شهدت أسعار الذهب الفورية تذبذب كبير خلال الأسبوع الماضي ليغلق منخفضاً عن سعر الافتتاح بفارق 3 دولار فقط، ولكنه سجل خلال الأسبوع أدنى مستوى منذ ثلاثة أشهر عند 1924 دولار للأونصة، لينجو الذهب من هبوط كبير ويغلق بالقرب من سعر الافتتاح، وذلك بعد تضارب التوقعات في الأسواق بعد قرار البنك الفيدرالي والبيانات الاقتصادية الأمريكية الأخيرة، ليقلص الذهب من خسائره ويعود إلى التذبذب داخل نطاق التداولات.
وقال التقرير الفني لجولد بيليون، إن اجتماع البنك الفيدرالي فشل في اخراج الذهب من النطاق العرضي والذي يتحرك فيه الذهب منذ بداية شهر يونيو الجارى، ولكن استمرار تحركات الذهب العرضية تنذر بانفجار سعري قريب في أي من الاتجاهيين.
شهد هذا الأسبوع اجتماع البنك الاحتياطي الفيدرالي والذي قرر خلاله تثبيت أسعار الفائدة دون تغيير عند نطاق 5.0% - 5.25% للمرة الأولى بعد 10 اجتماعات متتالية من رفع الفائدة، وأشار البنك إلى استمرار محاربة التضخم والتزامه بوصوله إلى المستهدف 2%.
يرى الفيدرالي أن هناك تماسك في النمو الاقتصادي الذي رفع توقعاته إلى 1% هذا العام من التوقعات السابقة عند 0.4% بعد الأداء الإيجابي الكبير لقطاع العمالة وخلق الوظائف إلى جانب ارتفاع مستويات الأجور الأمر الذي دعم التضخم بشكل أساسي.
أشار رئيس البنك الفيدرالي جيروم باول، إلى أن الفائدة ستعود إلى الارتفاع لمواجهة التضخم وقد تشهد مرتين من الارتفاع قبل نهاية العام، ولن يكون هناك خفض للفائدة خلال هذا العام، وأشار أن الحديث عن خفض الفائدة سيكون خلال عامين وسيكون مناسب عندما يبدأ التضخم في الانخفاض بوتيرة سريعة.
ولفت التقرير الفني لجولد بيليون، إلى أن مخطط أسعار الفائدة الذي يصدر كل ربع سنوي عن البنك الفيدرالي، أظهر أن أعضاء البنك يتوقعون رفع الفائدة إلى المستوى 5.60% بنهاية العام، أي قد نشهد رفع الفائدة مرتين على الأقل بمقدار 25 نقطة أساس في كل اجتماع وفقاً لتوقعات السوق.
وتسببت تصريحات البنك في تسعير الأسواق لاحتمال بنسبة 74% أن يقوم البنك برفع الفائدة 25 نقطة أساس في اجتماع يوليو القادم في التأثير السلبي على الذهب بسبب تمسك الفيدرالي برفع الفائدة وتشديد السياسة النقدية، وفق جولد بيليون
بيانات أعداد المتقدمين لملء طلبات اعانات البطالة الأسبوعية في الولايات المتحدة أظهرت ارتفاع مماثل للقراءة السابقة عند أعلى مستوى منذ عام ونصف، الأمر الذي يعكس تأثر قطاع العمالة بشكل سلبي، هذا بالإضافة إلى بيانات التضخم التي صدرت قبل اجتماع الفيدرالي وأظهرت تراجع في معدلات التضخم في مايو، الأمر الذي يدل على ضعف في العوامل التي يعتمد عليها الفيدرالي في تقييم الاقتصاد ورفع الفائدة، ما يدل أن الاقتصاد قد لا يتحمل رفع الفائدة مرتين هذا العام.
من جهة أخرى أعطى الدولار الأمريكي دعم كبير لأسعار الذهب خلال هذا الأسبوع بعد أن تعرضت العملة الفيدرالية لموجة بيع كبيرة ساهمت في ارتفاع الذهب بسبب العلاقة العكسية التي تربط بينهما منذ كون الذهب سلعة تسعر بالدولار، وانخفض مؤشر الدولار الذي يقيس أداؤه مقابل سلة من 6 عملات رئيسية خلال الأسبوع الماضي بنسبة 1.6% ليسجل أسوأ أداء أسبوعي منذ نهاية شهر نوفمبر الماضي ليسجل أدنى مستوى منذ 5 أسابيع ويشهد الأسبوع الثالث على التوالي من الخسائر.
العائد على السندات الحكومية الأمريكية شهد تذبذب خلال الأسبوع الماضي وهو السبب وراء ضعف الدولار الذي لم يجد الدعم من عوائد السندات لأجل 10 سنوات، والتي أغلقت تداولات الأسبوع عند نفس سعر الافتتاح تقريباً وتخلل الأسبوع تذبذب كبير بسبب تصريحات البنك الفيدرالي.
أما عن العائد على السندات لأجل عامين التي تعد أكثر حساسية لتغيرات أسعار الفائدة فقد ارتفع وسجل أعلى مستوياته منذ بداية شهر مارس عند 4.831%، ليرتفع العائد الأسبوع الماضي بنسبة 2.7%.
ماذا ينتظر أسواق الذهب خلال الفترة القادمة؟
البنك الفيدرالي أكد أن البيانات الاقتصادية ستكون لها الكلمة الأولى في تحديد قراره القادم بشأن أسعار الفائدة، وهو ما سيجعل تأثير البيانات مرتفع للغاية على الأسواق خلال الفترة القادمة وحتى اجتماع البنك القادم.
الذهب يقترب من انفجار سعري بعد التحركات العرضية التي استمر فيها منذ أكثر من ثلاثة أسابيع، وقد تساهم البيانات الصادرة عن الاقتصاد الأمريكي في تحديد الحركة القادمة للذهب، ففي حالة أظهرت بيانات التضخم المزيد من التراجع وصاحب هذا ضعف في بيانات قطاع العمالة، فسيكون هذا مؤشر على استجابة الاقتصاد الأمريكي للتشديد النقدي.
في هذه الحالة سنشهد ارتفاع كبير في أسعار الذهب قد يصل به لمستويات الـ 2000 دولار للأونصة لأن البنك الفيدرالي قد لا يحتاج وقتها لمزيد من التشديد النقدي، فالأسواق خلقت فجوة بين توقعاتها وتوقعات البنك الفيدرالي ووضح عدم التزام الأسواق بتوقعات الفيدرالي في حركة الذهب الأخيرة بعد أن رفض التفاعل مع توقعات رفع الفائدة مرتين خلال هذا العام التي أشار إليها الفيدرالي.
في حالة هبوط أسعار الذهب إذا عاد التضخم إلى الارتفاع أو تزايدت عمليات خلق الوظائف الجديدة، سيكون هناك منطقة دعم قوية بين 1880 – 1900 دولار للأونصة قد نشهد الذهب عند هذه المستويات.
أهم الأحداث الأسبوع القادم
ينتظرنا عدد من الأحداث الهامة خلال الأسبوع القادم وعلى رأسها شهادة رئيس البنك الفيدرالي جيروم باول أمام الكونجرس الأمريكي على يومين، والتي سيتعرض خلالها إلى الحديث عن توقعات التضخم وقطاع العمالة، بالإضافة إلى معرفة وضع القطاع المصرفي ومدى تأثير عمليات التشديد النقدي عليه.
هذا بالإضافة إلى تصريحات لعدد من أعضاء البنك الفيدرالي ستساهم بشكل كبير في معرفة توجهات أعضاء البنك بالنسبة للسياسة النقدية وسيكون لهذه التصريحات تفاعل كبير في الأسواق.
وبالطبع أي بيانات متعلقة بالتضخم أو قطاع العمالة ستكون هي الحدث الأهم في الأسوق، ومنها بيانات إعانات البطالة الأسبوعية التي تصدر يوم الخميس من كل أسبوع.
لجنة تداول السلع الآجلة (COT) تظهر ارتفاع الطلب على عقود بيع الذهب
أظهر تقرير التزامات المتداولين المفصّل الصادر عن لجنة تداول السلع الآجلة، والذي يُظهر وضع المضاربة على الذهب للأسبوع المنتهي في 13 يونيو، عودة الطلب للارتفاع على عقود بيع الذهب مقارنة مع التقرير السابق بمقدار 5282 عقد بينما انخفض الطلب على عقود شراء الذهب أيضاً مقارنة مع التقرير السابق بواقع 10150 عقد.
اظهر التقرير أيضاً ارتفاع إجمالي قرارات التداول على عقود شراء الذهب إلى 244 أمر تداول بينما وصلت أوامر التداول على عقود بيع الذهب إلى 171 أمر تداول.
البيانات المتأخرة الصادرة عن تقرير لجنة تداول السلع الآجلة (COT) تظهر عودة لارتفاع الطلب على عقود البيع مجدداً وهو ما يعكس التذبذب الأخير في أسعار الذهب خلال الأسبوع الماضي، وذلك في ظل التضارب في توقعات الأسواق قبل اجتماع الفيدرالي.
نظرة على الاستثمارات الغير مباشرة للذهب
استمر أداء صناديق الاستثمار المدعومة بالذهب في التذبذب خلال الأسبوع الماضي حيث يستمر التحرك العرضي منذ 4 أسابيع وذلك في ظل تغير مستمر في الطلب على الذهب وعدم وضوح توجه المعدن النفيس خلال الفترة الماضية.
صندوق SPDR الاستثمار للذهب والذي يعد أكبر صندوق عالمي من حيث إجمالي الأصول التي تصل إلى 60 مليار دولار شهد انخفاض في أداؤه خلال الأسبوع الماضي ليستمر في التذبذب للأسبوع الرابع على التوالي، ولكنه سجل ارتفاع بنسبة 7.23% منذ عام وحتى الآن.
من جهة أخرى شهدت أسهم شركات التعدين والذهب ارتفاع ملحوظ خلال الأسبوع الماضي وذلك بعد نجاح الذهب في التعافي على حساب ضعف الدولار الأمريكي، بالإضافة إلى عدم تأثره سلباً بشكل كبير من نتائج اجتماع البنك الفيدرالي.
وبشكل عام تشهد أسواق الأسهم الأمريكية اقبال كبير في عودة للإقبال على المخاطرة وهو ما ساعد أسهم شركات الذهب في الاستفادة من هذا التوجه.
شركة نيومونت للذهب تصنف الأولى عالمياً باحتياطي من الذهب يصل إلى 96.1 مليون أونصة في إحصاء ديسمبر الماضي. وقد ارتفع السهم بنسبة 6% تقريباً خلال الأسبوع الماضي وسجل أعلى مستوياته في 4 أسابيع.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة