آلاف السفن تعبر قناة السويس شهريا، كلها تصل إلى وجهتها آمنةK سفينة واحدة فشلت فى العبور عشرات المرات، هى سفينة الشائعات التى تستهدف المجرى الملاحى العالمى متوهّمة أن قناة السويس يُمكن أن تكون مدخلا للوصول إلى قلب مصر.
قرابة 10 سنوات ترددت فيها عشرات الآلاف من الشائعات التى استهدفت كل تفاصيل الجبهة الداخلية المصرية، من سياسة واقتصاد واجتماع وأمن، ومن دعوات تظاهر ومحاولات إثارة فوضى، كلها باءت بالفشل ليتأكد للجميع مناعة الدولة المصرية وحصانة جبهتها الداخلية وأن حدودها عالية ومُحاطة بسياج وطيد من الوعى وتماسك المجتمع خلف قيادته على أرضية من المكاشفة وصدق المسار وإخلاص النوايا لله والوطن.
كانت المحطة الأخيرة دعوات 11/ 11 الفاشلة، لتعود ميليشيات الشائعات أدراجها متأكدة من صعوبة اختراق مصر من الداخل، فكانت وسيلتها الجديدة أن ترفع أعلام دول أخرى على سفنها المتهالكة، وتحاول عبور قناة السويس متوهمة أنها يُمكن أن تصل إلى وجهتها السوداء.
آخر المحاولات الفاشلة أمس، عندما سعى أصحاب سفينة إلى التسلل عبر قناة السويس بلافتة "منح شركة أجنبية حق إدارتها لمدة 99 سنة"، وقبل أن تنفى هيئة قناة السويس الشائعة المضحكة، كان ملايين المصريين فى مقدمة المتصدين للعبة الجديدة بالنفى والتفنيد والسخرية، رادّين على التزييف الواضح بآلاف من الكوميكس والردود الموضوعية والمعلومات والحقائق والأرقام.
تلا ذلك رد قاطع وحاسم من هيئة قناة السويس على لسان رئيسها الفريق أسامة ربيع، ما أجبر مزور العقد المزعوم ومروّجيه على حذف التغريدات، إلى درجة أن عناصر من المحسوبين على جماعة الإخوان الإرهابية تبرأوا من الكذبة التى روجوّها وحاولوا غسل أيديهم على غير الحقيقة.
الكذبة الأخيرة ليست جديدة، وسبقتها خلال الفترة الماضية شائعات عديدة منها نفس الكذبة عن منح حق الامتياز، وغيرها بصيغ وعناوين أخرى زعمت اعتزام الدولة المصرية إنشاء صندق لهيئة قناة السويس يُمكّنها من بيع أصولها، ورغم انكشاف الأمر مرة تلو أخرى لم يتوقف الساعون إلى إثارة البلبلة عن إعادة إنتاج أكاذيبهم، وكأن قناة السويس الأمل الأخير لديهم فى محاولات اختراق مناعة الجسد المصرى بعدما فشلت كل محاولاتهم وأكاذيبهم طوال الشهور والسنوات الماضية.
منذ ثورة 30 يونيو أسّس الإخوان وحلفاؤهم استهدافهم للدولة المصرية على عناوين داخلية تستهدف إثارة الشارع المصرى ورفع حرارته، فطالت أكاذيبهم أمور السياسة والاقتصاد والمشروعات والتنمية والأسعار وغيرها، ودعوا إلى عشرات المواعيد لشحن الناس وإثارة الفوضى، ومع فشل كل المحاولات فى النيل من تماسك الجبهة الداخلية، ركبّت لجان السوشيال ميديا وميليشيات الخصوم والأعداء سفينة ترفع أعلاما أجنبية، متوهّمة أنها يُمكن أن تعبر قناة السويس من حيث إنها ممرا ملاحيا عالميا يشق جغرافيا مصر، ومن جديد تفشل المحاولات وتجنح سفينة الأكاذيب.
ومن المؤكد أن المحاولات لن تتوقف، والفارق أنهم اكتشفوا أن مناعة شريان الملاحة العالمى بقوة مناعة الجسد المصرى، وأنها مُحصّنة كحدودها، ومتماسكة وعالية الأسوار وعصيّة على الاختراق مثل الجبهة الداخلية وتلاحم صفوف المصريين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة