توفى الإسكندر الأكبر فى بابل سنة 323 قبل الميلاد غير أنه لم يدفن هناك، حيث طالبت أسرته بدفنه في مسقط رأسه بمقدونيا.
ووفقًا لكتاب "قبر الإسكندر الأكبر" لعالم الآثار والأنثروبولجيا البريطانى نيكولاس ساندرز كانت إيجة واحدة من موقعين مرشّحين لدفن الإسكندر، أما الموقع الآخر فكان واحة سيوة، إلا أن بيرديكاس اختار إيجة سنة 321 ق.م.
غير أن بطليموس الأول مؤسس مملكة البطالمة اختطف الجسد وهو فى طريقه إلى إيجة، ووفقًا لما ذكره باوسانياس والمؤرخ المعاصر لتلك الفترة باريان، فقد دفن بطليموس جسد الإسكندر أولاً في ممفيس، ومع نهاية القرن الرابع قبل الميلاد أو بداية القرن الثالث قبل الميلاد، في بداية عصر البطالمة، نقل جسد الإسكندر من ممفيس إلى الإسكندرية حيث أعيد دفنه، ولم يعرف موقع مقبرته حتى الآن على وجه التحديد.
الأديب الراحل عباس محمود العقاد، حاول تفسير الأسباب وراء وجود لغز فيما يخص مكان دفن الإسكندر الأكبر، حيث يقول فى كتابه "يوميات" إن الذى لا شك فيه أن هناك ضريحًا فخمًا أُقيم بالإسكندرية لدفن الإسكندر فيه، وأن هذا الضريح اشتهر باسم "السوما" أي الجسد، كان مقامًا بين أسوار المدينة الملكية التى كانت تشتمل على قصور البطالسة ومدافن الأمراء والأميرات منهم ومن غيرهم، كما كانت تشتمل على بناء الجامعة المشهورة باسم الموزيوم.
ويقول أدين بيفان صاحب كتاب "مصر في حكم البطالسة" عن روايات تؤكد دفن الإسكندر الأكبر بمدينة منف: إن رواية بقاء الرفات أربعين سنة بمدافن مدينة منف مبالغ فيها، وإن الأرجح أن بطليموس الأول هو ناقل الرفات إلى ضريح الإسكندرية الكبير.
وقال عالم الآثار الدكتور زاهى حواس، إن مقبرة الإسكندر الأكبر سيتم العثور عليها فى يوم من الأيام تحت المنازل القديمة فى مدينة الإسكندرية، والأدلة كلها تؤكد أن الإسكندر دفن هناك، وليس فى أى مكان آخر، وسيتم العثور عليها خلال أعمال الحفائر، أو عن طريق الصدفة.
الأباطرة زاروا قبره
اعترف العديد من الأباطرة الرومان بعظمة الفاتح اليوناني لآسيا وأبدوا إعجابهم بمآثره وفقًا للمؤرخين المعاصرين حيث زار يوليوس قيصر قبر الإسكندر الأكبر في الإسكندرية عام 48 قبل الميلاد ، معربًا عن احترامه.
وفي وقت لاحق أخذت الملكة كليوباترا الذهب من القبر لتمويل حربها ضد الإمبراطور الروماني أوكتافيان وفقا لموقع جريك ريبورتر.
وبعد وفاة كليوباترا زار أغسطس مكان دفن الإسكندر في الإسكندرية وقيل إنه وضع الزهور على القبر وإكليلًا ذهبيًا على رأس الجنرال وكتب مؤرخ آخر من العصر الروماني أن كاليجولا زار قبر الإسكندر الأكبر وأخذ درعه.
في عام 199 بعد الميلاد زار سيبتيموس سيفيروس المقبرة في الإسكندرية وأمر بإغلاقها من أجل وقف النهب المستمر.
في عام 215 بعد الميلاد تم نقل العناصر من قبر الإسكندر من قبل كركلا الذي نزع سترة الإسكندر وخاتمه وحزامه وبعض الأشياء الثمينة الأخرى ووضعها في التابوت.
وغمر تسونامي عام 356 ميلادية المدينة بعد سلسلة من الزلازل مما أدى إلى ارتفاع منسوب مياه البحر وتسببت مياه دلتا النيل في غرق الإسكندرية ببطء بمقدار اثني عشر قدمًا منذ عهد الإسكندر.
نظرية البندقية
هناك نظرية تضع قبر الإسكندر الأكبر في البندقية وعلى وجه التحديد في كاتدرائية القديس مرقس بالمدينة.
تم رفض هذه النظرية من قبل العديد من العلماء باعتبارها بعيدة المنال مع سياقها المليء بالعديد من النغمات الدينية غير المقبولة منطقيًا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة