تجربة فريدة ومدهشة ومثيرة اعتادت المهرجانات في تونس على تقديمها وهي مسرحة السجون وهى على شقين: الأول هو إنتاج مسرحيات يقوم ببطولتها المساجين وتقدم خلال فعاليات مهرجان أيام قرطاج المسرحية، والشق الٱخر هو عرض بعض المسرحيات للمساجين داخل السجون، وبذلك تتحول السجون في تونس لساحات عرض وأماكن بروفات لانتاجات مسرحية.
إنه فعلاً لهدف نبيل مسماه (مسرح الحرية) الذي من خلاله يتم إنتاجات مسرحية للمؤسّسات السّجنية والإصلاحية من منطلق قناعتها بدور المسرح في التأهيل وإعادة الإدماج النّفسي والإجتماعي، ونفس النهج يكون في مهرجان أيام قرطاج السينمائية فهناك الكثير من الأفلام شاهدتها في السجون برفقة هند صبري ودرة ونجوم تونس المشاهير.
أيام قرطاج المسرحية يحتضن تلك الإنتاجات المسرحية للمؤسّسات السّجنية والإصلاحية بالشّراكة مع الإدارة العامة للسّجون والإصلاح، ويهدف هذا القسم إلى تمكين نزلاء السّجون ومراكز الإصلاح والإدماج من عرض أعمالهم المسرحية أمام جمهور أيام قرطاج المسرحية.
وعرض خلال فعاليات المهرجان هذه العروض : ( خمسة على خمسة) / إخراج : الأسعد حمدة / سجن قفصة، (لا مطلق لا معلق) / إخراج: المهدي عثمان / سجن المهدية، (الدنيا ) / إخراج: بولبابة نعمان / مركز إصلاح الأطفال الجانحين بالمروج بن عروس، (سفر ) / عمل جماعي / سجن برج الرومي بنزرت، ( منامة) / عمل جماعي / سجن المرناقية ،( علاش هكا ) / إخراج: محمود الغابري / مركز إصلاح الأطفال الجانحين سوق الجديد بسيدي بوزيد، ( 254) / سيناريو و إخراج : حسان الغربي + شيماء الصكوحي / سجن الهوارب القيروان، (سوالف ) / إخراج: محمد علي الجواني / سجن برج العامري - منوبة، وآخر العروض ( الشركة تركة) / إخراج : نجيب زقام - النص: عمل جماعي / سجن سوسة بالمسعدين.
هناك أيضًا قسم آخر في مشروع مسرحة السجون وهو العروض التي تقدم داخل السجن فقد عرض 14 عرضا مسرحيا منها : ثقافوت، والذي عرض بالسجن المدني بالمرناقية، وعرض ( ضياع) وعرض بالسّجن المدني بقفصة، و( المتوحشون الطيبون) وعرض في السجن المدني بسليانة، وعرض ( تڤرجيعة) وتم عرضه بالسجن المدني بالسرس، وعرض (المانعة) بالسّجن المدني للنّساء بمنوبة ، وغيرها من العروض .
تجربة مسرحة السجون هي أهم ما يميز أيام قرطاج المسرحية عن كل المهرجانات العربية والدولية ، فالفكرة نبيلة ومفيدة ولها أبعاد إنسانية وأبعاد ثقافية وأبعاد سياسية واجتماعية ، فربما يتحول الكثير من هؤلاء المساجين لفنانين فيما بعد وينخرطوا في المجتمع لتتحقق المقولة التي نرددها دائما : السجن اصلاح وتهذيب .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة