إن أكبر معركة يجب أن يخوضها الإنسان هي معركته مع نفسه، معركة ينتصر فيها حب العدالة على شهوة الحقد، فيصبح إنسانا مسالما لا يحمل غلا ولا حقدا لأحد، فالذين يحاولون استئصال الحقد والكراهية من نفوسهم هم الشجعان فقط، أما الذين لا يحاولون فهم الجبناء والعاجزون.
تجسد الدراما الواقعية، هذه النماذج من الحاقدين، الذين تتربع على قلوبهم شهوة الحقد والغيرة من غيرهم، حتى لو كانوا أقرب الناس إليهم، يظهرون عكس ما يبطنون، هم لطفاء المظهر خبثاء النوايا، كتلك الشخصية التي تجسدها الفنانة إيمان العاصي في مسلسل جعفر العمدة، والتي يستهجنها الجميع، لكنها موجودة بيننا على أرض الواقع، وإن كانت استثناءً من قاعدة.
من منا، لا يُعاني، من أشخاص يحقدون عليه، في أي شيء، في "المنصب والمال و الأسرة" أو حتى على "حُب الناس" و"الستر والصحة وراحة البال"، كلها أمور، باتت موضع حسد وحقد من البعض.
نتحدث هنا عن "حالات فردية" ومحدودة للغاية، لا يمثلون رقمًا صحيحًا، لكنهم موجودون للأسف في مجتمعنا، ترتسم على وجوههم البسمة، لكنهم مرضى قلوب، إذا تمكنوا يروغوا منك كما يروغ الثعلبُ، هم مرضى القلوب، فاحذروهم حتى تستقيم حياتكم، لا تحدثوهم عن أموركم الخاصة، حتى لا يفسدوها بحقدهم وغلهم.
هؤلاء الحاقدون مرضى القلوب، تكلفهم الكراهية أكثر من الحب، لأنها إحساس غير طبيعي، إحساس عكسي مثل حركة الأجسام ضد جاذبية الأرض، تحتاج إلى قوة إضافية وتستهلك وقوداً، فارحموا أنفسكم من الحقد فإنّه عَطب، نار وأنتم الحطب، فالحقد موجود داخل الانسان كوحش نائم اذا اطعمه مره طالب بالمزيد واشتد حتى يلتهم صاحبه، فطاقة الحقد لن توصلكم الى مكان، لكن طاقة الصفح التي تتجلى في الحب فتحول حياتكم بشكل إيجابي.
دربوا أنفسكم على أن "الكُره" يرتجف أمام الحبّ، والحقد يهتز أمام التسامح، والقسوة ترتعش أمام الرقة واللّين، فالحقد يشل الحياة والحب يُطلقها، والحقد يربك الحياة والحب ينسقها، والحقد يظلم الحياة والحب يُنيرها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة