لا أحد يستطيع أن ينسىى مشهد البطل النقيب "ضياء فتوح" وهو يتحرك بشجاعة نحو قنبلة زرعها إرهابيون بمحيط قسم شرطة الطالبية في شارع الهرم لتفكيكها، فتنفجر به ويتطاير جسمه في الهواء، في مشهد أبكى الجميع، عندما قرر الضابط أن يفدي الأبرياء فقدم روحه، لتقرر والدته تحويل منزله لمتحف يضم متعلقاته الشخصية.
والدة الشهيد "ضياء فتوح" تحدثت لـ"اليوم السابع" أكدت أنه لم يهاب الموت يوماً من الأيام، حيث تنبأ بالانضمام لكتيبة الشهداء قبل الحادث بـ 24 ساعة، وتعرض للموت 3 مرات قبل هذا الحادث.
قالت الأم، بحروف قوية وصوت صبور، لا أحد مثلي ، فأنا "أم الشهيد"، نعم ..لقد شرفني ابني حياً وميتاً، فقد وهب نفسه فداء للناس، منذ نعومة أظافره، وهو بطلاً شجاعاً لا يهاب الموت، "فعلاً عرفت أربي".
تضيف الأم، "ضياء" ابني نجا من الموت 3 مرات قبل ذلك، فقد تعرض لانقلاب السيارة مرتين في مأموريات عمل، ونجا بأعجوبة من محاولة استهداف في سيناء، لكن فى المرة الرابعة شاء القدر أن يُسجل اسمه ضمن قوائم الشرف.
وأردفت الأم، لم أبكي على وفاة "ضياء"، ولم أصرخ مثل النساء، فابني مات بطلاً، ضاحكاً مستبشراً بالجنة، فقد شاهد مقعده بها، فلما البكاء بعد كل هذا التكريم!! لقد حرصت على الذهاب لمكان وجود جثة ابني، وشاهدتها ، وتعجب الجميع عندما أطلقت الزغاريد فرحاً به، حتى تستعد الملائكة لاستقباله.
ووجهت الأم رسالة لابنها، قائلة : "الله يرحمك يا ابني ، أعلم جيداً أنك في الجنة، لقد رفعت رأسي عالية، كنت بطلاً ، وكنت تعلم أنك ستموت وتنضم لقوائم الشهداء، فقد طلبت مني الدعاء ليلتها، وكأنك تعلم، أخذت رزقك ،وخلصت عمرك، والمولى سبحانه وتعالى اختار لك حُسن الختام، وكنت دائم أقول لك أن العمر واحد والرب واحد".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة