الذاهبون بنية الرجوع يلجأون أحيانا لقطع تذكرتين، واحدة للذهاب وأخرى للعودة، في محطات الدنيا الواسعة، ذلك تحصينا لنفاد التذاكر أو لأن الذهاب مقرون بالعودة. وفي أغلب الأحيان يستفيد المسافرون ذهابًا وعودة بخدمات مميزة وخصم على ثمن التذاكر.
في قطار الحياة يفكر البشر بنفس نظرية تذاكر العودة، فيتركون وقت الرحيل ما يشفع لهم بالعودة، حتى وإن كانت متأخرة، لكن آخرون يمزقون كل حبال الوصل ويفقدون أي رصيد للعودة ولو بنهاية العمر؛ هؤلاء الذين لم يصونوا لحظات البقاء، وتنقلت أعينهم على كل الأمكنة، كأنهم يبحثون عن شيء مفقود.
الغريب أن هؤلاء بذلوا مجهودا خارقا للوصول إلى نقطة تمنوا لو مكثوا فيها طويلا، قدموا كل عهود البقاء ما دامت الحياة باقية، قبل أن تغادر طموحاتهم رؤوسهم وباتوا كما الذباب الباحث عن مكان جديد كل دقيقة.
الذاهبون بدون عودة والمضيعون للفرص لا مرحبا لهم في حياتنا مجددا، من كشفته الأيام سيظل معلقا على حبال الوصل ولن ينال وصالاً كما كان سابقا، غريبا عن الأماكن والأرواح، سيظل يتمنى كلمة ولو بالرفض وستكون حلمه المكتوب بالفشل.
ختاما؛ الحكمة من مواقف الأيام وتجارب السنين أن نضوجنا يسبق أفعال البعض، فلا نلتفت ولو لحظة للخلف، نفلت الذاهبون في محطتهم ونواصل رحلتنا وقد تعلمنا درساً، بأن الإنسان أقل وفاء من مخلوقات الله الكثيرة
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة