لا تزال المأساة التى خلفها زلزال تركيا وسوريا الأكبر فى العالم، فقد بلغ عدد الضحايا أكثر من 23 ألف، إضافة إلى القصص الإنسانية التى تدمى القلوب ولحظات الرعب التى وصفها الناجون من الكارثة، فيما سلطت الصحف العالمية الضوء على صورة أب تركى بمنطقة كهرمان مرعش التركية، مركز الزلزال، يمسك بيد ابنته بعد وفاتها توضح عمق مأساة الزلزال.
لحظات الرعب
"كانت ثلاث دقائق حسبتها دهراً، إنها القيامة، لقد نجونا بمعجزة" هذه عبارات عبر بها ناجون سوريون عن مشاعرهم أثناء وقوع الزلزال الذى أصاب شمال البلاد فجر الاثنين، وأودى بحياة الآلاف من الأشخاص، إضافة إلى إصابة مئات الآلاف منهم.
من جانبه، يقول أحمد مصطفى من جنديرس، بريف عفرين فى شمال غربى سوريا، "أكثر ما يؤلمنى هو أن ترى أطفالاً يتوسلون إليك لتخرجهم من تحت الركام ولا تجد الحيلة والوسيلة للقيام بذلك".
وضمن شهادات الناجين، قال طيب بن حامد، أحد الناجين، الذى أقام بتركيا لمدة 4 سنوات، عن أهوال الزلزال واللحظات المؤلمة والمؤثرة التى عاشها الشعب التركي المنكوب بصفة عامة والجالية التونسية بالخصوص: "كنا ننظر إلى البنايات العالية وهى تسقط أمامنا، بعد أن انقسمت الأرض إلى شطرين فى محافظة هاتاى بجنوب تركيا، الجثث هنا وهناك ومشاهد الأمعاء المبعثرة ورؤوس القتلى كانت مرعبة لا يمكن وصفها بالإضافة إلى أصوات نسمعها تهمس من تحت الأنقاض دون أن نراها"،
وتابع آخر: "لا زال يخيل لنا أن الأرض مازالت تتحرك والهزات الأرضية مستمرة حتى بعد مغادرتنا لتركيا، مؤكدا أنه عاش أجواء أشبه بيوم القيامة".
وعبرت، رانية خليفى مواطنة تونسية ضمن الجالية المقيمة فى محافظة هاتاى الجنوبية عن معاناتها قائلة :"لا تزال الأصوات المعزولة تتردد على آذانى، ونحن نصرخ ونستغيث طالبين النجدة تحت ركام دون بصيص من الضوء، لقد غادرت مع أسرتى إلى العراء من دون وجهة واضحة أو مأوى، إنها لحظات لن تمحى من ذاكرتنا".
ولم يخف الأطفال القادمون من رحلة الإجلاء رفقة عائلاتهم، مشاعر الرهبة والفزع متشبثين بأثواب أمهاتهم بأياديهم الصغيرة والبريئة، وذلك بعد أن عاشوا لحظات مريرة ستظل محفورة فى أذهانهم وستكون صعبة النسيان عليهم، وربما ستكون فى يوما ما إحدى الروايات التى سينقلونها لأبنائهم.
كلبة تنقذ صاحبها
فيما تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعى قصة تحمل معانى الوفاء بين كلبة وصاحبها، ووثقتها مقاطع لفيديو من مدينة هاتاى التركية، إحدى المدن المنكوبة جراء الزلزال.
تعود تفاصيل القصة لـ"كلبة"، ساعدت فرق الإنقاذ فى ولاية هاتاى التركية، فى إنقاذ سيدة بعد مضى 103 ساعات على بقائها تحت أنقاض مبنى انهار من جراء الزلزال الذى ضرب كلا من تركيا وسوريا، بعد سماع نباح كلبتها.
وسمع فريق الإنقاذ الذى كان يطلق نداءات بحثا عن ناجين تحت الأنقاض فى شارع "أتاتورك"، صوت نباح بين الأنقاض، ليسارعوا على الفور بأعمال إزالة الركام.
وبعد جهود حثيثة، تبين لعناصر الإنقاذ أن سيدة (35 عاما) كانت عالقة تحت الركام، حيث تم إنقاذها بفضل كلبتها "فينوس"، وفق سكاى نيوز.
وبعد إخراجها من تحت الركام، نقلت السيدة "دويجو" إلى المستشفى على الفور، بالتزامن مع الاعتناء بالكلبة.
وكانت الـ"كلبة" أصرت على البقاء بجوار إحدى الأبنية المتهدمة فى مدينة هاتاى التركية، ورفضت إبعادها عن الركام انتظارا لخروج صاحبها العالق تحت أنقاض منزله منذ 5 أيام.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة