"أنا آنسة، وعندى رهبة شديدة من الرجال، أشعر بالخوف والكره وأنني ضعيفة حين أتعامل مع رجل، وهذا ينعكس على طريقتى فى الكلام والتصرف، أشعر أن كل هذا بسبب تعرضى للتحرش فيما سبق، حتى الآن حين أتعرض للتحرش اللفظي لا يمكنني الرد، أسكت وفقط. تجربتي كانت مريرة وأنا صغيرة لم أفهم ما يحدث ولم أكن أعرف العيب أو الحرام، وحين كبرت أصبح عندي فوبيا من الرجال بسبب كل ما حدث لي. أنا مجروحة جدًا وعاجزة عن مداواة قلبي. خاصة أنني تعرضت للأذى والظلم كثيرًا حتى من عائلتي التي يفترض أن تكون ضهري وسندي. ثقتي لم تعد موجودة وأشعر أني ضعيفة جدًا".
****
القارئة العزيزة، نأسف جدًا لما تعرضتِ له والتجربة المريرة التي عانيتِ منها في الماضي ولا تزال تؤثر على حياتك. ما تعانيه من خوف تجاه الرجال مفهوم ومبرر، بل إن هناك ما يعرف في علم النفس باسم "الأندروفوبيا" ويقصد بالمصطلح "رهاب الذكورة" وهو ينجم عن التعرض لتجربة مؤلمة مع ذكر في الطفولة، وهذا يشمل إساءة معاملة الأطفال والتنمر والتحرش. لذلك قد تشعري بالقلق أو الخوف عندما تكوني بقرب الذكور في الأماكن العامة أو العمل وهو يختلف عن كراهية الرجال، فأنتِ لا تكرهين الرجال وإنما تخافينهم بسبب الصدمة التي تعرضتِ لها. ووفقًا لمركز "كليفلاند كلينك" الطبي الأكاديمي الأمريكي فإن هذه الحالة يمكن التغلب عليها بمساعدة أخصائي نفسي وبمساعدة العلاج السلوكي المعرفي.
وتقول الدكتورة عزة زيان استشاري العلاقات الأسرية إن ما يزيد الأمر سوءًا هو أنك لم تتمكني من الاستعانة بدعم أهلك ومساعدتهم في مواجهة ما تعانينه، خوفًا من رد فعلهم أو من تكذيبهم لك، كما انهم قصروا في القيام بدورهم في حمايتك والتأكد من أنك مع أشخاص مأمونين، ومن ملاحظة أنك تعانين وتتغيرين كما قصروا في دورهم التوعوي مثلما ذكرتِ في رسالتك فلم تعرفي العيب أو الحرام على الرغم من أنه من دور كل أم أن تعرف ابنتها وتوعيها بحدود جسدها وأهمية احترامه وكيفية التصدي لمن يتجاوز الخطوط الحمراء معها.
وتضيف: أشرتِ في الرسالة إلى أنك لا تزالي تواجهين مشكلة التحرش من آن لآخر، ولن يمكنك التغلب على خوفك هذا إذا واصلتِ الصمت، عليكِ أن تعترضي وترفعي صوتك بالرفض إذا واجهتِ التحرش، وعليكِ الحرص على تأمين نفسك، فإذا كنتِ على سبيل المثال تتعرضين للتحرش في المواصلات احرصي على اختيار أماكن أكثر أمانًا في المواصلات وتوقيتات آمنة. وعليكِ مصارحة أهلك بما تعرضتِ له لو لم يكونوا يعرفون بذلك فالكثير من الآباء والأمهات عندهم استعداد للدعم ولكنهم لا يعرفون بوقوع المشكلة من الأساس.
ولتعزيز ثقتك بنفسك عليكِ تقوية شخصيتك بتعلم لغة جديدة أو مواصلة الدراسة أو تعلم مهارة جديدة ليساعدك هذا في تكوين شخصية لكِ، كما أن هناك كورسات تساعد في تعزيز الثقة بالنفس وتساعد في تحسين تعاملك مع الآخرين وهناك كورسات في التعامل مع الجنس الآخر. ومن المفيد أيضًا ألا تضعي نفسك في مواقف تعزز من رهبتك من الرجال كالتواجد معهم في اماكن مغلقة أو السماح لأحد باختراق حدودك الشخصية.
صـفحة وشوشة
يمكنكم التواصل معنا من خلال رقم واتس آب 01284142493 أو البريد الإلكترونى Washwasha@youm7.com أو الرابط المباشر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة