تحل اليوم ذكرى ميلاد الشاعر حافظ إبراهيم الذى ولد فى محافظة أٍسيوط عام 1872 ورحل عن عالمنا عام 1932 ، وقد عرف شعره فذاع صيته حتى لقب بشاعر النيل من صديقه أمير الشعراء أحمد شوقى كنا لقب أيضا بشاعر الشعب.
نشأ حافظ إبراهيم فى حجر الفقر واليتم فقد مات أبوه وخلفه لأعاصير الحياة وهو فى الرابعة من عمره، فحملته أمه إلى بيت خاله وهو مهندس متواضع ضيق الرزق فى مصلحة التنظيم فعالهما، وانتقلت الأسرة إلى طنطا، حيث تلقى حافظ تعليمه بالكتاتيب فى طفولته، فما أن أدركه الصبا حتى نفر من هذا لعلم وتطلع المتطلعات الأدبية، وضاق به خاله وأحس حافظ بهذا الضيق فترك له البيت بعد أن كتب له هذين البيتين:
ثقلت عليك مؤونتى
إنى أراها واهية
فافرح فإنى ذاهب
متوجه فى داهية
ونشر الشاعر الكبير الراحل حافظ إبراهيم الجزء الأول من أشعاره مع تعليق "محمد إبراهيم هلال بك" عام 1901، ولم يضم هذا الجزء المنشور قسما كبيرا من شعره فنشر بعدها الجزء الثّاني عام 1907، والثّالث نُشر عام 1911 ثم لم ينشر شيئا بعدها فجمعت أشعاره بعد ذلك في كتب نشرت داخل مصر وخارجها.
وقد لقب حافظ إبراهيم بشاعر النيل لأنه ولد على سفينة كانت راسية بضفاف نهر النيل بمركز ديروط عام 1872، وكان أول ما ترى عيناه نهر النيل، وقد منحه هذا اللقب أمير الشعراء أحمد شوقي.
وقد امتاز حافظ إبراهيم بقدرة غير مسبوقة على الحفظ فكان اسما على مسمى إذ اتسع عقله لآلاف الأبيات من الشعر التي كان يحفظها عن ظهر قلب ويقول حافظ إبراهيم عن ذلك: "يقع إليه ديوان فيتصفحه كله وحينما يظفر بجيده يستظهره، وكانت محفوظاته تعد بالألوف وكانت لا تزال ماثلة في ذهنه على كبر السن وطول العهد، بحيث لا يمترى إنسان في ان هذا الرجل كان من أعاجيب الزمان".
بينما يقول عنه العقاد: "كان مفطوراً بطبعه على إيثار الجزالة والإعجاب بالصياغة والفحولة في العبارة."
وكان حافظ إبراهيم صديقا لأحمد شوقى بعكس ما شاع لدرجة أن شوقى لما بلغه خبر وفاة صديقه العزيز حافظ إبراهيم عام 1932 أنشأ البيان وألقى الأبيات التالية:
قد كنت أوثر أن تقول رثائي
يا منصف الموتى من الأحياء
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة