى الأراضي المقدسة وتسكينهم في فنادقهم سواء بمكة المكرمة أو المدينة المنورة، فضلا عن تخصيص عدد من الضباط ليكونوا في استقبالهم بمطار جدة أو الملك عبد العزيز بالمدينة المنورة، وتناشد بعثة حج الداخلية دوما جميع ضيوف الرحمن، الالتزام بتعليمات بعثة الحج، التي هي جميعها في صالحهم، لأنها تضمن راحتهم وسلامتهم وتمكنهم من أداء المناسك في سهولة ويسر، وعدم الانشغال عن أداء الفريضة، والتركيز فقط على أداء المناسك.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة