فى مساء يوم (30 أبريل الماضى ) شاهدت اللواء سمير فرج _ الخبير العسكرى _ فى أحد البرامج التليفزيونية وهو يحكى عن دور "رجال الظل" فى استلام جنودنا المتواجدين فى مطار مروى فى السودان بعد أن تم الاتفاق على تسليمهم إلى الصليب الأحمر، وقال اللواء سمير فرج: انتقل جنودنا لمسافة (500) كم لمطار مجهول والحرب كانت مستمرة، وتم تأمينهم وقامت قوات الـ ( G I S ) بإيقافهم وهُم فى الطريق واستلموهم، وتم توصيلهم للملحق العسكرى فى السودان وهذه العملية سميت بـ (صقر 204) وهى عملية من الممكن أن يتم تحويلها إلى فيلم فى يوم من الأيام ليُظهر جهود "رجال الظل".
يومها ، ظللت أسال نفسي عدة أسئلة ، كُنت أتمنى أن أجد لها إجابات ، وهذه الأسئلة هى :
_ متى نُشاهد فيلم ( العملية صقر 204) الذى يحكى بطولات أبناءنا "رجال الظل" الذين رسموا البسمة على شفاه المصريين حينما أعادوا لنا جنودنا من السودان دون أن يُمَس شَعرة واحدة منهم؟
_ هل سنكون على قيد الحياة ونُشاهد هذه البطولات؟، أم سننتظر سنوات طويلة مثلما انتظرنا الكشف عن رأفت الهجان والحفار وغيرها من البطولات التى نفتخر بها لـ "رجال الظل"؟
_ لماذا لا يتم الإعلان عن تفاصيل العملية (صقر 204) طبقاً لما هو مسموح به فقط والذى لا يتعارض مع مُقتضيات الأمن القومى حتى يعرِف الشعب المصرى حجم التضحيات والفداء والمجهود الذى يقوم به رجال لا ينامون ولا يعرفون طعم النوم وإذا ناموا للحظات ينامون بعين واحدة وعينهم الثانية لا تزال مفتوحة وفى حالة يقظة مُستمرة؟
_ مَن مِنا لا يشعر بالحِس الوطنى حينما يسمع موسيقى مسلسل "رأفت الهجان" أو مسلسل "دموع فى عيون وقحة"؟
_ أليس كل مصرى يفتخر بالجُملة الشهيرة التى تقول: نشكركم على حُسن تعاونكم معناً، والتى قيلت فى مسلسل "رأفت الهجان"؟، نحفظها عن ظهر قلب، والآن نحن فى أمَس الحاجة إلى أن نسمعها مرات ومرات ، نسمعها لكى نتباهى بصقور مصر "رجال الظل" ونفتخر بهم وبانتصاراتهم وهُم يسطرونها فى أنصع صفحات التاريخ.
_ لماذا لا يتم تدريس أمجاد صقور مصر "رجال الظل" فى المدارس؟ ويتم إدراج بطولاتهم فى المناهج الدراسية لكى نُعلم أبناءنا وأحفادنا عَظَمة رجال لا نعرف وجوههم ولا يظهرون ويُفضلون العمل فى صمت شريطة أن (تحيا مصر)؟.
نحن ما زلنا نخوض "معركة وعى" فُرضت علينا لكى نواجه كل يوم تحدٍ جديد وخطير يُهدد وطننا ولا بد من استمرار الاستنفار لدى الشعب المصرى، لكى يستمر فى مُساندة رئيسه وجيشه وأجهزته الأمنية والسيادية.. عن نَفِسى أرفض المقولة التى تقول: لا بد ألا يشعُر المواطن المصرى بالتهديدات الذى تُحيط بـ "مصر".. لا .. لا وألف لا .. لأنه إذا حدث ذلك سينفصل المواطن المصرى عن قضايا ومسئوليات وطنه ومن المُمكن أن يتفرغ لاستقبال الأكاذيب، ولهذا أرى أنه يجب على المواطن المصرى أن يشعر بكل التهديدات والمخاطر والتحديات حتى يخاف على الوطن أكثر ولا يؤثر فيه الدسائس أو الأكاذيب التى تستهدف إصابته باليأس والقلق والإحباط.
على مدار التاريخ كانت "مصر" محط أنظار الطامعين والطغاة والغٌزاة، وهذا قُدرها، فقد تكالب عليها المُتربصون، فـ "مصر" تمتلك المجد والتاريخ والحضارة وهى الجائزة الكبرى والكل يريد الفوز بها، فقد تحركت الجيوش من أجل السيطرة على مصر لكنها محفوظة إلى يوم الدين، ولديها "رجال الظل" الأشداء الذين يعلمون كل ما يُحاك ضدها من مخططات خبيثة ويعملون على إفشاله ووأده وإجهاضه.
فى السابق كانوا يقولون: اليد العليا لمن يمتلك البحر، ثم تحولت إلى: اليد العليا لمن يمتلك السلاح، ثم تحولت إلى: اليد العليا لمن يمتلك السماء، ثم تحولت الآن إلى: اليد العليا لمن يمتلك "المعلومات"، وصقورنا "رجال الظل" يمتلكون المعلومات الصحيحة والدقيقة.. وأقول بكل فخر واعتزاز: علينا أن نرفع القُبعات لرجال "مصر" عيون حورس ، الصقور "رجال الظل" الذين يتابعون المخاطر بِدِقة شديدة، ويرصدون الأشرار فى كل الأماكن وفى كل الأوقات ولا يتغافلون عنهم ولو "فيمتو ثانية"، ويكشفون التهديدات ويُحبطونها بكل جسارة، ويَنقضون على الأفاعى فى الوقت المناسب ويلدغونهم لدغة تُصيبهم فى مَقتل لتكون بمثابة درس قاسٍ فى فنون "حرب العقول".
مرة أخرى أقول بكل فخر واعتزاز: يا شعب "مصر" ارفعوا القُبعات لصقورنا "رجال الظل" الذين يتجاوزون اللحظة ويسبقون الخُطى ويحبطون كل المخططات قبل أن تصل إلى مصر، وهذا يؤكد أن مصر ملء قلوبهم وعيونهم وضمائرهم، ومهما ظن العملاء أنهم توغلوا وحققوا أهدافهم وتمادوا فى حيَلِهم فإن الصقور لا تهدأ ومخالبها حاضرة ولا تغفل عيونها التى تحرُس الوطن .. فلن يستطع الطامعون والطغاة والأشرار أن يأكلوا "مصر" ويبلعونها لأن ( "مصر" لحمَها مُر).
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة