أصدرت الهيئة المصرية العامة للكتاب، برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين، كتاب "شعراء النقائض والتحولات الجديدة في الشعر العربي عصر بني أمية"، للدكتورة عواطف يونس.
واهتم الكتاب بدراسة ظاهرة النقائض وما حدث للشعر العربي من تطور وتجديد في عصر بني أمية، فهو في محافظته على العناصر البدوية واستقرارها في كيانه ومتنه إلا أنه تطور وتجدد في كل جوانبه بفعل التطورات والتجديدات التي حدثت في ظروف الحياة نفسها في ذلك العصر، سياسيا واجتماعيا ودينيا وثقافيا وعقلياً، وهذه التحولات والتطورات لم تأت فجأة، ولكنها ممتدة وقديمة قدم الزمان ولها جذورها العميقة في أرض الأدب العربي.
واختار الكاتب هذا العصر الأموي وتناوله بالبحث والدراسة لأنه، من وجهة نظره يُعتبر البداية التي شهدت هذه التطورات والتحولات في كل مناحي الحياة مما أثر بدوره على الأدب العربي عامة وبخاصة الشعر العربي في فترة بني أمية، وبدأت التحولات تظهر على أغراض الشعر، وعلى القصيدة العربية بشكل عام، وكان من اللافت ما أحدثته هذه التحولات والتطورات على فن الهجاء وتحوّله إلى النقائض التي مثلت علامة بارزة وظاهرة لافتة في الشعر في العصر الأموي، ومن ثم أثَرْتُ دراسة هذه الزاوية وتناولها، مرورًا بالهجاء العربي على مر العصور الأدبية وما لحق الأساليب الهجائية من تطور وتحول، كما أنه أثر على تناول هذا العصر الأموي لأنه - بحق - يمثل مرحلة مهمة من مراحل تاريخ الأدب العربي، وهي مرحلة من أزهى عصور الأدب مرحلة التميز والتجارب الفريدة، ومرحلة النقلة النوعية والتقاء الحضارات، مما أثرى التجارب الشعرية وغير ما بأنفس العرب من ثوابت وخَلَقَ نماذج مبتكرة في الإبداع، فنجد الغزل على سبيل المثال يتحول عند ابن أبي ربيعة عن طبيعته المألوفة وهي غزل العاشق يصف حبه لمعشوقته إلى طبيعة جديدة مغايرة وهي غزل معشوق يصف حب المرأة العاشقة له وبذلك استحدث لونًا جديدًا في الشعر الأموي، وقد صاغ ديوانًا يحتوي مقطوعات غزلية وأدوارًا نظمها خصيصًا للمغنين والمغنيات، بالإضافة إلى أنه أحدث خلافًا وضجة في فن الغزل العربي، فمن ينظر إلى الغزل عنده يجده في جوهره عن الغزل القديم، سواء من حيث المرأة الحبيبة التي يتحدث عنها ويغازلها.
وقد جاءت هذه الدراسة في أربعة فصول: تناولتُ في الفصل الأول التعريف بالنقائض لغة واصطلاحًا، ثم أصل النقائص وقيامها على فن الهجاء وتناولت الهجاء في بعض الآداب العالمية ثم في الأدب العربي وعرضت أنواع الهجاء التي منها: الهجاء الشخصي والهجاء الأخلاقي والهجاء السياسي والهجاء الديني والاجتماعي، وكيف تحوّل الهجاء إلى نقائض؟
وفي الفصل الثاني تناولت شعراء النقائض وفرسانها الثلاثة (جرير والأخطل والفرزدق)، تناولت حياتهم ونسبهم وكنيتهم وطفولتهم وشبابهم وأزواجهم وأبناءهم وأغراض شعرهم ومكانتهم في طبقات الشعراء، وآراء النقاد حولهم، ونماذج من شعرهم والعوامل التي أثرت فيه وغير ذلك من أخبارهم.
وفي الفصل الثالث تناولت ظروف العصر الأموي السياسية والاجتماعية وطبقات المجتمع الأموي وغيرها من ظروف الحياة والتحولات التي طرأت على الشعر في عصر بني أمية، أما الفصل الرابع فقد تناولت فيه نماذج من النقائض، وقد تناولت بداية نقائض جرير والأخطل، ووضحت الدراسة أسباب الخصومة بينهما، ثم نماذج من النقائض التي دارت بينهما واستعرت نيرانها، ثم بعض المقارنات بينهما، وبعد ذلك تناولت النقائض بين جرير والفرزدق، وأسباب الخصومة بينهما، وبعض النماذج من النقائض ومقارنة بينهما، ثم مقارنة عامة بين نقائض الشعراء الثلاثة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة