القبة السماوية أو دائرة البروج السماوية تعد أهم كنز علمي وأثري في المعبد وقد تعرف عليها الفرنسيون أثناء الحملة الفرنسية على مصر خلال اقتحامهم الصعيد في عام 1799، وهى معورضة الآن في متحف اللوفر بباريس، ومؤخرًا وخلال افتتاح معرض "رمسيس وذهب الفراعنة" في باريس، طالب عالم الآثار الكبير زاهى حواس بعودتها لموطنها الأصلي ليتم وضعها في معبد دندرة بمحافظة قنا.
و"دائرة البروج السماوية" أو "القبة السماوية" وهى لوحة الزودياك التى سرقت من قبل بطلها فرنسى يسمى سابستيان لويس سولينية، وكان أحد أبناء عضو مجلس النواب الفرنسى آنذاك، قام بنشر دائرة الأبراج السماوية من سقف معبد دندرة ونقلها إلى باريس.
وقال الدكتور عاطف معتمد، أستاذ الجغرافيا الطبيعية بكلية الأداب جامعة القاهرة،في إحدى تدويناته من قبل على مواقع التواصل الاجتماعي:
يقول متحف اللوفر إن الفرنسيين "اكتشفوا" دائرة البروج السماوية وقدموها للعالم، وفي الحقيقة لا يمكن لأي زائر أو رحالة أن يصل لهذه القطعة الأثرية المعلقة في سقف المعبد بالطابق العلوي في غرفة محكمة الإغلاق إلا بدليل خبير عليم من أهل المكان ممن عاشوا وخبروا دهاليز المعبد.
دائرة البروج السماوية
خلال فترتهم القصيرة في مصر التي لم تبلغ أربع سنوات وما أحاط بهم من تحديات الظروف الحربية والصراع مع الانجليز من ناحية والمماليك من ناحية ثانية قام الرسامون المرافقون لحملة نابليون بنقل حرفي - أقرب في دقته لكاميرا التصوير الحديثة- لكل ما تقع عليه أعينهم من الآثار المصرية. ومن بين ما تم تصويره بدقة دائرة البروج السماوية في معبد دندرة.
ومن المدهش أن الشاب الذي لم يغادر باريس ولم يشترك في الحملة – فرانسوا شاملبيون – عكف على دراسة الصورة التي نقلها رسامو الحملة لسقف معبد دندرة واستخرج منها افتراضات تأريخية أثارت نقاشا وجدلا واسعا تسبب في إعادة ترتيب التأريخ الحضاري.
ورغم أن الحملة الفرنسية خرجت من مصر مهزومة، ورغم هزيمة نابليون في أوروبا وعودة الملك لويس الثامن عشر إلا أن الحكومة الفرنسية واصلت اهتمامها بنتائج الحملة الفرنسية وسعت إلى الحصول على دائرة البروج بصخرها الأصلي ونقشها التاريخي وليس مجرد رسم دقيق لها.
لم تكن هذه هي المرة الأولى التي ينتزع فيها الجنود الفرنسيون الآثار المصرية، فأهم أثر من العهد الفارسي في منطقة برزخ السويس انتزعه أحد علماء الحملة ووثق ذلك في بحث من بحوث موسوعة وصف مصر وطالب بلاده بأن ترسل من ينتزع بقية الأثر الفارسي من مصر حتى يمكن دراسته بوضوح والذي يعود إلى عصر داريا الأول.
لا عجب في ذلك، فكتاب وصف مصر يصور الشعب المصري شعبا من البائسين الفقراء يحكمهم مجموعة من اللصوص المماليك، ولا عناية لهذا الشعب بالآثار ولا علاقة له بتعقيداتها العلمية.
بعد خروج الحملة الفرنسية كان قد استولي على الحكم في مصر محمد علي باشا واستطاعت فرنسا في عام 1820 أن تحصل منه على تصريح قانوني رسمي بانتزاع دائرة البروج السماوية من معبد دندرة.
تم استخدام البارود والمناشير في تقطيع سقف معب دندرة لانتزاع دائرة البروج السماوية التي فكت شفرة علم الفلك القديم، فنقلها العمال المصريون في خدمة الفرنسيين وبأوامر محمد علي باشا عبر المراكب في النيل إلى الإسكندرية ومنها أبحرت إلى مارسيليا فوصلت الأراضي الفرنسية في 9 سبتمبر 1821.
وقد أهديت للملك لويس الثامن عشر الذي وضعها بداية في متحف اللوفر ثم أمر بوضعها في المكتبة الملكية ثم انتقلت إلى متحف اللوفر بشكل نهائي منذ عام 1919.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة