تحل اليوم الذكرى ميلاده الـ 85، على ميلاد الأديب الكبير يحيى الطاهر عبد الله، إذ ولد فى 30 أبريل عام 1938، ورحل مبكرًا فى 9 أبريل عام 1981، أحد أعلام جيل الستينيات، حيث أطلق عليه البعض "شاعر القصة القصيرة"، بعدما يحول جماليات الصعيد وحكاياته وأساطيره الخالدة إلى صور من لحم ودم، يصف فيها الموروث الشعبى لأهل الجنوب، ويرسم فيها العلاقات المليئة بالدفء والحنين التى يتسرب إلينا عبر قصصه.
تدور كثير من أعمال الأديب الكبير الراحل يحيى الطاهر عبد الله عن المهمشين والفقراء الهاربين من واقعهم الضيق القاس إل رحابة عالم الأساطير والخرافات مستنجدين بطوق نجاة يلقون فى بحر متلاطم من حياة جافة، ومن أشهر تلك الأعمال روايته الأشهر "الطوق والأسورة"، لكن أيضا في أعماله الأخرى كان هناك تأثر واضح بالأسطورة، محاربته للخرافة.
وفي حكايات في القصصية والروائية وحضور قوي لعالم الأسطورة والخرافة، ويستخدم يحيي الطاهر الرمز ببراعة شديدة في أعماله ليعبر من خلاله عن انسحاق المواطن تحت وطأة آلات القهر والظلم، وفي مقدمته للأعمال الكاملة يقول الدكتور جابر عصفور: كانت قصة (جبل الشاي الأخضر) أول ما لفت انتباهي إلي كتابة يحيي الطاهر عبد الله، حفرت حضورها في ذاكرتي بوصفها مثالا دالا علي عالم يحيي الذي تجسد أول ما تجسد بقرية كالكرنك، وجسدها بوصفها نموذجا لأشباهها من القري الغارقة في الفقر والخرافة.
وبحسب دراسة بعنوان "العالم الافتراضي في أدب يحيى الطاهر عبد الله بين الواقع والمعتقد الشعبي" للباحث فتوح أحمد قاسم نشرت بمجلة كلية الآداب بجامعة بورسعيد، فأن الأسطورة تمثل ملمحاً أساسياً في قصص يحيي الطاهر القـصيرة وكـذلك فـي الروايـة، وفـي مجموعتـه" ثـلاث شـجرات كبيـره تثمـر برتقـالاً" تكـشف بعـض قصـصه عـن بعـد أسـطوري، هـذا البعـد الأسطوري منحوت من ركام الحس والبعد الحضاري لبيئة الصعيد المتوهجة.
ويوضح الباحث في دراسته سالفة الذكر أن "يحيـى الطـاهر" حـاول ترسـيخ دور الخرافـة فـي تحريـك الأحـداث وكأنهـا عالمـه الافتراضـي الجديـد المـوازي للعـالم الـذي يحـب أن يح ،يـاه فـلا يمكـن أن نغفـل الموروثـات الخاصـة بالبيئـة التـي عايــشها الكاتــب ؛نحــو:قــانون الرجولة الـشرف الــذي يكـسب صــاحبها الحريـة، وعنــدما يعجــز هــذإ القانون في أن يكسب صاحبه حريته وارادته يلجأ إلي عالم افتراضي جديد يحقق له ما يريد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة