أحمد التايب

"وداعاً يا أمـــــاه".. خواطر فى ذكرى الأربعين

الثلاثاء، 16 مايو 2023 12:06 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أربعون يوما على رحيل أمى – رحمها الله – نعم الموت حق وهذه حقيقة نؤمن بها إيمانا خالصا صادقا، ونقف بكل إجلال وإكرام لقضاء الله وقدره، لكن الفراق صعب مهما كانت الحياة ومشاغلها، فحقا مأ أصعب من فراق حبيب رحل جسده ولم تغب ذكراه.

 40 يوما يا أمى على قسوة الفراق ولوعته ووجع البُعاد وحرقته رغم رضوخنا للحياة ومتطلباتها لكن ما زالت مرارة الفقد تلازمنا ولا تتركنا.

40 يوما يا أمى .. وأنا أقف دوما أتذكر حياتكِ الطويلة من الكفاح والجهاد من أجلى ومن أجل أشقائى وشقيقاتى، وأتذكر قولك أنتم "زرعتى وثروتى"، فكنت نعم الأم الرحيمة الصابرة الصادقة المتعففة الصديقة الحنونة.

40 يوما يا أمى ..  وأنا أقف أتذكر عزف أنامل يدكِ على آلة الحياة ومخالبها، لترسمى بيدكٍ الحانية لوحة من العطاء والمحبة والوفاء، فكنت الأم الحنونة والمعلمة الجادة والمربية المخلصة والمتحدثة الصادقة فجعلت لحياتنا معنى، وأضأتٍ لنا الطريق، وأنحيت قامتكٍ لنعدل نحن قامتنا.

 40 يوما يا أمى .. ولا أنسى لوحة الوداع الأخير، وأخى "شعبان" يتصل بي لأتيكٍ مُسرعا من القاهرة وآراكِ في سريركِ في المستشفى فتمدى يدكِ الطاهرة لتودعينى في مشهد كسر عودى وأوجع قلبى، لأنكِ لم ترانى بعينكِ لكن روحكِ وقلبكِ هما من ودعانى، لتلتقى ربكِ بعدها بداقائق معدودات وأنتِ صائمة في شهره الفضيل مُحتسبة صابرة مؤمنة بقضائه وقدره.

40 يوما يا أمى ..  ولم ولن أنسى مشاهد وداعكِ المبارك من قبل حشود من الناس، الكل يترحم، ويقص القصص من سيرتك العطرة ومسيرتك الطاهرة ورحلة حياتك المليئة بالحب والعطاء والإنجاز، والجميع يُبادلك المحبة والوفاء والدعاء بالرحمة والمغفرة، ولسان حال الدنيا يقول ما بينكِ وبين الله ليحبب فيكِ خلقه ويُحسن خاتمتكِ، ويشهد لك القاصى والدانى بصلاح حالكِ، وعظم قدركِ، ويضرب بكِ المثل في الخُلق والعطاء والإنجاز.

 40 يوما يأمى .. وقد أيقنت حقا أن الحياة فانية لا محالة، وأن العمل الصالح والسيرة العطرة ومحبة الخلق باقيات صالحات، وأنه إذا غاب الجسد تبقى الذكرى والمحبة والإنسانية.

40 يوما يا أمى .. ولا أملك إلا أن أقول: "وداعا أيتها الروح النقية.. وداعاً يا من كنتِ لنا أما وأباً وعماً وخالاً.. وداعاً يامن وهبتنا حباً وعطاءً بلا حدود.. وداعا يا من صبرت على فراق الأب، وتحملًت وجع الفقد في وفاة "ولديكٍ" د/ صلاح وأ/ صالح، وزوجة ابنكِ صالح، واكتويت بنار الألم لفقد حفيدك "محمد شعبان" ورغم كل هذا الوجع والفراق بقيت تكابرين من أجل البقية، لكنها إرادة الله يا غالية..

وداعاً يا أغلى وأحن وأطهر أم.. "وداعاً يا أمـــــاه" وفى الفردوس الأعلى بإذنه جلً وعلا..









الموضوعات المتعلقة


مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة