أجرى باحثون دراسة جديدة تهدف إلى إلقاء الضوء على مظهر وجه الفرعون المصري القديم توت عنخ آمون، وقاد تلك الدراسة فريق من خبراء الطب الشرعي وعلماء الأنثروبولوجيا، بواسطة تقنيات متقدمة وبيانات تاريخية لإنشاء صورة تقريبية لوجه الملك الشاب.
توت عنخ آمون، اعتلى العرش في سن التاسعة وحكم ما يقرب من عقد خلال الأسرة الثامنة عشرة في مصر القديمة، كان عهده ، الذي حدث بين 1333 و 1324 قبل الميلاد ، موضوع الكثير من التكهنات والغموض المحيط بحياته وموته.
إعادة وجه توت عنخ آمون
وفقًا للدراسة التي نُشرت للتو في المجلة الإيطالية للتشريح وعلم الأجنة، فإن أول تشريح لجثة توت عنخ آمون في عام 1925 قدم معلومات محدودة حول سبب وفاته، ومع ذلك، فإن الفحوصات اللاحقة، بما في ذلك صور الأشعة السينية في عام 1968 والتصوير المقطعي في عام 2005 ، قدمت المزيد من الأفكار حول صحته والأسباب المحتملة للوفاة، استبعدت هذه الفحوصات فرضية الاغتيال لكنها أثارت تساؤلات حول كسر محتمل في الركبة بالقرب من وقت وفاته.
في عام 2010 ، كشفت دراسة رائدة شملت تحليل الحمض النووي لتوت عنخ آمون وأفراد أسرته عن معلومات مهمة حول ظروفه الصحية والعلاقات الأسرية، وأكدت الدراسة حينها أن توت عنخ آمون يعاني من الملاريا ومرض كولر.
لطالما أثار مظهر وجه توت عنخ آمون اهتمام الباحثين وعامة الناس، وعلى مر السنين، تم إنشاء العديد من تقريب الوجه باستخدام تقنيات الطب الشرعي، وفي عام 1983 ، أعادت الفنانة الجنائية بيتي بات جاتليف بناء وجه توت عنخ آمون بناءً على جمجمة من الجبس مصبوب من الصور الشعاعية.
في عام 2005 ، طورت ثلاثة فرق "مصري، وفرنسي، وأمريكي" بشكل مستقل عمليات إعادة بناء الوجه باستخدام الجمجمة المجزأة من التصوير المقطعي المحوسب ، مما أدى إلى تفسيرات مختلفة قليلاً لمظهر الفرعون.
استخدمت الدراسة الأخيرة التي أجراها أكاديميون من البرازيل وأستراليا وإيطاليا تقنيات رقمية متقدمة لإعادة بناء جمجمة ثلاثية الأبعاد لتوت عنخ آمون بناءً على البيانات المتاحة، بما في ذلك شرائح التصوير المقطعي والأشعة السينية والقياسات البشرية، استخدم الباحثون عملية تسمى التشوه التشريحي لتكييف بنية العظام المجزأة لتتناسب مع خصائص جمجمة توت عنخ آمون. هذه الجمجمة التي أعيد بناؤها كانت بمثابة أساس لتقريب الوجه باستخدام تقنيات الطب الشرعي.
وقال الدكتور مايكل هابيت، عالم المصريات وعالم الآثار في جامعة فليندرز الأسترالية، وأحد مؤلفي الدراسة، إن العرض النهائي "قريب بشكل مذهل" من النسخة السابقة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة