من كان يصدق أن صحراء جرداء تتحول فى سنوات قليلة لعلامة فارقة ورمزا لمصر يضاهى مشروعات نفذت منذ مئات السنوات بل وأكثر، إنها يا عزيزى القارئ مدن الجيل الرابع، الذى انطلقت إشارة البدء لها فى عام 2015، بانطلاق العاصمة الإدارية الجديدة، ومدينة العلمين الجديدة، وجاء من بعدها المدن التى تم تدشينها واحدة تلو الأخرى ليصبح عددها 37 مدينة جديدة.
مدن الجيل الرابع أصبحت مزارا للوفود الأجنبية، وكذلك طلاب الجامعات، فبالنسبة للأجانب، الكل أشادوا بعظمة تلك المشروعات وحجم الإنجاز الذى شهدته مصر خلال السنوات القليلة الماضية، فما ينفذ داخل العاصمة الإدارية وكذلك العلمين الجديدة وغيرها من المشروعات، يقاس بالإعجاز وليس الإنجاز، فهذه المشروعات كانت تستغرق عشرات السنوات، ولكن العامل المصرى لا يعرف المستحيل.
فلا يمر يوم إلا ونجد إشادة دولية بأحد مشروعات مدن الجيل الرابع، وخاصة مشروع العاصمة الإدارية وحجم الإنجاز غير المسبوق داخل المشروع الأكبر على مستوى الشرق الأوسط، وهو ما جعل أنظار العالم تتجه لمصر، وجعل أكبر صحف العالم تشيد بأكبر مدينة ذكية على مستوى الشرق الأوسط، وهو ما فسر سر الإقبال الكبير من مختلف الدول للحصول على قطع أراضى لإنشاء مقرات للسفارات لها داخل العاصمة الإدارية، وفى وقت سابق أشاد عدد من السفراء الأفارقة لدى القاهرة، بالفرص الاستثمارية الواعدة فى العاصمة الإدارية الجديدة، وحجم الإنجاز الذى تم ويتم خلال عملية إنشائها وفق أحدث النظم الدولية، وأكد السفراء حرص بلادهم على المشاركة فى أى حدث تنظمه مصر للترويج للفرص الاستثمارية فى بلادهم أمام المؤسسات الدولية والمستثمرين من كافة أنحاء العالم.
ولم يقتصر الأمر فقط على السفراء الأفارقة والدول الأفريقة، بل حصل مشروع العاصمة الإدارية على إشادة الإعلام الإيطالى والإسبانى بالعاصمة الإدارية الجديدة فى مصر، وقالت صحيفة " wired" الإيطالية، إنها أول مدينة ذكية عربية لمواجهة مشكلة الانفجار السكانى فى العاصمة القاهرة والمدن الرئيسية الأخرى، وأوضحت الصحيفة على موقعها الإلكترونى أن "المصريين ليسوا جددا على المشاريع الضخمة المصممة لإغراء جميع الأجيال، ويبدو أن الرئيس عبد الفتاح السيسى قام بتغيير جذرى فى مصر، وأصبحت البلد على وشك تغيير حقيقى بعد ما يقرب من ألف عام، وذلك من خلال مركز إدارى جديد يستعد لاستبدال القاهرة واستضافة حوالى 6 ملايين ونصف، يمتد على مساحة 700 كيلو متر مربع أى بمثابة حجم سنغافورة وعلى بعد 35 كم من شرق العاصمة المصرية الحالية.
هذا على مستوى العاصمة الإدارية، أما على مستوى العلمين الجديدة، فحدث ولا حرج، فأصبحت مكان لإقامة واستضافة المهرجانات العالمية، كما أنها استطاعت أن تكون بوابة مصر لأفريقيا، وبفضل مدينة العلمين شهدت منطقة الساحل الشمالى بالكامل تغير جذرى، فلأول مرة تشهد منطقة الساحل الشمالى تنفيذ أبراج على البحر، أو فى المنطقة بالكامل، كما أن التنوع الذى أحدثته وزارة الإسكان داخل المدينة الجديدة من مختلف المشروعات جعل من منطقة الساحل الشمالى منطقة تصلح للسكن طوال العام وليس منطقة مصيفيه فقط ، تكون الحياه فيها 3 شهور وباقى العام منطقة أشبح، فنجد المدينة التراثية، وأبراج العلمين، ومشروع الداون تاون، ومشروعات لمحدودى الدخل، وأخرى لمتوسطى الدخل، وجامعات وخلافه، وهو ما جعل المدينة الجديدة تقلب الموازيين فى منطقة الساحل، وتجعلها المدينة الأهم فى مصر فى الوقت الحالى.
وكذلك الأمر ما حدث في مدينة المنصورة الجديدة، من مشروعات جعل منها مزارا لطلاب الجامعات وكليات الهندسة للتعرف عن قرب على كافة المشروعات التي تنفذ وتكون بمثابة تدريب عملى لهم على أرض الواقع، ..إنها مصر يا سادة، إنها أم الدنيا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة