تمتلك الدولة المصرية جيشًا وطنيًا خالصًا ومخلصًا من رجال حملوا على عاتقهم حماية الأرض والعرض استنادًا لعقيدة راسخة استلت من النسق القيمي الذي يؤمن به الشعب المصري العظيم، الذي لا يقبل إلا الرفعة والسمو، ويجاهد ليرقى بمكانته المستحقة بين شعوب العالم محافظًا على عاداته وتقاليده، مؤكدًا على أن المواطنة الصالحة تعني في مكنونها التضحية بأنماطها المختلفة، ومن ثم فإن جيشه يحرص على بناء وتنمية الدولة بتوفير الأمن والأمان وتقديم يد العون وقت الأزمات، وهو ليس بمستغرب لأن الدماء الذكية تعد موروث الشعب الأصيل.
والمُتمعن لما يقوم به جيشنا العظيم من أدوار يصعب حصرها، يجد أن الذاكرة مليئة بمواقفه التي تبقى ما دامت الحياة؛ فقد واجه العدو في العديد من المعارك، وحارب الإرهاب الذي لا دين ولا وطن له ودحره في ربوع المحروسة، وحمى حدود الدولة البرية والبحرية والجوية، ولم تنفك الجهود عن حماية الساحة الداخلية ساعة الاحتياج؛ فساهم بالتضافر مع القيادة الشرطية في بث الأمن والأمان اللتان فقدتا لأسباب أرجئت للمغرضين.
وتتسم قواتنا المسلحة المصرية بالنظامية في شتى مساراتها ومشروعاتها العسكرية؛ لأن عقيدتها المعرفية تستقى من المنهج العلمي الرصين الذي يقوم على الضبط والانضباط، ومن ثم يرتبط ذلك بالجانب العملي في الميدان؛ إذ أن عامل الوقت الذي يلازمه الدقة يعد فارقًا في تحقيق الهدف المرتبط بالمهمة، وقد أضحى هذا الأمر معيارًا للنجاح يصعب مفارقته.
وتعد حماية الأمن القومي المصري على كافة الاتجاهات الاستراتيجية الغاية الرئيسة للمؤسسة العسكرية، وما يتطلبه ذلك من أعمال مضنية متتالية ومتتابعة من أصحاب العزيمة والمروءة على اختلاف الرتب العسكرية، ومن ثم فجهود العمل متواصلة لا ينفك عنها التعزيز ولا يغيب عنها التخطيط ولا يفارقها الاستعداد التام مع العزيمة التي لا يقابلها فتور.
وبما لا يدع مجالًا للشك أنه لا تنهض أمة من الأمم تواجهها تهديدات على المستوى الداخلي أو الخارجي، كما أنه يصعب استكمال مسيرة الإصلاح بمؤسسات الدولة في غياب النظام الآمن الذي يساعد في تحقيق مسيرة التقدم والنهضة المرتقبة؛ لتصبح الجمهورية الجديدة قادرة على المنافسة والريادة بما يضعها في مكانتها المرتقبة بين مصاف الدول المتقدمة؛ لذا فإن الاصطفاف وراء المؤسسة العسكرية والمؤسسة الأمنية بات فرض عين على كل مواطن يدين للدولة بالولاء والانتماء ويعي حق المواطنة.
ويتأتى فخر الشعب المصري العظيم بمؤسسته العسكرية من منطلق وجداني يمثل العقيدة الراسخة لكليهما؛ حيث إن الإعمار يصعب الحفاظ عليه بعيدًا عن أيدي قوية تحميه وتصونه من كل معتدٍ أثيم تسول له نفسه، كما أن الحياة الكريمة لا تكتمل في مجملها بعيدًا عن حرية مصونة تتسم بالمسئولية في ظاهرها وباطنها، لا ترتبط بفكر مزيف يقوم على فلسفة الفوضى وإحداث خلل في المؤسسات وشقاق بين أطياف المجتمع الذين يشكلون نسيجه، وضمانة ذلك ما نص عليه الدستور المصري في مادته (200) وجاء فيها (القوات المسلحة ملك للشعب، مهمتها حماية البلاد والحفاظ على أمنها وسلامة أراضيها وصون الدستور والديمقراطية والحفاظ على المقومات الأساسية للدولة ومدنيتها، ومكتسبات الشعب وحقوق وحريات الأفراد، والدولة وحدها هى التى تُنشئ هذه القوات، ويحظر على أى فرد أو هيئة أو جهة أو جماعة إنشاء تشكيلات أو فرق أو تنظيمات عسكرية أو شبه عسكرية).
ويحرص الشعب المصري العظيم على أن يحيا حياة العزة والكرامة، ويتطلع لمستقبل زاهر، ويأمل في تحقيق أهداف دولته الطموحة، وأهدافه الخاصة المشروعة، وهذا ما حقق سياج الحماية والحب لقواته المسلحة التي تعمل على تلبية تطلعاته الآنية والمستقبلية في إطار ما شرعه الدستور، ومن ثم تبذل الجهود وتقدم التضحيات من أبنائها فلذات كبد الوطن، وهو ما يوصف بالنبل والشهامة في العطاء والشجاعة في المواجهة والتضحية الخالصة في سبيل تراب الوطن العظيم.
ويشهد التاريخ على ما قام به الشعب المصري العظيم من ملحمات وتلاحم وتضافر مع قواته المسلحة في دحر العدو واقتناص الحرية وتثبيت أركان الدولة، وحديثًا مؤازرة الدولة في التصدي والقضاء على الإرهاب وداعميه، بما مكن الدولة عبر مؤسساتها من غلِّ يد ممولي الإرهاب ومحاسبتهم، وفي بعض الأوقات نالت يد الخسة والغدر من الدماء الذكية؛ إلا أن تلك الدماء تزيد من عزيمة أبطال قواتنا المسلحة الشرفاء ومن عزيمة الشعب المناضل صاحب الكرامة والعزة.
وتقاس كفاءات المؤسسات بمكانتها بين نظيراتها على المستوى الإقليمي أو العالمي؛ لذا تحرص المؤسسة العسكرية دومًا على تطوير مقدراتها المادية وتنمية مواردها البشرية؛ حيث توفر كل ما هو جديد من تسليح وتمارس كل ما هو مبتكر في التدريب بصورة مستمرة، وتعمل على تقييم الأداء وفق معايير عالمية؛ ليصل المقاتل المصري لمستوى يرقى به لأن يحافظ على مقدرات وطنه ويحمي أمنها القومي.
وتمتلك قيادات القوات المسلحة المقدرة على إدارة المشهد بكفاءة عالية لما تتسم به من روح المبادأة والجرأة والإقدام والمخاطرة المحسوبة، وهذا ما مكنها من تحقيق أهدافها التي رمت إلى إعداد المقاتل المصري صاحب المهارة والقوة البدنية بما يمكنه من توظيف واستخدام الأسلحة والمعدات بكفاءة منقطعة النظير، كما يمتلك المقدرة على اتخاذ القرار الصائب في الأوقات الحرجة دون تردد أو ارتباك ليصل لمبتغاة.
وتشهد قواتنا المسلحة فترة ازدهار وتنمية في عهد الجمهورية الجديدة، وبفضل القيادة السياسية الرشيدة؛ فبرغم الظروف والتحديات العالمية تحرص المؤسسة العسكرية وفقًا لأهدافها التنموية واتساقًا مع الهدف السياسي العسكري على تنفيذ خطط التدريب القتالي بتنوعاتها في ضوء الخريطة المرسومة سلفًا، وفي هذا الخضم تسعى الخطط التدريبية إلى رفع الكفاءة القتالية لقواتنا المسلحة بجميع أفرعها الرئيسة ووحداتها وأجهزتها وتشكيلاتها وتجمعاتها العملياتية، ولا ينفك ذلك عن التوعية الثقافية والعقائدية التي تصقل العزيمة وتشد من العضد وتحدث الجاهزية متى طلبت.
وبرغم التحديات التي تواجه القيادة السياسية في الداخل والخارج، والأعباء الخاصة بالجانب التنموي التي لا تنتهي؛ إلا أن هناك اهتمام بالمؤسسة العسكرية على المستوى التدريبي والتثقيفي ومشاركتها في بناء الدولة ونهضتها، وتسليحها بصورة مستمرة لتواكب الحداثة وتضطلع على أفضل التقنيات في المجال العسكري، وتصل لمستوى الجودة في التصنيع الخاص بإنتاجها العسكري؛ لتصل للريادة والتنافسية على المستوى الإقليمي والعالمي.
ويعد الرئيس عبد الفتاح السيسي القائد الأعلى للقوات المسلحة نموذجًا يقتدى بها في العطاء والبذل والتضحية لصالح رفعة ونهضة الوطن؛ حيث إن تاريخها العسكري كان له الأثر البالغ في القدرة على التحمل دون كلل أو ملل؛ بغية نهضة وتقدم ورقي الدولة؛ ليحيا شعبها العظيم حياة كريمة، وتصل أجيالها الحالية لجودة الحياة، وتضمن أجيال المستقل استدامة مواردها، وتحافظ على مقدراتها.
حفظ الرحمن جيشنا العظيم والشعب العظيم والقيادة السياسية الرشيدة من كل مكروه وسوء، ومكن بهم لما فيه خير البلاد والعباد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة