"الأب" فى ثقافتنا العربية هو "عمود البيت"، لما له من دور رئيس فى حياة الأبناء، إذ يعد الأب هو القدوة والمعلم الأول فى حياة أبنائه وبناته.
وعندما يغيب الموت "الأب" تكون المحنة أشد فهو السند والضهر مع مصاعب الحياة ،ولكن حينما تهزم كل هذه التحديات وتصعد لسماء النجومية فى غياب والدك ، هنا نكون أمام قصة نجاح لن تتكرر بسهولة ،وبمناسبة اليوم العالمى للأب ولأن كرة القدم جزء لا يتجزأ من نسيج هذا المجتمع كان لابد أن نسرد قصص كفاح أساطير كروية مصرية نشأت رغم فراق "الأب".
تريزيجيه
تربى محمود أحمد إبراهيم حسن الشهير بـ"تريزيجيه" نجم أستون فيلا الإنجليزى السابق والدوري التركى الحالي ، على حب كرة القدم منذ أن كان عمره 7 سنوات فكان دائم ممارسة كرة القدم فى شوارع مدينة كفر الشيخ مع الأطفال، ظروف أسرته المادية الصعبة ومرض والده لم يمنعاه من تحقيق حلمه فى الالتحاق بأكاديمية النادى الأهلى وكان عمره 9 أعوام، وساعده فى ذلك شقيقه الأكبر أحمد، والذى لازمه فى مشواره اليومى من كفر الشيخ إلى مقر النادى الأهلى بمدينة نصر من أجل حضور التدريبات، وكان يلعب فى مركز المهاجم بداية مشواره.
أطلق عليه بدر رجب لاعب الأهلى السابق والمدرب بقطاع الناشئين لقب "تريزيجيه" نظراً للتشابه الكبير فى الشكل بينه وبين النجم الفرنسى ديفيد تريزيجيه.
ومع بداية تألق الناشئ داخل أكاديمية النادى الأهلى، تعرض لصدمة قوية بعد وفاة والده وكان عمره قد تجاوز 10 أعوام، وكان والد تريزيجيه قد أوصاه برعاية أشقائه، وتقديم الدعم المادى والمعنوى لهم على الرغم من أنه كان الأصغر سناً بين أشقائه، قائلاً له "أنت اللى هتسكن أخواتك فى عماير".
وصادف اللاعب فترة صعبة للغاية خلال تلك الفترة عقب وفاة والده، حيث تراجع مستواه بشكل كبير وابتعد عن المشاركة فى غالبية المباريات بعد 4 سنوات من التحاقه بأكاديمية القلعة الحمراء، قبل أن يتلقى عرضاً مغرياً للحصول على الجنسية القطرية والالتحاق بدولة قطر إلا أن شقيقه الأكبر رفض العرض.
أعاد على ماهر الأمل لتريزيجيه بعدما كان قريباً من الرحيل عن القلعة الحمراء قبل أن يتم تقديم اللاعب إلى البرتغالى مانويل جوزيه الذى اختبره واقتنع بمستواه بعد مشاركته فى تدريبات الفريق الأول للمارد الأحمر ليبدأ مشوار النجومية.
حسين الشحات
عانى حسين الشحات نجم الأهلى كثيرًا فى صغره، فلم تكن طفولته اعتيادية بعد وفاة والده وعمره 8 أشهر، وتحملت والدته نشأته، وكانت دائمًا هى الدعم والسند له فى كل مراحل حياته، زوج والدته كان صاحب الفضل عليه فى ممارسته كرة القدم منذ الصغر، بعدما لمس فيه موهبته وحبه الشديد لممارسة كرة اللعبة خلال لعبه فى حوارى مدينة السلام بالقاهرة وتشجيع النادى الأهلى.
سبق لحسين الشحات الإفصاح عن عدد من المهن الحرة التى عمل بها قبل الوصول للشهرة والنجومية لمساعدته والدته التى تحملت العب الأكبر فى تربية مع أشقائه، وقال اللاعب "كنت بدرس وبشتغل مع أصحابى فى الأولوميتال وكان عندى تمارين ودراسة وكنت بستأذن وأروح التمرين والدراسة، واشتغلت فى مدرسة كورة كنت بلم الكور والأقماع وأنا بفتخر ومبسوط إني عملت حاجة زى دى".
وأشار اللاعب إلى أنه كان يعمل فى بنزيمة ويحصل على راتبه طبقًا لـ"البقشيش" وأنه كان ينام على الأرض في البنزينة لمدة 4 ساعات يوميًا أثناء عمله.
عماد متعب
"أمى شالت حمل جبال ولو أقدر أديها عينى مش هتأخر" هكذا يرى عماد متعب مهاجم الأهلى الأسبق ست الحبايب فهى التى تولت تربيته ورعايته ولم تتأخر يوماً عنه وعن أشقائه وأصبحت "الأم والأب" بعد وفاة والده فى سن صغيرة ولم ييأس الفتى الصغير ولم تهزمه أحزان فراق والده وإنما تخطاها ليصبح من أشهر نجوم الكرة فى أفريقيا .
أحمد حسن
أحمد حسن كابتن الأهلى والزمالك ومنتخب مصر الأسبق حقق نجاحا كبيرا فى كل ناد حط به الرحال ليهدى والده الذى خطفه الموت منذ سنوات طويلة قصة تألقه .
ويدين الصقر بالفضل فيما حققه من شهرة ونجومية لست الحبايب فلقد كانت الأم الصعيدية القوية التى استمد منها القوة حتى صار الكابتن الأشهر فى تاريخ الكرة المصرية.
رمضان صبحى
حينما أصبح الفتى المدلل فى الأهلى واللاعب الأكثر شهرة فى المحروسة قبل أن ينتقل للدورى الإنجليزى واخيراً يتواجد في بيراميدز، قال رمضان صبحى تصريحا شهيرا جاء نصه: " كنت أتمنى أن أرى فرحة تألقى فى عيون والدى لولا أن الموت خطفه منى" .
ويرتبط العفيجى بقصة عشق مع ست الحبايب لاسيما أنها التى لعبت دور الأم والأب فى حياته بعد وفاة والده فى سن صغيرة وتحملها مسئولية تربيته وأشقاؤه بمفردها .
حازم إمام
بكى حازم إمام، بشدة بعد وفاة والده حمادة إمام رمز القلعة البيضاء، بعد صراع مع المرض، إذ تلقى نبأ الوفاة فى معسكر الزمالك استعدادا لمباراة إنبى، وغادر المعسكر لتحضير ترتيبات الدفن.
ظهرت دموع الثعلب الصغير، بشدة أثناء دفن والده، وتلقى العزاء، ودخل فى نوبة بكاء وانهيار حزنا على وفاة رمز القلعة البيضاء.
وأكد حازم إمام أنه يفتقد وجود والده الراحل كابتن حمادة إمام فى الوقت الحالى، معلقاً: "كان نفسى يكون أبويا معانا فى كأس العالم ويحضر الأجواء دى.. كان يتمنى عودتنا للمونديال والحمد لله حلمه تحقق".
وقال الإمبراطور لـ"اليوم السابع" على هامش اليوم العالمى للأب: "كابتن حمادة وحشنى جداً.. تأثرت به فى كل شىء لعبت كرة مثله وامتهنت الإعلام كما فعل.. كان نعم الأب والسند، وله تأثير كبير فى تنظيم حياتى بالكامل.. هو السبب فى كل ما وصلت له، ودائماً توجيهاته تنير لى طريقى ".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة