القت صحيفة "تايمز" البريطانية الضوء على كيف يعيش الرئيس الاوكراني فولوديمير زيلينسكي ووزراء حكومته ومستشاروه خلال الحرب بعد اكثر من عام الان على بدايتها من داخل " بنكوفا" مقر الحكومة الأوكرانية.
قالت الصحيفة ان الشئ الأكثر غرابة هو مدى الظلام الذي يحيط بداخل "بنكوفا"، إذ يتم إغلاق كل ستارة وإطفاء كل الأنوار لتقليل خطر استهداف المبنى بالهجمات الجوية أو القناصة، وأشارت التايمز الى انها كانت تعتقد ان الظلام تدبير مؤقت بسبب الهجمات الروسية الأخيرة الا انها علمت انه دائم.
كلمات مرور سرية لا معني لها
"بنكوفا"، وهو كتلة خرسانية من المكاتب، محاطة بحلقة من الفولاذ، وتتتالى فيها نقاط التفتيش مع حراس مسلحين في كل شارع يحيط بها، مع السماح بالدخول فقط لمن لديهم الوثائق وجوازات السفر الصحيحة، ولا يمكن للسيارات المدنية الاقتراب، والجنود يطلبون من المشاة كلمات مرور سرية تتغير يوميا، وهي في الغالب عبارة عن كلمات مصطنعة ولا معنى لها يصعب على الروس نطقها.
ووفقا للتقرير، النوافذ والابواب داخل "بنكوفا" جميعها محجوبة باكياس من الرمل بعد تعرض زيلينسكي لعدد من محاولات الاغتيال ففي مارس الماضي، كشف أوليكسي دانيلوف رئيس مجلس الأمن القومي الأوكراني أن الرئيس نجا من 3 محاولات اغتيال بأسبوع واحد فقط.
حماية الرئيس إذا وقع حصار
يوجد داخل مقر الحكومة الأوكرانية نقاط اطلاق نار واضحة الهدف منها مساعدة القوات الأوكرانية في حماية الرئيس حال وقوع حصار
وروت مراسلة التايمز ما حدث داخل بنكوفا، حيث قفز جندي كان جالسا في مكان قريب منها ليقف على قدميه، ولفت آخرون في الغرفة التي تجلس داخلها الكاتبة الانتباه إلى أن زيلينسكي، الذي يمكن التعرف عليه بوضوح من خلال حجمه الصغير وغطاء رأسه الأسود الذي يحمل عبارة "أنا أوكراني" كان يمر من الغرفة متبوعا بمجموعة من المستشارين.
وكان أندريه يرماك، الصديق المقرب للرئيس وأكبر مستشاريه، بين من تبعوا زيلينسكي، وكان الاثنان قد عادا للتو من مهمتهما الدبلوماسية إلى أوروبا.
قال احد مساعدى زيلينسكي انه العيش في الظلام بعيدا عن زوجته واطفاله هو من اكثر الأشياء التي تشكل ضغط على الرئيس الاوكراني، مشيرا الى ان الرئيس الاوكراني نجح في ترتيب رؤية ابنه كيريلو البالغ من العمر 10 سنوات مره كل 10 أيام
تعهد بعدم إفشاء المعلومات
وكان على المدعوين للعيش جنبا إلى جنب مع زيلينسكي بالقبو تحت الأرض التعهد بعدم إفشاء أي معلومات حول تصميم القبو أو موقعه أو وسائل الراحة به. ولم يُسمح لهم حتى بالتحدث عن الطعام الذي تناولوه.
وعايش الفريق، معزولا في الأسفل، الحرب من خلال أجهزة آيفون الخاصة بهم وكانت أيام زيلينسكي في الغالب عبارة عن سلسلة من الاجتماعات والمقابلات والمكالمات مع زعماء العالم وكان نومه متقطعا وغالبا ما يكون مضطربا.
خطاب مدته 40 ثانية
على الفريق داخل بنكوفا أن يبتكر. وكانت اللحظة الحاسمة عندما خرج زيلينسكي وكبار المستشارين الآخرين لفترة وجيزة من مخبئهم تحت الأرض الليلة الثانية من الهجوم، بينما كانت القوات الأوكرانية تقاتل الروس في الشوارع القريبة، لتسجيل خطاب مدته 40 ثانية لشعبه.
وكان مقطع الفيديو، الذي تم تسجيله في وقت متأخر من الليل على هاتف الرئيس، ردا على التضليل الروسي بأنه غادر البلاد. وقال زيلينسكي "نحن جميعا هنا. نحن في كييف. ندافع عن أوكرانيا".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة