أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الخميس، إطلاق صواريخ من جنوب لبنان باتجاه شمال الأراضي الفلسطيني المحتلة، مشيرا إلى أن أكثر من 30 صاروخا أطلقت من الجنوب اللبناني باتجاه مستوطنات الشمال، وقال متحدّث باسم جيش الاحتلال: "نعلم علم اليقين بأنّ هذه نيران فلسطينية. قد يكون من أطلقها حماس، أو الجهاد الإسلامي. ما زلنا نحاول التوصّل إلى نتيجة نهائية بشأن هذه النقطة، لكنّه لم يكن حزب الله" اللبناني.
وأكدت وسائل إعلام إسرائيلية تمكن القبة الحديدية من اعتراض 25 صاروخا، بينما سقطت 5 صواريخ على الأقلّ في مناطق مأهولة، مما أسفر عن سقوط جريح وأضرار ماديّة.
واتهم جيش الاحتلال الإسرائيلي في بيان له حركة حماس بإطلاق ما لا يقل عن 34 صاروخا الخميس من جنوب لبنان باتجاه إسرائيل، بحسب ما أفاد متحدث باسم الجيش، وقال أفيخاي أدرعي المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي على "تويتر": "الجهة التي أطلقت القذائف الصاروخية من لبنان هي حماس في لبنان"، مشيرا إلى أن الحكومة اللبنانية "تتحمل المسؤولية عندما أطلق من داخل أراضيها قذائف صاروخية نحو إسرائيل. إطلاق تلك القذائف يعتبر حدثًا خطيرًا".
بدورها، ندّدت وزارة الخارجية الأمريكية بإطلاق صواريخ من لبنان وقطاع غزة على إسرائيل مع تصاعد التوتر في الشرق الأوسط، وصرّح المتحدث باسم الخارجية الأمريكية فيدانت باتيل للصحفيين قائلا: "نقرّ بحقّ إسرائيل المشروع في الدفاع عن نفسها ضدّ أيّ شكل من أشكال العدوان".
إلى ذلك، أعلن الجيش اللبناني مساء الخميس، عثور وحداته على عدد من الصواريخ التى كانت معدّة للإطلاق في محيط بلدتين في جنوب لبنان، بعد ساعات من إطلاق صواريخ من المنطقة ذاتها باتجاه إسرائيل.
ووصفت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في جنوب لبنان الوضع بأنه "خطير للغاية"، وحضّت الجانبين على "ضبط النفس وتجنّب المزيد من التصعيد".
وقال الجيش اللبناني في بيان إنه عثر "على منصات صواريخ وعدد من الصواريخ المعدّة للإطلاق في محيط بلدتي زبقين والقليلة" في قضاء صور، موضحاً أنه "يجري العمل على تفكيكها". ونشر صوراً تظهر صواريخ ومنصات مثبتة بين أشجار زيتون.
وقال الجيش اللبناني إنه يقوم بتسيير دوريات في المنطقة بالتنسيق الوثيق مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان.
ولم تعلن أيّ جهة على الفور مسؤوليتها عن إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل. ويعد هذا العدد الأكبر من الصواريخ التي تمّ إطلاقها باتجاه إسرائيل منذ العام 2006.
وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام، الرسمية في لبنان، أن "مدفعية الاحتلال الإسرائيلي قصفت بعدد من القذائف الثقيلة (...) أطراف بلدتي القليلة والمعلية".
في عمان، قال نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني، أيمن الصفدي، الخميس، إن إسرائيل تقوض معاهدة السلام مع الأردن ومع بقية الدول العربية باعتداءاتها الأخيرة على المسجد الأقصى.
وأوضح الصفدي خلال مقابلة على قناة سي.إن.إن الأمريكية، أن "إسرائيل تصعب أمامنا مهمة الانخراط بأي نوع من محادثات السلام وتقوض معاهدات السلام بينها وبين الأردن ودول عربية أخرى".
وبحسب الصفدي فإن "ما تفعله إسرائيل الآن يدفعنا جميعا نحو حلقة من العنف وتجعل من العمل المشترك لمصلحة الجميع مستحيلا".
وذكر الصفدي: "قلنا دائماً أن احترام حق الفلسطينيين في حرية العبادة، والسماح للناس بالعبادة بحرية، وعدم اقتحام الأقصى سيمنع اندلاع أعمال العنف". لكنه قال: "لسوء الحظ فعلت إسرائيل العكس تماماً، ونحن نمر في هذه اللحظة الخطيرة للغاية".
وأضاف: "الأمر الآن بيد إسرائيل لتكف أيديها عن الهجمات الاستفزازية على المسجد الأقصى، وأن تمنح الفلسطينيين حرية العبادة"، مشيرا إلى أن "إسرائيل تضيق الخناق على الكنائس مع اقتراب عيد الفصح".
وقال إن "الحديث عن السلام يكمن بعدم مضي إسرائيل بالأجندة الراديكالية لبعض أعضاء" حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وقال إن التصعيد الذي حدث اليوم على الحدود الإسرائيلية اللبنانية هو "حصيلة العدوان الإسرائيلي غير المبرر" الذي رأيناه في المسجد الأقصى. وقال الصفدي: "نحن الآن بموقف خطير، وهو ما عملنا لأشهر من أجل أن نتفاداه، وهي لحظة أن يندلع فيها العنف".
وأوضح: "ما نراه يتجلى على الحدود اللبنانية هو رد فعل لما حدث في الأقصى نتيجة العدوان الإسرائيلي غير المبرر على المصلين المسالمين الذين يؤدون فروضهم الدينية، لقد رأينا هذا من قبل، لا يمكنك فعل الشيء نفسه وتوقع رد فعل مختلف".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة