بعدما أبدى اعتراضى على مسلسل كليوباترا Queen Cleopatra الذى سيظهر قريبًا على إحدى المنصات العالمية، وهو أمر خطير ليس فقط بسبب المسلسل لكن بسبب المعنى الكامن خلفه، معنى "أن يكتب الآخرون لك تاريخك".
إن الاعتراض على مسلسل كليوباترا سببه واضح وبسيط يتمثل في تزييف التاريخ، فلا يجوز بأى سبب من الأسباب أن يقدمنا الآخرون من وجهة نظرهم، وحسب أجندة أفكارهم، وكى نفهم الأزمة ببساطة دعونا نتخيل مشاهدة فيلم يقدم "بيليه" لاعبا أبيض البشرة أو "كريستيانو رونالدو" لاعبا أسود البشرة، أى أننا لسنا ضد الأبيض والأسود، لكن ضد تزييف التاريخ ووضع الأشياء فى غير مكانها.
نعم، تاريخ مصر عظيم ومغري، وحافل بالحضارة، ونحن حراس على هذه الحضارة، ودورنا هو إعادة اكتشاف حضارتنا دائما، بكل الفنون من كتابة وتمثيل وغناء ورسم وغير ذلك، لن نستطيع مواجهة "الآخرين" إلا بتوفير مادة حقيقية، بمعنى بسيط لماذا لا نقدم نحن أفلام وثائقية عالمية عن كليوباترا ورمسيس وتوت عنخ آمون وأحمس وهكذا نعود بالتاريخ إلى أوله وآخره.
لماذا لا تنشر مجلاتنا الثقافية ملخصات البحوث العلمية المتعلقة بعلم المصريات، ونترجمها للغات العالمية وننشرها فى مجلات عالمية، لماذا لا نعلى من الأبحاث الأجنبية التى تنصف حضارتنا، لماذا لا نشغل نحن العالم بتراثنا وحضارتنا بدلا من أن يشغلنا هو بخيالاته المريضة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة