أزمات عديدة يواجهها الرئيس الأمريكي جو بايدن، أصبحت أكثر حدة بعد إعلان ترشحه لفترة رئاسية ثانية، بما يثير شكوك حول واحدة من رسائله الأساسية لإقناع الناخبين باستحقاقه للفترة الثانية، وهى خبرته فى الحكم.
وقالت وكالة أسوشيتدبرس الأمريكية إن حملة بايدن لإعادة انتخابه رئيسا فى 2024، والتي تستند إلى إقناع الناخبين بقدرته على الحكم بشكل جيد تواجه تحديات شاقة، من بينها المواجهة فى الكونجرس حول أزمة سقف الديون، والتعامل مع المهاجرين على الحدود مع تخفيف قيود الوباء، والجولة الخارجية الهامة التي تهدف فى مواصلة دعم أوكرانيا واحتواء الصين فى منطقة المحيط الهادى.
وبعد ثلاثة أسابيع، من إطلاق حملة إعادة انتخابه، يواجه بايدن سلسلة كاسحة من المشكلات فى عمله اليومى والتي تتحدى الحلول السهلة، وليست تحت نطاق سيطرته بشكل كامل. ولو كان أفضل شيء يعتمد عليه بابدن فى فرص إعادة انتخابه هو الحكم بشكل جيد، كما يعتقد مستشاروه، فإن الأسابيع القادمة يمكن أن تمثل اختبارا أشبه بالوجودى لطريق بايدن نحو الولاية الثانية.
ويحذر خبراء الاقتصاد من أن الولايات المتحدة تواجه ركودا ، وربما ما هو أسوأ، لو لم يصل بايدن والكونجرس إلى اتفاق حول رفع سقف الديون. ويريد بايدن من الكونجرس القيام بذلك بدون شروط مسبقة، فى حين أن الجمهوريين يريدون فى المقابل خفض الإنفاق لرفع سقف الديون وتجنب أن تتخلف البلاد ولأول مرة عن سداد ديونها.
على صعيد أخر، فإن انتهاء الطوارئ الصحية المرتبطة بكورونا فيما يتعلق بطلبات اللجوء أدى إلى حالة تأهب على الحدود الامريكية المكسيكية. وردت إدارة بايدن بسياسات جديدة لوقف عمليات العبور غير القانوني، بينما فتحت مسارات قانونية لتشجيع المهاجرين المحتملين على البقاء والتقدم إلكترونيا للمجىء إلى الولايات المتحدة. لكن بايدن نفسه كان قد تنبأ بوضع فوضوى مع بدء سريات الإجراءات الجديدة.
وتقول أسوشيتدبرس إن هذه الاختبارات تأتى بينما يستعد بايدن لمغادرة واشنطن يوم الأربعاء فى رحلة خارجية تسمر 8 أيام تشمل اليابان وغينيا باباو الجديدة وأستراليا، والتي سيحاول بايدن خلالها توحيد مجموعة السبع للمواصلة دعم أوكرانيا فى الوقت الذى تستعد فيه كييف لشن هجومها المضاد ضد روسيا.
وكان بايدن قد جعل قدرته على حل المشكلات فى قلب رسائل إقناع الناخبين فى 2020، وهى أساسية فى مساعيه لإقناعهم بأنه مستعد بشكل أفضل لأربع سنوات أخرى فى البيت الأبيض.
وفى مقابلة مع قناة MSNBC هذا الشهر، قال بايدن إن يتمتع بخبرة أكثر من أي شخص ترشح للمنصب على الإطلاق، معربا عن اعتقاده بأنه أثبت أنه نزيه وناجح أيضا.
إلا أن الانسحاب الأمريكي الفوضوى من أفغانستان فى 2021 قوض صورة بايدن كمدير ناجح، وأدى إلى تراجع شديد فى نسب الموافقة على أدائه، والذى لا يزال يعمل على التعافى منه.
فقد وجد استطلاع لأسوشيتدبرس الشهر الماضى أن الموافقة على أداء بايدن تقف عن9 42%، وهو تحسن بسيط عن نسبة 38% فى مارس الماضى. وكان استطلاع مارس قد جاء بعد انهيار اثنين من البنوك الأمريكية، مما أدى إلى اهتزاز الثقة الضعيفة بالفعل فى النظام المالى للبلاد، وكان شعبية بايدن عند أدنى مستوى لها فى رئاسته.
ووجد الاستطلاع أيضا أن 26% من الأمريكيين بشكل عام يريدون ترشح بايدن مجددا، فى تعافى بسيط عن نسبة 22% قالت الأمر نفسه فى يناير الماضى.
ويشير المساعدون إلى أن بايدن دخل البيت الأبيض عندما واجهت البلاد سلسلة من الاختبارات الأكبر منها وباء كورونا وأزمة اقتصادية مرتبطة به وتحالفات دولية متوترة بعد سنوات ترامب الأربع فى الرئاسة.
وقال أندرو باتس، المتحدث باسم البيت الأبيض إن بايدن لا يزال يستخدم خبرته وحكمه للقتال من أجل أسر الطبقة المتوسطة والقيم الأساسية، بما ى ذلك مواجهة تهديد المتشددين م الجمهوريين فى الكونجرس التخلف عن سداد الديون ما لم يتصلوا إلى تخفيض فى الإنفاق.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة