قطار ارتفاع أسعار الوقود والسلع الغذائية لا يتوقف، والعالم يلاحقه ، سواء الغرب أو بلاد العرب ،لا يتوقف صراع الشعوب مع القفزات المتتالية للأسعار ، ولعل الوقود فى مقدمة تلك السلع الشعوبية المهمة .
بريطانيا
فى بريطانيا حذر أصحاب المتاجر الكبرى "السوبر ماركت" من أن أسعار المواد الغذائية ستستمر في الارتفاع حتى نهاية العام على الرغم من التباطؤ العام الماضي في معدل التضخم، وحسب ما نشر موقع الديلي ميل قال مكتب الإحصاءات الوطنية إن تكلفة الطعام والشراب ارتفعت بنسبة 16.7 % الشهر الماضي ، بانخفاض ضئيل فقط عن 16.8 % المسجلة في ديسمبر وأعلى بكثير من رقم التضخم الإجمالي البالغ 10.1 %.
وحسب التقرير ارتفعت أسعار العديد من الضروريات، ما أدى إلى ارتفاع فواتير البقالة المنزلية، وقد ارتفع سعر الحليب قليل الدسم بأكثر من 45 %، وزيت الزيتون بنسبة 44%، والجبن بأكثر من 30%، والبيض بنسبة 20%.
اليابان
وسجلت اليابان أكبر عجز تجارى لها على الإطلاق فى يناير الماضى بقيمة بلغت 3.5 تريليون ين (أى حوالى 26 مليار دولار مدفوعًا بارتفاع أسعار واردات الطاقة وتباطؤ نمو الصادرات.
وذكرت وزارة المالية اليابانية في بيان لها مؤخرا، وفق وكالة أنباء "كيودو" الرسمية أن العجز، الذي يزيد بنحو 1.6 ضعف عن العام السابق، تجاوز الرقم القياسي السابق البالغ 2.82 تريليون ين والذي سجلته البلاد في أغسطس الماضي، مما يسلط الضوء على ضعف الدولة الفقيرة بالموارد والتي تعتمد على الدول الأخرى في مجال الطاقة.
وأشارت الوزارة إلى أن "عطلة رأس السنة القمرية الصينية الجديدة بدأت في يناير الماضي في وقت أبكر مما كانت عليه في السنوات الأخيرة، ما يُرجح أن يساهم الأمر في تفاقم معدلات العجز التجاري لليابان مع الصين؛ حيث تميل الشحنات المتجهة إلى الصين إلى الانخفاض من حيث وتيرة العمل خلال فترة العطلة".
وأضاف: أن إجمالي الواردات في يناير ارتفع بنسبة 17.8 في المائة إلى 10.05 تريليون ين، مدعومًا بواردات الفحم والغاز الطبيعي المسال والنفط الخام، بينما زادت الصادرات 3.5 بالمائة إلى 6.55 تريليون ين بفضل شحنات السيارات المتجهة إلى الولايات المتحدة، وكان ميزان كل من الواردات والصادرات الأعلى لشهر يناير منذ أن أصبحت البيانات القابلة للمقارنة متاحة في عام 1979.
وأوضح البيان: أن تباطؤ نمو الصادرات يمثل علامة مقلقة على أن الاقتصاد العالمي يفقد قوته وسط الزيادات الشديدة في أسعار الفائدة في الاقتصادات الكبرى، كما سجلت اليابان عجزًا تجاريًا مع باقي دول آسيا، بما في ذلك الصين، بقيمة بلغت 1.38 تريليون ين، بينما سجلت عجزًا قدره 173.79 مليار ين مع الاتحاد الأوروبي.
أوروبا
وفى السياق نفسه، أكدت صحيفة "الإكونوميستا" الإسبانية أن دول الاتحاد الأوروبى خصصت 681 ألف مليون يورو لتمويل أزمة الطاقة، مشيرة إلى تخصيص المملكة المتحدة لـ 103 مليارات والنرويج 8 مليارات يورو منذ سبتمبر 2021.
ونقلت الصحيفة الإسبانية عن مركز أبحاث بروجيل، ومقره بروكسل، تأكيده أن فاتورة الدول الأوروبية لحماية المنازل والشركات من ارتفاع أسعار الطاقة وصلت إلى 800 مليار يورو لمعالجة الأزمة.
وأشار مركز الابحاث إلى أن الدول الأوروبية تستمر فى مصارعة عواقب أزمة حرب اوكرانيا وقطع معظم شحنات روسيا من الغاز إلى أوروبا.
وتصدرت ألمانيا، قائمة الإنفاق، حيث خصصت ما يقرب من 270 مليار يورو، واحتلت المملكة المتحدة وإيطاليا وفرنسا المراكز التالية، رغم أن كل منها أنفق أقل من 150 مليار يورو؛ أنفقت معظم دول الاتحاد الأوروبي الباقى، ومن حيث نصيب الفرد ، كانت لوكسمبورج والدنمارك وألمانيا هي الدول الأكثر إنفاقًا.
وأوضح التقرير إلى أن الإنفاق الذي خصصته البلدان لأزمة الطاقة هو الآن في نفس الدوري مع صندوق الانتعاش الأوروبي لفيروس كورونا، الذي تم منحه 750 ألف مليون يورو.
كانت المفوضية الأوروبية رجحت أن ينجح اقتصاد الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي في تجنب الركود خلال الوقت المتبقي من العام الجاري، غير أنها اعتبرت أن "الرياح المعاكسة بسبب الأزمات الجيوسياسية الراهنة" لا تزال تلقي بظلالها على أوروبا.
وذكرت المفوضية - في بيان صحفي نشرته عبر موقعها الرسمي - استنادًا على توقعات تقرير شتاء 2023، فإن اقتصاد الاتحاد الأوروبي في 2023 سار بشكل أفضل مما كان متوقعًا في الخريف الماضي بعد مرور عام على الأزمة العسكرية بين روسيا وأوكرانيا .. ويرفع التقرير توقعات النمو لهذا العام إلى 0.8% في الاتحاد الأوروبي و0.9% في منطقة اليورو ، كما يُخفض بشكل طفيف توقعات التضخم لكل من 2023 و 2024
لبنان
وفى الدول العربية لا يختلف الحال كثيرا، فقد شهدت أسعار البنزين والمازوت فى لبنان، ارتفاعا جديدا، حيث بلغ سعر صفيحة البنزين 95 أوكتا 24 ألف ليرة والبنزين 98 أوكتان 25 ألف ليرة والغاز 25 ألف ليرة، فيما انخفض سعر المازوت 3 آلاف ليرة. وفق الوكالة الوطنية لإعلام لبنان.
وأصبحت الأسعار، البنزين 95 أوكتان 1503000 ليرة، البنزين 98 أوكتان 1538000 ليرة، المازوت 1448000 ليرة، الغاز 982000 ليرة.
وكانت الليرة اللبنانية قد شهدت انهيارا كبيرا، منذ بداية فبراير الجارى، سواء على المنصة الرسمية أو في السوق غير الرسمية، وذلك بالتزامن مع أول أيام العمل بقرار تخفيض سعر الصرف الرسمى فى البنوك بقيمة تناهز الـ 90 % من السعر المعمول به على مدار 25 عاما، ونتج عن ذلك زيادة كبيرة فى أسعار الوقود كافة لتصل إلى مستويات غير مسبوقة على الإطلاق.
وأعلن مصرف لبنان المركزى أن حجم التداول على المنصة الرسمية لهذا اليوم بلغ 25 مليون دولار بمعدل 42000 ليرة لبنانية للدولار الواحد وفقاً لأسعار صرف العمليات التي نُفذت من قبل المصارف ومؤسسات الصرافة على المنصة، وذلك بارتفاع قدره 4 آلاف ليرة دفعة واحدة عن معدل سعر الصرف أمس والذى بلغ 38 ألف ليرة لبنانية للدولار الواحد، وهو السعر المعتمد منذ 27 ديسمبر الماضى حين تقرر آنذاك تخفيض سعر الليرة على المنصة الرسمية من 31200 ليرة للدولار الواحد.
وفي السوق غير الرسمية، كان سعر الصرف 63500 ليرة لبنانية للدولار الواحد وهو أدنى مستوى لليرة اللبنانية على الإطلاق بعدما كان متوسط سعر الصرف في مستهل تعاملات اليوم يتراوح ما بين 57500 ليرة للدولار و59000 ليرة.
وأدى الانهيار الجديد فى سعر صرف السوق غير الرسمية إلى رفع أسعار كافة أنواع الوقود فى البلاد بشكل ملحوظ في جدول تسعير صدر مساء اليوم لاعتماد تسعير الوقود على سعر صرف السوق الموازية.
الأردن
وفى الأردن ارتفعت أسعار المشتقات النفطية عالميًا في الأسبوع الثاني من الشهر الحالي، مقارنة مع معدلات أسعارها في الأسبوع الأول من ذات الشهر، بحسب بيانات وزارة الطاقة والثروة المعدنية الأردنية.
ووفقًا للبيانات المنشورة لوزارة الطاقة الأردنية، بلغ سعر البنزين أوكتان 90 في الأسبوع الثاني من شهر فبراير الحالي 834 دولارًا للطن، مقارنة مع معدل سعره في الأسبوع الأول منه، والذي بلغ 812.8 دولار، بنسبة ارتفاع بلغت 2.6 بالمئة.
وبلغ معدل سعر البنزين أوكتان 95 في الأسبوع الثاني 866.6 دولار، مقابل 844.6 دولار للطن والمسجل في الأسبوع الأول وبنسبة ارتفاع بلغت 2.6 بالمئة، بحسب وكالة الأنباء الأردنية الرسمية.
وانخفض سعر السولار من 785.1 دولار إلى 773.9 دولار للطن، بنسبة انخفاض بلغت 1.4 بالمئة، وانخفض سعر الكيروسين من 863.5 إلى 835.2 دولار للطن، بنسبة انخفاض بلغت 3.3 بالمئة.
وارتفع سعر زيت الوقود من 368.5 إلى 396.7 دولار للطن، بنسبة ارتفاع بلغت 7.7 بالمئة، وارتفع سعر الغاز البترولي المسال في الشهر الحالي إلى 790 دولارًا للطن، مقارنة مع سعره المسجل في الشهر الماضي، والذي بلغ 601.3 دولار للطن، بنسبة ارتفاع بلغت 31.4 بالمئة.
وارتفع معدل خام برنت في الأسبوع الثاني من الشهر الحالي إلى 84.4 دولار للبرميل، مقارنة مع 81.2 دولار للبرميل في الأسبوع الأول، بنسبة ارتفاع بلغت 3.9 بالمئة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة