حازم صلاح الدين

محمد صلاح.. حلم الأجيال

الخميس، 15 يونيو 2023 12:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يحتفل نجمنا العالمى محمد صلاح المحترف فى صفوف ليفربول الإنجليزي، اليوم الخميس، بعيد ميلاده الـ 31، حيث إنه ولد في 15 يونيو 1992، في قرية نجريج التابعة لمدينة بسيون في محافظة الغربية، وخاض ابن مصر رحلة مليئة بالإنجازات فى بلاد الغرب، وأصبح أحد أهم الأساطير حول العالم، وهو ما يجعلنا جميعا نشعر بالفخر.
 
بمناسبة عيد ميلاد محمد صلاح، أعيد نشر المقال الذي كتبته عنه قبل عاما، وتحديدًا في عيد ميلاده الثلاثين، لأنه يستحق الاحتفاء الدائم به، وإلى نص المقال:
 
"وقعت فى حب الكرة عندما كنت ألعب فى الشارع مع أصدقائى، وكان عمرى لم يتخط الثامنة تقريبا"، هكذا قال نجمنا العالمى محمد صلاح المحترف فى صفوف ليفربول الإنجليزى عند الحديث عن ذكرياته فى أكثر من حوار سابق للعديد من القنوات الفضائية، حينما تم سؤاله عن طفولته والسر وراء عشقه للكرة، واليوم مع اكتمال عامه الـ30 بات أحد أهم اللاعبين فى تاريخنا وإنضم إلى اساطير العالم.
 
محمد صلاح كان مثل أى طفل يجرى ويلعب الكرة مع أصدقاء الطفولة، كأنه يلوذ بمكان مسحور لم يكن فى حسه تمامًا أنه سيقوده إلى أحلام كبيرة فيما بعد، كان الاختلاف عنده من طبيعة الأمور، كان يذهب إلى مركز الشباب فى قريته نجريج التابعة لمركز بسيون بمحافظة الغربية، ويشعر بشىء من الرهبة والأحلام نحو مستقبل غامض مليئا بالطموحات والآمال.
 
"الموهبة طريقة من طرق تحقيق الأحلام".. اكتشاف مذهل لصبى لم يتجاوز الخامسة عشرة من عمره، لذا كان طبيعيًا ألا يتنازل عن ذلك الاكتشاف، فراح ينمّيها، ساعده فى ذلك والده وأصدقاء الطفولة والكباتن الذين دربوه، فكانوا جميعاً منارته لتطويرها، فلم يعد هناك مفر أمام محمد صلاح لمواصلة هوايته ويستمر فى ممارسة كرة القدم، بعد أن تخطى عقبة رفض والدته لعب الكرة ومساعدة والده، فلم يصدق أنه حصل على موافقة والديه، وبدأ يعدّ نفسه ليكون لاعبًا محترفًا وليس هاويًا.
 
القدر بدأ يلعب لعبته مع محمد صلاح منذ تلك اللحظة، ففى عام 2002 رشحه نصر شتية للانضمام إلى صفوف نادى بلدية المحلة، ولكن صعوبة السفر يوميا من مدينة بسيون لمدينة المحلة جعلته يغادر الاختبارات وعدم استكمال المشوار معهم، ثم الانتقال إلى اللعب مع نادي عثماثون وبعدها الانضمام إلى ناشئين المقاولون العرب، لكنه لم يعد هذا الصبى الصغير، فتطورت أحلامه ناحية الانتقال من محطة اللعب مع الناشئين إلى محطة اللعب مع الكبار، وتم تصعيده إلى صفوف الفريق الأول، وذاع صيته وتألق بشدة.
 
وواصل القدر لعبته مع محمد صلاح ، حيث إن أحلامه لم تتوقف عند محطة فشل انتقاله إلى الزمالك أو الأهلى، فقد شد الرحال إلى أول محطاته فى مشوار الاحتراف فى بازل السويسري، وكانت إدارة المقاولون العرب برئاسة المهندس إبراهيم محلب رئيس النادى خلال تلك الفترة، لها دورًا كبيرًا فى الوقوف إلى جواره وتحقيق حلمه بالإحتراف.
 
لابد من أن شيئًا فى مشوار محمد صلاح الصغير مع المقاولون العرب هو الذى صنع بدايته الكروية بتلك الطريقة، شىء ما يجمع بين المهارة والاجتهاد والتوفيق، شىء ما انتبه إليه نادى بازل السويسرى الذى بدأ يراقبه من أجل التعاقد معه، فمنحه فرصة العمر ورشحه ليظهر فى أول إطلالة للاحتراف الأوروبى، وجعله يغيّر مسار خطواته، وذكاء صلاح تجسد فى هذه المرحلة بعد الاستماع إلى نصائح الجميع.
 
وكان قدر محمد صلاح أن يبدأ مشواره الاحترافى خلال هذا التوقيت فى ظل هذه الأجواء التى شهدت فيها الكرة المصرية حالة من الركود لتوقف النشاط، وعموماً فإن تلك الفترة بإيجابياتها وسلبياتها، هى الفترة الحقيقية التى شكلت وجدان ابن نجريج، فقد جاء موعد بداية تجربة جديدة بعد انتهاء مباريات أولمبياد لندن 2012.
 
وقتها قرر محمد صلاح السير وراء نداهة بازل السويسرى كما قلنا فى السابق، وإتمام التعاقد معه بمباركة من إدارة المقاولون العرب، والتى كان حريصة على تأمين ابن نجريج في بداية مشواره الاحترافى بعقد يضمن مستقبله ومستقبل النادي فى ذات الوقت، وهو ما أكده لى صديقى العزيز المستشار أسامة الصعيدى المشرف العام على الفريق وقتها، وأحد الشهود إلى انطلاقة نجمنا العالمى نحو الاحتراف.
 
بعد محطة الشهد مع بازل،خاض محمد صلاح رحلة مليئة بالانجازات خلال مسيرته مع جميع الأندية التى لعب لها ، مشوار مفتوح رسمه ابن الغربية بجرأة المغامر الذى يعرف قوانين اللعبة جيدًا، ويعرف كيف يؤديها بالمستوى نفسه من التحدى الذى يسمح له بتخطى الحواجز الصعبة، رحلة طويلة ومحطات حافلة صال وجال فيها "فخر العرب"، كما يطلق عليه، عبر خطوات متوهجة بالتألق والاحترافية من مجتمع صغير إلى "بلاد الخواجات" المليئة بالظروف المختلفة.
 
محمد صلاح نجح خلال رحلته فى عبور الحدود الفاصلة بين الشرق والغرب سعيا وراء "نداهة أحلامه" التى كانت تناجيه لفضاء أوسع، فصار نجمًا كبيراً فى سماء الكرة العالمية، بعد تحقيقه العديد من الأرقام القياسية داخل الملاعب الأوروبية عبر اللعب للعديد من الأندية، بدءًا من بازل السويسرى ومرورًا بتشيلسى الإنجليزى وفيورنتينا وروما الإيطاليين، وصولًا إلى صفوف ليفربول، حتى أصبح أيقونة للآخرين من الأطفال الصغار فى مصر والعالم الحالمين بجموح مثل جموحه، ومطمعاً للمغامرين وصائدى الأخبار فى ملعب وسائل الإعلام المختلفة.
 
عندما أسمع  محمد صلاح يسترجع طفولته خلال أحاديثه الإعلامية وآخرها على سبيل المثال مع الإعلامية الكبيرة إسعاد يونس فى برنامج "صاحبة السعادة، أرى أنه لا يكذب ولا يتجمل، كذلك لا يسرد بشكل يبدو أقرب إلى الأسطورة، لأنه دائماً يتخلى عن رداء "النجم العالمى" ويفضل ارتداء ثوب ابن القرية الصغيرة الذى اختبر الحياة وأحب ضعفها قبل قوَّتها، تفتحت عيناه ليجد نفسه وسط أسرة متوسطة يقودها أب وأم عنوانهما الحب والحنان فقط، وهو ما يسعى إلى زرعه فى أسرته وبناته مكة وكيان كما قال بنفسه فى أكثر من مناسبة.
 
التمسك بالأحلام أكثر ما يعجبني فى قصة محمد صلاح، وتصريحاته الأخيرة فى حواره مع مجلة فرانس فوتبول بأنه يسعى بكل قوة إلى الحصول على الكرة الذهبية مستقبلا فى 2022 أو 2023، بعد أن خسر اللقب فى العام الماضي، رغم أنه قدم مستويات رائعة مع ليفربول سواء في الدورى الإنجليزى أو دوري أبطال أوروبا ، كما واصل ضرب العديد من الأرقام القياسية، مما دفع الكثير من الخبراء والنقاد في كرة القدم العالمية يؤكدون أنه أفضل لاعب في العالم حاليا ويستحق الفوز بجائزة البالون دور.
 
خلاصة القول: رحلة محمد صلاح مع الساحرة المستديرة أكدت أن الأحلام ليس لها أجنحة، بل إنها تحتاج فقط إلى العمل المضاعف والتمسك بها حتى تلامسها، فالاجتهاد والإخلاص فى العمل هما عنوان تحقيق الأحلام والنجاح على أرض الواقع، ونحن لمنتظرون تحقيق الكثير من الأحلام مع صلاح لنفتح صفحات جديدة مع حكايته فى الملاعب.

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة