تتوقف بعض المشاريع على الرغم من البشائر الأولى الدالة على نجاحها، فلا يكتمل المشروع، ولا نعرف لماذا؟ ومن ذلك مشروع مهم بدأته دار الكتب والوثائق القومية اسمه "المجلات التراثية" لكن لم نر منه سوى القليل.
المشروع فكرته إعادة إصدار المجلات التراثية في مجلدات، وقد بدأت ذلك فى عام 2017، وكانت مجلة السفور هى البداية، و"السفور" تعد من أهم الجرائد كما كان يطلق عليها مؤسسها عبد الحميد حمدي، وهى جريدة اجتماعية فنية أدبية شاملة، وترجع أهميتها أنها صدرت أثناء الحرب العالمية الأولى، وهو وقت كانت الحماية البريطانية مفروضة على مصر، فكانت تلك المجلة ومثقفوها من أبناء هذا الجيل وما بذلوه من مجهود ممهدا لثورة 1919، كما ظهرت فيها أسماء لامعة فى الأعداد الأولى كالمنفلوطى ومصطفى عبد الرازق، و فى العدد الرابع عشر ظهر الدكتور طه حسين، وصدرت هذه المجلة بانتظام أسبوعيا لمدة 7 سنوات منذ 1915 حتى 1922.
المهم أن دار الكتب والوثائق القومية عملت على جمع هذه المجلة التراثية، وكان ذلك فى عهد الدكتور محمود الضبع، وبالفعل صدر منها العدد الأول، لكن بعد ذلك ظهرت أزمة رواية طه حسين "خطبة الشيخ" التي كانت منشورة في المجلة وما تبع ذلك من أحداث، ومن بعدها ترك الدكتور محمود الضبع دار الكتب، وتوقف المشروع، ولا نعلم لماذا توقف المشروع؟
من هنا أتوجه للدكتور أسامة طلعت، رئيس دار الكتب والوثائق القومية الجديد، بطلب أن يعيد النظر فى مثل هذه المشاريع، ويعمل على إعادتها مرة أخرى للحياة، وهذا جزء من دور الهيئة فى حفظ التراث، فبجانب الرقمنة، والتى سنتحدث عنها لاحقا، فإن حفظ التراث بإعادة نشره هو خير حفظ لأنه يصبح "متاحا" وهذا هو المقصد.
نعرف جميعا أن دار الكتب والوثائق القومية بمثابة كنوز لا حصر لها، كل ما تحتاجه هو إعادة توظيف لما فيها، وأتمنى أن تتبنى الهيئة رؤية تعمل على إبراز ما فيها والكشف عن كنوزها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة