رسالة الإمام.. الأحواف يواجهون قافلة الوالى والإمام الشافعى.. من هم الحوفيون؟

السبت، 25 مارس 2023 07:30 م
رسالة الإمام.. الأحواف يواجهون قافلة الوالى والإمام الشافعى.. من هم الحوفيون؟ رسالة الإمام
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
خلال الحلقة الثانية من مسلسل "رسالة الإمام" للنجم خالد النبوي، الذى يعرض ضمن موسم مسلسلات رمضان 2023، ويدور حول سيرة الإمام الشافعي، حيث واجه عدد من "الأحواف" قافلة الوالي الجديد لمصر، وكادت الأمور تصل إلى الاقتتال، لولا تدخل الإمام الشافعي والذى قرأ عليهم بعض من آيات الذكر الحكيم منها الآية الكريمة "واعتصموا بحبل الله جميعاً ولاتفرقوا" ما جعل الحوفيين بالسماح لقافلة الوالى دون قتال.
 
والذى لا يعرفه البعض أن "الأحواف" أو الحوفيين، هم أهل الحوف، وهم سكان منطقة "الحوف الشرقي" وهو اسم كان يطلق على المنطقة الواقعة شرقي فرع دمياط من النيل، وكان العرب قاموا بتقسيم أراضي الدلتا إلى قسمين بعد الفتح العربي، هما: الحوف والريف وكان الحوف يشمل الأراضي الواقعة شرق فرع دمياط من عين شمس إلى دمياط وكان الريف عبارة عن بقية أراضي الدلتا إلى الإسكندرية. وجعل العرب مراكز الحوف 14 كورة والريف 31 كورة وكانت الكورة تعادل في مساحتها المركز في الوقت الحاضر. ثم عدل هذا التقسيم في القرن الثالث الهجري وصارت أراضي الدلتا أقسام هي الحوف الشرقي والحوف الغربي وبطن الريف ثم ألغى في عهد الفاطميين واستبدل به تقسيم آخر كانت فيه مصر مقسمة إلى 22 إقليماً.
 
لكن في المسلسل يظهر الاحواف غاضبون لدرجة أنهم كادوا يدخلون في قتال مع جنود الوالى قبل أن يتدخل الإمام الشافعى ما هو سبب ذلك الغضب الذى جعل أهل الحوف يحاولون الحرب مع الوالى الجديد؟
 
بحسب دراسة الكاتب فاروق عطية، فأنه توالى علي مصر في الفترة بين 172 حتي 177هـ سبعة ولاة آخرهم يدعى اسحق بن سليمان الذي بدأ ولايته بفرض زيادة في الخراج مما أصاب المصريين بالغضب فقام عليه أهل الحوف بالوجه البحري وحاربوه وقتل في هذه الواقعة خلق كثير.
 
وأوضح عطية في دراسته المعنونة "كميت (مصر) في عهد الخلافة العباسية" فأنه في سنة 186هـ تولي علي مصر الليث بن الفضل (في خلافة هارون الرشيد) الذي أرسل مساحين ليعيدو مساحة الأراض الزراعية وأمرهم أن ينقصوا من القصبة بضع أصابع مما يزيد الضرائب عليها، فتظلّم أهل الحوف إليه فلم يستجب لهم فتجمهروا عربا وأقباطا وساروا إلي الفسطاط فخرج إليهم الليث بعسكره وبادرهم بالقتال فهزموه، بعدها جمع المزيد من العسكر وهجم عليهم فهزمهم واقتفي أثرهم حتي وصلوا لمنطقة تسمي عيفة وقتل منهم خلق كثير وقبض علي ثمانين من زعمائهم وقطع رؤوسهم وعاد بها إلي الفسطاط وعرضها علي الناس، فتسبب ذلك في المزيد من الفتنة وامتداد الثورة إلي أغلب جهات الوحه البحرى.
 
ويوضح المفكر الإسلامي أحمد صبحى منصور في إحدى مقالاته التركيبة السكنية لأهل الحوف، موضحا أن قبل خلافة هشام بن عبد الملك لم يكن من قبائل  قيس بمصر إلا بعض البيوت من قبيلتي فهم وعدوان، ثم وفد ابن الحبحاب علي الخليفة هشام بن عبد الملك وسأله أن ينقل إلي مصر بعض قبائل أخري من قيس، وكان ذلك في ولاية الوليد بن رفاعة علي مصر، فأذن هشام في أن  يهاجر إلي مصر ثلاثة آلاف من قبائل قيس وأن يحول ديوانهم إلي مصر بشرط ألا ينزلوا الفسطاط عاصمة الحكم وقتها.. فأنزلهم الحبحاب في الحوف الشرقي. وهناك رواية أخري تقول إن ابن الحبحاب في ولايته علي مصر كتب إلي هشام بن عبد الملك يعرض عليه أن ينقل بعض قبائل قيس إلي الحوف الشرقي حول بلبيس بالذات حيث لا يضر ذلك بأحد وحيث تخلو المنطقة من الوجود العربي، فوافق هشام.
 
ويفسر "منصور" في مقالة له بعنوان "صراع العباسيين مع القبائل العربية في مصر" سبب الخلاف بين الدولة العباسية وأهل الحوف، موضحا أن الدولة العباسية بسياسة جاءت جديدة احتل فيها الفرس موقع الصدارة، ولم يرض العرب في بغداد وغيرها عن ذلك، وحدث نوع من التوتر بين أعراب قيس الذين استوطنوا الحوف الشرقي وبين السلطات العباسية في مصر، تلك السلطات التي تركت الفسطاط وأقامت عاصمة جديدة هي العسكر، وفرضت زيادة جديدة في الضرائب سنة 178 وهي زيادة أجحفت بالمزارعين، وكان ذلك في ولاية إسحاق بن سليمان بن علي العباسي.
 
وثار أعراب قيس علي تلك الزيادة وجمعوا فرسانهم وأقاموا لهم عسكرا منع تحصيل الضرائب، فبعث إليهم الوالي العباسي جيشا لم يستطع إخماد ثورتهم، فأرسل إلي هارون الرشيد يطلب المدد فأرسل  له بجيش هائل يقوده هرثمة بن أعين، ونزل ذلك الجيش الحوف الشرقي فأخاف القيسيين وأذعنوا ودفعوا الخراج كله.
 
بعد الهزيمة الكبيرة التي تعرض لها جيش الوالى العثمانى كما ذكرنا سلفا على لسان الكاتب فاروق عطية، يوضح الدكتور أحمد صبحى منصور أن تلك الهزيمة المنكرة لم تخضع القيسيين بل أثارت فيهم نزعة الثأر والانتقام فعادوا إلي منع الخراج، وخشي الوالي أن يخسر أمامهم الجولة التالية، فسافر بنفسه إلي بغداد في محرم سنة 187 ، وطلب من هارون الرشيد أن يزوده بجيش قوي لأنه لا يستطيع تحصيل الخراج من الحوف الشرقي إلا بقوة الجيش . وكان حاضرا محفوظ بن سليم ذلك المجلس ، فضمن للرشيد خراج مصر عن آخره بلا سوط ولا عصا، فولاه الخراج وعزل الوالي ليث بن الفضل.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة