الحملة الصليبية الخامسة (1213-1221) كانت محاولة من أوروبا الكاثوليكية لإعادة السيطرة على القدس وبقية الأراضى المقدسة عبر السيطرة على الدولة الأيوبية القوية فى مصر.
فى سنة 1213 استأنف البابا إينوسنت الثالث الدعوة إلى حملة صليبية إلى الشرق، وأرسل وعاظ الحرب المقدّسة إلى أنحاء أوروبا الكاثوليكية، ودامت حملة الوعظ زهاء سنتين، وفى روما فى نوفمبر 1215، انعقد مجمع لاتران الرابع، واتخذ سلسلة من القرارات المبدئية التى تتعلق بتنظيم الحملات الصليبية بشكل عام.
تحددت سنة 1217 موعدًا لبداية الحملة الخامسة، وخطط لها أن تنطق من ميناء برنديسى الإيطالي.
فى سبتمبر 1217 اجتمعت فى عكا لكن لفترة لم يحقق الصليبيون أى جديد، فالجفاف فى السنوات السابقة والمجاعة لعبت دورها كما لعبت الخلافات الداخلية، وتأخرت إنجازات الحملة حتى وصول الفرسان من فريزيا (هولندا) والفرسان الألمان الذين تأخروا فى الطريق لاشتباكهم فى لشبونة فى حرب ضد المسلمين ولم يصلو إلى عكا إلا فى 26 أبريل 1218، حيث كان اندرياش الثانى قد انسحب بقواته منذ يناير من ذات العام اقتناعا منه بعقم المشروع.
وقرر الصليبيون الاستيلاء على دمياط، التى كانت بمثابة مفتاح مصر، ووصلت أولى فصائل الصليبيين إليها فى 27 مايو 1218 واستمر حصارها زهاء سنة ونصف، فى ربيع وصيف 1219 (منهم ليوبولد النمساوي) بسبب الأوبئة وفيضان النيل، ولكن البقية ظلت تحاصر دمياط بعناد، فعانت المدينة الجوع، مما دعى سلطان دمشق للتدخل وعرض السلطان الكامل الذى خلف والده المتوفى حديثًا السلطان العادل فى دمشق، عرض على الصليبيين رفع الحصار عن دمياط مقابل مملكة القدس فى حدود سنة 1187 دون التخلى عن بعض القلاع وعقد صلحًا لمدة 30 سنة لرفع المعاناة وإنقاذ أهل دمياط فى مصر، ومال أغلبية البارونات قبول هذه الشروط، ولكن تدخل نائب البابا، القاصد الرسولى ورفض هذا الأخير العرض.
وفى ليلة الرابع إلى الخامس من نوفمبر عام 1219 احتل الصليبيون دمياط ونهبوها، ولكن فرح النصر كان قصير الأمد، فقد قرر الصليبيون على استكمال الهجوم على المنصورة، فعرض السلطان الكامل سلطان دمشق على الصليبيين نفس العرض الأول ولكنهم رفضوا ثانية، وفى أواسط يوليو 1221 بدؤوا بالهجوم على المنصورة وفى ذلك الوقت بالذات بدأ فيضان النيل فعمل السلطان الكامل بعد هذا الرفض إلى مواجهة الصليبيين فأرسل جيش المسلمين من دمشق وقام بقطع طريق التراجع على الصليبيين وحاصرت قوات المسلمين الصليبيين بأعداد كبيرة فعرفوا بأنهم فى مأزق، فأرسل الصليبيون إلى السلطان الكامل فى دمشق طالبين الصلح معه، وقبل الكامل الصلح إدراكًا منه بخطر المغول، وإنقاذًا لمدن مصر من بطش الصليبيين، ووقع الصلح فى 30 اغسطس 1221 لمدة 8 سنوات، وكان على الصليبيين مغادرة دمياط، ونفّذ الصليبيون ذلك فى أوائل سبتمبر من نفس العام ومنيت الحملة الصليبية بالفشل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة